طالب المرشد الإيراني، علي خامنئي، نواب مجلس الشورى الإيراني بالتفاعل البنّاء مع الحكومة الجديدة برئاسة مسعود بزشكيان، المحسوب على التيار الإصلاحي والمعتدل.
وقال خامنئي، في أول لقاء مع نواب البرلمان الجديد: يجب أن نؤمن إيماناً راسخاً بأن نجاح الرئيس المنتخب نجاح لنا جميعاً. وأضاف: إذا نجح في إدارة البلاد، وتحقيق التقدم الاقتصادي، وفي القضايا الدولية والثقافية، فإننا جميعاً سنكون قد حققنا النجاح. وشدد على ضرورة تجنب الخلافات، قائلاً: يجب سماع صوت واحد في المسائل المهمة حسبما أورد موقعه الرسمي.
وأضاف في السياق نفسه: في القضايا المهمة، يجب أن يكون هناك صوت واحد مسموع في البلاد، وبالطبع أنتم مَن يحدد ذلك. هناك أماكن يجب أن تتحدث فيها الحكومة والبرلمان ومختلف المسؤولين، حتى يحبط مَن يتربصون في الخارج لسماع إشارات الخلافات والازدواجية. ويجب ألا يكون البرلمان مصدراً للتوتر في الرأي العام، فقد شوهد أحياناً التشويه والسلبية من بعض النواب. بالطبع، معظم النواب دائماً متمسكون بالمبادئ المهمة والقيِّمة، وأقول هذا بصدق، ولكن في بعض الحالات شوهد خلاف ذلك.
وأوصى خامنئي النواب بالحفاظ على الأمن النفسي للشعب. وقال: ليس فقط في البرلمان، بل يجب أن تكون مشاركات النواب في التجمعات العامة، سواء في صلاة الجمعة أو في اللقاءات في المدن المختلفة أو في الفضاء الإلكتروني، تهدف إلى تهدئة الأوضاع.
ورافق بزشكيان، الذي يمثل مدينة تبريز، نواب البرلمان إلى مقر المرشد الإيراني. وقال خامنئي في إشارة إلى حضور الرئيس المنتخب بين نواب البرلمان: لا أعرف ما إذا كان السيد بزشكيان يُعدّ حالياً نائباً قانونياً أم لا، لكنه موجود هنا.
وقالت وكالة إيلنا إن بزشكيان حضر هذا اللقاء بصفته نائباً سابقاً في البرلمان، والرئيس المنتخب.
وجاء اللقاء بعد نحو شهرين من بداية عمل البرلمان الجديد، وقبل 9 أيام من أداء الرئيس المنتخب القسم الدستوري أمام البرلمان، وقبل ذلك بيوم، سيتوجه بزشكيان مرة أخرى إلى مقر خامنئي للمصادقة على مرسوم رئاسته. وستكون أمام بزشكيان فترة أسبوعين لتقديم تشكيلته الوزارية والحصول على ثقة البرلمان.
ويجري بزشكيان مشاورات مكثفة لانتخاب تشكيلة الوزراء. وتشرف لجنة توجيهية برئاسة وزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف، على مسار انتخاب أعضاء الحكومة.
وقال خامنئي للمشرعين إن التصويت على الحكومة التي سيقدمها السيد بزشكيان، مهمتكم العاجلة والملحة. كلما جرت المصادقة على الحكومة المقترحة في أسرع وقت بعد القيام بالإجراءات اللازمة وبدأت الحكومة في العمل، كان ذلك أفضل للبلاد.
وأضاف خامنئي أن الأشخاص المختارين في الحكومة يجب أن يؤمنوا بنظام الجمهورية الإسلامية بعمق، وأن تكون لديهم نظرة وطنية، وألا يكونوا غارقين في القضايا السياسية والحزبية.