بعد أن أظهرت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة تصدر التجمع الوطني وتراجع الأغلبية الرئاسية السابقة، كيف خسر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رهانه بقرار حل البرلمان؟ وهل انتهت الحقبة الماكرونية في فرنسا؟ وما السيناريوهات المتوقعة بعد الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية؟
شدّد الرئيس الفرنسي السابق الاشتراكي فرنسوا هولاند، المرشح للانتخابات التشريعية ضمن ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري السبت على أن الماكرونية السياسية انتهت وأنه ليس لديه حسابات لتسويتها مع وزيره السابق، الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون.
ويأتي الحديث عن نهاية حقبة ماكرون مع صعود اليمين المتطرف في فرنسا وفي أوروبا عموما، في وقت لم تحقق فيه سياسات الرئيس الفرنسي مكاسب واضحة للفرنسيين في الداخل والخارج. وقال الرئيس الفرنسي السابق (2012 – 2017) المرشّح في منطقة كوريز الواقعة في وسط غرب فرنسا والتي سبق أن انتخب نائبا عنها، إن الماكرونية انتهت، مضيفا ما تمكّن ماكرون من تجسيده في مرحلة معينة انتهى.
وكان ماكرون خرج من الحكومة في العام 2016 وتمكّن من الفوز بالرئاسة في العام التالي في استحقاق واجه فيه مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن مستفيدا من اختلال النظام السياسي، وعاقدا العزم على تحقيق اختراق على مستوى التباعد التقليدي بين اليمين واليسار، غير مدعوم من أيّ حزب منظّم. ومع تراجع شعبيته قرّر هولاند عدم خوض الاستحقاق الرئاسي سعيا لولاية ثانية، ففاز ماكرون البالغ حينها 39 عاما بالرئاسة. وشرح هولاند أنه قرّر خوض الانتخابات التشريعية بعدما أعلن ماكرون حل الجمعية الوطنية عقب فوز التجمّع الوطني (يمين متطرّف) بالانتخابات الأوروبية.
ومن المتوقع بحسب استطلاع للرأي أجراه معهد أودوكسا لحساب مجلة لو نوفيل أوبس، أن يفوز التجمع الوطني المتحالف مع رئيس حزب الجمهوريين إريك سيوتي بما بين 250 و300 مقعد في الجمعية الوطنية المقبلة، ما سيمنحه غالبية قد تصل في حدها الأقصى إلى الغالبية المطلقة المحددة بـ289 مقعدا. ومن الاحتمالات المطروحة لما بعد الانتخابات التشريعية، تعايش مع حكومة من التجمع الوطني بزعامة مارين لوبن أو مع حكومة ائتلافية تجمع قوى أخرى حول الكتلة الرئاسية.
واعتبرت لوبان أنه لن يبقى أمام ماكرون سوى الاستقالة للخروج ربما من أزمة سياسية أثارها قراره، مشددة على أن هذا استنتاج، وليس طلبا. وصرحت لوبن أثناء جولتها في إقليم با دو كاليه في إطار حملتها الانتخابية أنا لا أدعو إيمانويل ماكرون إلى الاستقالة. أنا أحترم المؤسسات. لكنها قالت إنه عندما يكون هناك جمود سياسي، وعندما تكون هناك أزمة سياسية، فثمة احتمالات ثلاثة، هي التعديل الوزاري أو حل البرلمان أو الاستقالة.