تفاقمت المجاعة في مخيم زمزم للنازحين بدارفور، نتيجة الحرب المستمرة في السودان، وسط صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية وتزايد معاناة الأطفال من سوء التغذية.
وكشفت مراجعة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المستخدمة من قبل وكالات الأمم المتحدة، أن المجاعة لا تزال مستمرة في يوليو 2024 في مخيم زمزم. وأشارت إلى أن العوامل الرئيسية للمجاعة في مخيم زمزم هي النزاع وعدم القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية.
وذكرت منظمة "بلان إنترناشونال" أن أحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يؤكد ما كنا نخشاه لعدة شهور: أن الأطفال في السودان، الذين تحملوا أكثر من عام من النزاع، يموتون الآن جوعا.
وقال محمد قزلباش، المدير القطري للمنظمة، إن مخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور، الذي استضاف نحو 300 ألف شخص، "تضخم ليؤوي نصف مليون شخص في أسابيع قليلة" بسبب القتال في الفاشر.
وفر العديد من السكان من القتال العنيف في الفاشر، المدينة الرئيسية الوحيدة في منطقة دارفور التي لا تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع. ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، وأدت إلى دمار واسع في البنية التحتية، وخروج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.
ووصفت الأمم المتحدة الحال في السودان بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة، مشيرة إلى تعليق غالبية عمليات الإغاثة بسبب العنف.
وأشار التقرير إلى أن مطار الفاشر غير صالح لإيصال المساعدات الإنسانية بسبب انعدام الأمن، موضحا أن آخر شحنة من المساعدات الغذائية إلى مخيم زمزم كانت في أبريل.
ذكرت منظمة أطباء بلا حدود الشهر الماضي أن 63 ألف طفل في مخيم زمزم يعانون من سوء تغذية"، و10% منهم يعانون من سوء تغذية حاد.
وحذرت منظمة سايف ذا تشيلدرن من أن الوقت ينفد في السودان لإبقاء الأطفال على قيد الحياة، مضيفة أن أطراف النزاع وأصحاب النفوذ الدولي فشلوا مرة بعد أخرى في وضع حد للقتال.
تستمر المجاعة وتفاقم الأزمة الإنسانية في مخيم زمزم نتيجة النزاع المستمر وعدم قدرة المنظمات الإنسانية على إيصال المساعدات الضرورية، وسط دعوات متزايدة للحل السلمي وإنقاذ المدنيين، خاصة الأطفال، من الموت جوعا.