تعمل تركيا بقيادة رئيسها رجب طيب إردوغان على زيادة نفوذها الدبلوماسي والاقتصادي عبر أفريقيا وتعزز طموحاتها من شرق القارة إلى غربها في وقت تستعد لمباشرة التنقيب عن الغاز والنفط قبالة السواحل الصومالية.
وتعتمد تركيا على خبرة رواد الأعمال لديها، وقنواتها التلفزيونية، ومسلسلاتها، ومدارسها لتوسع انتشارها في مجالات الدفاع والأشغال الكبرى والتعليم والطاقة، مع تراجع نفوذ الدول الغربية في مستعمراتها السابقة.
واستقبل إردوغان في فبراير رئيس وزراء النيجر علي محمد الأمين زين بعد أشهر قليلة من انقلاب في هذا البلد في يوليو 2023. وأرسل أردوغان ثلاثة وزراء إلى نيامي الأسبوع الماضي هم وزراء الخارجية والدفاع والطاقة بالإضافة إلى رئيس الاستخبارات.
وعززت تركيا في السنوات العشرين التي تلت وصول أردوغان إلى السلطة حضورها في القارة من شرقها إلى غربها وفي وسطها. وفي 20 عاما، زاد حجم التجارة التركية مع القارة ثمانية أضعاف ليصل إلى 40,7 مليار دولار في العام 2023 بحسب وزارة التجارة، إضافة إلى استثمار "85,5 مليار دولار في مشاريع" تشمل رواد أعمال أتراك. وتُجري الخطوط الجوية التركية رحلات إلى 62 وجهة إفريقية، بينها ليبيا. وكانت أول من عاد إلى مقديشو في العام 2012 قبل أن تقوم أنقرة بإعادة تأهيل المطار.
وتفتخر قناة "ان تي ار- تي في" NTR TV - التي تقدم نفسها على أنها التلفزيون التركي الأول في القارة عبر موقعها، بالوصول إلى 49 دولة إفريقية حيث تبث خصوصا مسلسلات عديدة ناشرة في الوقت عينه اللغة التركية. وتبث قناة "تي ار تي" TRT التلفزيونية العامة التركية على موقع يوتيوب باللغات الفرنسية والإنجليزية والسواحلية والهوسا وتنظّم دورات تدريب للصحفيين الشبان.
وعلى هذه الأسس الصلبة، طورت أنقرة اتفاقات دفاعية: من الصومال في العام 2017 إلى ليبيا في العام 2019، وعززت نفوذها في كينيا ورواندا وإثيوبيا في الشرق، وفي نيجيريا وغانا في الغرب. كذلك تنشر تركيا خبراتها في مجال الطاقة مع بدئها في سبتمبر وأكتوبر مهمة تنقيب عن مواد هيدروكربونية في الصومال، على غرار تلك التي تقوم بها قبالة سواحل ليبيا.