وسط انقسام وخلاف حاد بين أنقرة وأثينا بشأن الملف، احتفل القبارصة الأتراك بالذكرى الخمسين لدخول القوات التركية الذي قسم الجزيرة المتوسطية إلى شطرين، فيما دوت مع بزوغ الفجر في القسم الجنوبي للجزيرة صفارات الإنذار كما أقامت الكنائس مراسم لإحياء ذكرى القتلى وسط حزن خيم على القبارصة اليونانيين. وتمكنت القوات التركية عام 1974 من السيطرة على أكثر من ثلث مساحة الجزيرة.
وبدا الخلاف بينهما واضحا عندما حضر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عرضا عسكريا احتفاليا في شمال نيقوسيا لإحياء ذكرى عملية السلام في عام 1974.
وقال أردوغان إن عملية السلام القبرصية أنقذت القبارصة الأتراك من القسوة وأعادتهم إلى الحرية، منتقدا الجنوب لامتلاكه عقلية فاسدة ولأنه يعد نفسه الحاكم الوحيد لقبرص. لكن أردوغان ترك نافذة مفتوحة للحوار في المفاوضات المتعثرة. وقال نحن مستعدون للمفاوضات والاجتماع وإحلال السلام والحل على المدى الطويل في قبرص.
ومحادثات السلام متوقفة بسبب فكرتين لا يمكن التوفيق بينهما على ما يبدو إذ يريد القبارصة اليونانيون إعادة توحيد شطري الجزيرة في شكل كيان اتحادي بينما يريد القبارصة الأتراك التوصل إلى تسوية تستند إلى وجود دولتين.
نالت قبرص استقلالها عن بريطانيا في عام 1960، لكن الإدارة المشتركة بين القبارصة اليونانيين والأتراك سرعان ما انهارت وسط أعمال عنف أدت إلى انسحاب القبارصة الأتراك إلى جيوب وإرسال قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة.
وانهارت محادثات إعادة التوحيد في عام 2017. وشمال قبرص دولة انفصالية لا تعترف بها سوى تركيا، ويريد قادتها من القبارصة الأتراك نيل الاعتراف الدولي.