تزايدت مخاوف الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة حول صحة وسن الرئيس جو بايدن، ما يؤثر على فرصه بالفوز في الانتخابات المقبلة. وسط استطلاعات الرأي غير المواتية، تتعالى دعوات قادة الديمقراطيين لانسحاب بايدن من السباق الرئاسي، بهدف تقديم مرشح آخر يمكنه منافسة الجمهوريين بشكل أكثر فعالية.
وحاول بعض كبار القادة الديمقراطيين مؤخرا إقناع بايدن بالتراجع عن الترشح لولاية ثانية؛ نظرا لاستطلاعات الرأي غير المواتية التي تشير إلى تراجع حظوظه أمام خصمه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأعلن البيت الأبيض أن بايدن، الذي يبلغ من العمر 81 عاما، تلقى جميع جرعات اللقاح، وسيواصل أداء مهامه بالكامل أثناء فترة الحجر الصحي في منزله بديلاوير. جاء هذا الإعلان في وقت حساس لرئاسته، حيث أثيرت تساؤلات حول قدراته البدنية والعقلية بعد أدائه الكارثي في المناظرة التلفزيونية مع ترامب في نهاية يونيو.
حوالي عشرين نائبا وسناتورا ديمقراطيا حتى الآن حضوا بايدن على التخلي عن ترشحه. وقالت شبكة "سي إن إن" إن الرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي أخبرت بايدن بأنه قد يقضي على حظوظ الديمقراطيين في الانتخابات التشريعية، مشيرة إلى تراجع فرصه في استطلاعات الرأي.
بدورها، ذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" أن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ شاك شومر تحدث مع بايدن، وأشار إلى أنه سيكون من الأفضل له وللحزب الديمقراطي وللبلاد أن ينسحب. من جهتها، أفادت صحيفة واشنطن بوست بأن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما قال لمقربين منه، إن جو بايدن يجب أن يعيد النظر في ترشحه لولاية رئاسية ثانية. ونقلت الصحيفة أن أوباما يعتقد أن فرص بايدن بالفوز تقلصت، ويجب على نائبه السابق البالغ 81 عاما أن يأخذ هذا الأمر بجدية. ولم يصدر أوباما أي تعليق رسمي على الفور. وذكرت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست أن بايدن التقى بشومر وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز، حيث عبروا عن مخاوفهما من أن يحرم بايدن الحزب من الأغلبية في الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني/نوفمبر. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر مقربة من بايدن قولهم إنه بدأ يتقبل احتمال الهزيمة أمام ترامب، وقد يضطر إلى الانسحاب، وأفادت واشنطن بوست بأن بيلوسي تعتقد أنه قد يقتنع سريعا بالانسحاب.
وفي ظل هذه الضغوط، أعلن ديمقراطيون بارزون عن نيتهم تسريع آلية ترشيح بايدن رسميا من خلال نظام تصويت مبكر سيتم تحديد تفاصيله لاحقا. ويسمح هذا النظام بالتصويت خلال الأسبوع الأول من أغسطس بدلا من انتظار المؤتمر الوطني الديمقراطي الذي سيعقد من 19 أغسطس في شيكاغو لترشيح بايدن رسميا.
و قالت مصادر مطلعة إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يفكر بجدية في دعوات تطالبه بالانسحاب من الترشح لانتخابات الرئاسة، فيما يرى عدة مسؤولين في الحزب الديمقراطي أن خروجه من المنافسة مسألة وقت. وذكر مصدر طلب عدم الكشف عن هويته: يدرس الأمر بالفعل، أعلم ذلك على وجه اليقين... إنه يفكر في هذا الأمر بجدية بالغة.
وانتقد بعض الديمقراطيين هذه الخطوة، معتبرين أنها وسيلة لتمرير ترشيح بايدن رغم الشكوك حول أهليته لولاية ثانية ومن دون مناقشة أي خيارات بديلة. رغم ذلك، أكد بايدن أنه يحظى بتأييد الناخبين، وتظل نائبة الرئيس كامالا هاريس في المقدمة لحلول محل بايدن في حال انسحابه. لكن استطلاعا للرأي أظهر مؤخرا أن حوالي ثلثي الناخبين يتمنون انسحاب بايدن من السباق الرئاسي، تاركا مستقبل حملته الانتخابية أمام تساؤلات ومعضلات كبيرة.