على الرغم من إعلانها جدري القردة طارئة صحية عالمية الأسبوع الماضي، دعت منظمة الصحة العالمية على لسان مديرها الإقليمي في أوروبا هانز كلوغه إلى عدم مقارنته بوباء كورونا وما عاشه العالم قبل أربع سنوات خلال الجائحة. وتزايدت المخاوف بشأن انتشار جدري القردة بعد تسجيل اول إصابة بالسلالة الجديدة خارج أفريقيا بالسويد وارتفاع حالات الإصابة إلى أكثر من 18 ألف وسط القارة السمراء.
قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوغه إن العالم يعرف الكثير عن مرض جدري القردة، وبالتالي لا يمكن اعتباره وباء "كوفيد الجديد". وأوضح كلوغه خلال مؤتمر صحفي أن جدري القردة ليس كوفيد الجديد. سواء كان من السلالة 1 المسببة للوباء الحالي في وسط وشرق أفريقيا، أو السلالة 2 لجدري القردة التي أدت إلى تفشي الوباء في 2022 في العالم. ونحن نعرف الكثير بالفعل عن السلالة 2. ويتعين علينا معرفة المزيد عن السلالة 1 ... نحن نعرف كيف يمكن مكافحة جدري القردة.
ودفع تزايد عدد الإصابات بجدري القردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية ولا سيما بسبب السلالة 1بي التي سُجلت كذلك في بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، بمنظمة الصحة العالمية إلى إعلان المرض طارئة صحية عامة تسبب قلقا دوليا في 14 أغسطس، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت حالة الطوارئ الصحية العامة في 2022 عندما تفشى الوباء عبر السلالة 2بي في جميع أنحاء العالم، ورفعتها في مايو 2023.
وأوضحت كاثرين سمولوود، المسؤولة في المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية أن السلالة 1إي 1a هي ما كان يُطلق عليها سلالة حوض الكونغو، وتسببها عدوى من الحيوانات المصابة، مضيفة "لم نعزل أو نسجل حالات انتقلت فيها السلالة 1بي عبر حيوانات مصابة. وبالتالي، يبدو أنها سلالة من الفيروس تنتشر حصرا بين البشر، وأظهرت بعض الطفرات الفيروسية التي حددها العلماء أنه من المحتمل أن ينتقل بكفاءة أكبر بين البشر.
فيما أكد المتحدث باسم المنظمة في جنيف، طارق جاساريفيتش نحن نعلم أن السلالة 1 أكثر خطورة من 2"، لكن الخبراء يحاولون الآن معرفة ما إذا كان هناك فرق حقيقي بين السلالة 1إي و1بي من حيث الخطورة. ولقد رصدنا للتو السلالة 1بي التي تنتشر بسرعة. لكننا لسنا متأكدين بعد من خطورتها.