اقتحم متظاهرون إسرائيليون من اليمين المتطرف مجمعين عسكريين، بعد وصول محققين لاستجواب جنود بشأن انتهاكات مزعومة في أحدهما، وهو معسكر اعتقال للفلسطينيين الذين ألقي القبض عليهم منذ بدء الحرب على غزة، وفق رويترز.
وفي السياق، أشارت صحيفة إسرائيل اليوم إلى أن رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلية هيرتسي هاليفي علق اجتماعاً عملياتياً بشأن الجبهة الشمالية، في إشارة إلى التصعيد المتوقع ضد لبنان، بسبب الأحداث في مركز الاعتقال العسكري سدي تيمان بجنوب إسرائيل وانطلق نحو معسكر بيت ليد.
وبدأت الاضطرابات عندما ظهرت الشرطة العسكرية في الموقع الأول، وهو سدي تيمان في إطار تحقيقاتها. وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإنها جاءت لاستجواب نحو 10 من جنود الاحتياط يشتبه في إساءة معاملتهم لسجين من وحدة قتالية تابعة لحركة حماس. وحين وصلت الشرطة العسكرية إلى المعسكر، كان عدد من المحتجين المدنيين، ومنهم أعضاء في الكنيست من اليمين المتطرف، يتجمعون خارج المنشأة ونددوا بالتحقيق مع الجنود الذين قالوا إنهم كانوا يؤدون واجبهم.
وبثت قنوات تلفزيونية إسرائيلية لقطات لمحتجين وهم يحاولون اقتحام بوابة وشق طريقهم إلى القاعدة. كما كان وزير من حزب قومي متطرف يسير وسط المحتجين. ومع حلول الليل، تجمع حشد أيضاً في مجمع بيت ليد العسكري شمال إسرائيل. وقالت الشرطة في بيان، إن عدداً من الأشخاص اقتحموا محكمة عسكرية هناك قبل أن يتمكن أفراد الشرطة والجنود من إبعادهم.
ونشر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهو زعيم بارز في الكتلة القومية الدينية بحكومة نتنياهو ومنتقد دائم لقيادة الجيش، مقطعاً مصوراً على إكس قال فيه إن الجنود يجب أن يعاملوا أبطالاً وليس كمجرمين. واستنكر نتنياهو عمليات الاقتحام ودعا إلى الهدوء. وقال وزير الدفاع يوآف جالانت: حتى في أوقات الشدة، القانون يُطبق على الجميع، لا يجوز لأحد اقتحام قواعد الجيش الإسرائيلي.
وكان قد تم الإعلان عن التحقيق في وقت سابق، وقال الجيش إن المدعية العامة أمرت بإجراء التحقيق في أعقاب الاشتباه بتعرض أحد المعتقلين لانتهاكات جسيمة، من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل. وقالت جماعات حقوقية، ومنها جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، إن المعتقلين يتعرضون لانتهاكات جسيمة في معسكر الاحتجاز، وهو قاعدة عسكرية سابقة في صحراء النقب أعلنت إسرائيل أنها ستغلقها تدريجياً. ودافع هاليفي عن التحقيق الذي قال إنه يصون شرف الجيش الإسرائيلي.
وقال في بيان له عن محاولة اقتحام المعسكر: نحن في خضم حرب، وتصرفات من هذا النوع تعرض أمن الدولة للخطر... إن هذه التحقيقات على وجه التحديد هي التي تحمي جنودنا في إسرائيل والعالم وتحافظ على قيم الجيش الإسرائيلي.
وانتشرت تقارير عن إساءة معاملة المعتقلين في السجون الإسرائيلية، مما أدى إلى ازدياد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب سلوكها في حرب غزة التي تقترب الآن من بداية شهرها 11. وفي مايو، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تنظر في اتهامات تتعلق بانتهاكات ارتكبتها إسرائيل بحق معتقلين فلسطينيين.