تصدّر اليمين الفرنسي المتطرّف بقيادة جوردان بارديلا، بفارق كبير، نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التاريخية في فرنسا، وقد يصل إلى الحكم للمرة الأولى في ظل الجمهورية الخامسة، وفق تقديرات أولى لمراكز استطلاع الرأي. لكن النتيجة النهائية التي لا يزال يصعب التكهن بها ستعتمد على مساومات سياسية ستستمر أياماً قبل جولة الإعادة المقررة الأسبوع المقبل.
ورفض حزب الجمهوريين (يمين محافظ) الذي حصل على نحو 10% من الأصوات، دعوة ناخبيه إلى التصويت ضد التجمع الوطني في الدورة الثانية من الانتخابات. وقالت قيادة الحزب، في بيان: حيث لن نكون موجودين في الدورة الثانية، وبالنظر إلى أن الناخبين أحرار في خيارهم، لن نصدر تعليمات وطنية، وسنترك الفرنسيين يعبرون استناداً إلى ضمائرهم. وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسات إبسوس وإيفوب وأوبينيون و«إي» و«إيلاب» حصول حزب التجمع الوطني على نحو 34% من الأصوات.
وتقدم الحزب على منافسيه اليساريين والوسطيين، ومنهم تحالف معاً الذي ينتمي إليه الرئيس إيمانويل ماكرون والذي أظهرت استطلاعات الرأي حصوله على نسبة تتراوح بين 20.5 و23%. كما أظهرت استطلاعات الرأي حصول الجبهة الشعبية الجديدة، وهي ائتلاف يساري جرى تشكيله على عجل، على 29% من الأصوات.
ولم توضح نتائج التصويت الذي شهد إقبالاً كبيراً ما إذا كان حزب التجمع الوطني سيتمكن من تشكيل حكومة إلى جانب تحالف ماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي. ويتبقى الآن أسبوع على جولة الإعادة المقررة في السابع من يوليو. وستعتمد النتيجة النهائية على مدى استعداد الأحزاب لتوحيد قواها في كل من الدوائر الانتخابية الفرنسية البالغ عددها 577 في الجولة الثانية. وكانت الأحزاب المنتمية ليمين الوسط ويسار الوسط تتعاون في الماضي إذا ما رأت أن حزب التجمع الوطني يقترب من تولي السلطة في البلاد. لكن هذا ربما لا يحدث هذه المرة.