توجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى صربيا في زيارة تستغرق يومين، تعتزم خلالها باريس إتمام بيع 12 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز رافال إلى هذه الدولة البلقانية التي تحافظ على علاقات ودية مع روسيا.
وأبدى الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش تفاؤله بتوقيع هذا العقد الضخم. وقال يمكن لصربيا أن تصبح عضوا في نادي رافال. وكان قد أشار إلى أنّ بلاده مستعدّة لدفع ثلاثة مليارات يورو.
من جهته، أفاد الإليزيه بأنّه متفائل بنجاح المفاوضات مع مجموعة داسو خلال زيارة الرئيس الفرنسي.
وفي مقابلة مع الصحافة الصربية، أكد فوتشيتش أنّه رغم أنّ التمويل ليس مشكلة، إلّا أنّ بعض الضمانات لا تزال بحاجة الى توضيح. غير أنّ هذه المسألة تبقى حسّاسة، إذ إن بلجراد المرشّحة لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ العام 2009 تحافظ على علاقات مع موسكو رغم غزو أوكرانيا، ولم تفرض عقوبات على روسيا منذ بداية الحرب في العام 2022.
وفي السياق، قال الرئيس الصربي إنّ جميع الطائرات الاعتراضية الصربية تقريبا وجميع الطائرات المقاتلة تأتي من روسيا. وأضاف علينا أن نتطوّر ونغيّر عاداتنا وكل شيء آخر من أجل إعداد جيشنا.
وتطرح فرنسا هذه المسألة، مشيرة إلى منطق تقارب صربيا مع الاتحاد الأوروبي. وترى باريس أنّه يمكن لبلغراد أن تتخذ الخيار الاستراتيجي المتمثّل في التعاون مع دولة أوروبية لتجديد أسطولها.
وتؤيّد فرنسا رسميا عملية انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يدافع عنه ألكسندر فوتشيتش منذ فترة طويلة على الرغم من المخاوف التي أعرب عنها السكان. وكرّر ماكرون قوله في رسالة نُشرت صباح الإثنين في الصحافة الصربية، إنّ بلجراد لها مكانها الكامل داخل الاتحاد الاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى، سيدعو ماكرون صربيا إلى تطبيع العلاقات مع كوسوفو، الأمر الذي يعدّ جزءا لا يتجزّأ من هذا التقارب مع الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ومنذ استقلال كوسوفو في العام 2008 الذي لم تعترف به صربيا على عكس العديد من الدول الغربية، فشلت جميع محاولات التهدئة والحوار.