منذ شهر ونصف شهر أعد المؤرخ الروسى والباحث في الشئون القوقازية المعروف اوليغ كوزنيتسوف أعد الالتماس بطلب الاعتراف بالابادة الجماعية التى ارتكبت ضد الاذربيجانيين فى خوجالى خلال الفترة من 25 إلى 26 من فبراير عام 1992 ونشره في شبكة التواصل الاجتماعي لتقديمه الى مجلس الدوما والمجلس الاتحادي في الاتحاد الروسي. وكشف المؤرخ مرات عديدة عن تشويه التاريخ من قبل الأرمن وألف دراسات عديدة حول الأساطير الأرمينية.
وأدلى أوليغ كوزنيتسوف بتصريحات حصرية ليوميات أوراسيا حول نتائج مبادرته والتعقيدات في عملية تنظيم الحملة وحول الشخصيات المعروفة التي وقعت على الالتماس ودعمها.
أوليغ كوزنيتسوف
يوميات أورأسيا: السيد كوزنيتسوف، هل يمكن أن تخبرنا بمزيد من التفاصيل عن كيفية إتمام عملية جمع التوقيعات للالتماس للاعتراف بالإبادة الجماعية في خوجالي؟
أوليغ كوزنيتسوف: إن جمع التوقيعات عملية من الصعب التنبؤ فيها، لأنه للعامل الذاتي تأثير قوي جدا في هذه الحالة. من المستحيل إجبار شخص على التوقيع على الالتماس وأنه يفعل ذلك طوعا وبوعي. وأما شبكة التواصل الاجتماعي ففيه كلهم متساوون فيما يخص للالتماس إن يكون وزيراً أو عاملاً أو ربة للبيت. شخص واحد، أو عنوان البريد إلكتروني واحد، هو توقيع واحد. لا يمكن خداع التكنوجيا، كما لا يمكن إجبار شخص ما على التوقيع غصباً عنه.
في يوم 25 أبريل بالضبط، اجتازت حملة التأييد للالتماس الذي وجهته إلى نواب الجمعية الاتحادية لروسيا، بطلب الاعتراف بالإبادة الجماعية للأذربيجانيين في خوجالي، في الفترة من 25 إلى 26 فبراير 1992، حداً نفسياً هاماً جداً حيث حازت الحملة بتأييد 15000 شخص. وهذا تسجيل الرقم القياسي المطلق لتأييد الطلبات السياسية الأذربيحاتية المعدة باللغة الروسية على موقع Change.org. انقطعنا طريقنا إلى هذه القمة خلال7 أسابيع وشهدنا فيها صعودا وهبوطا، ولكن مع ذلك وصلنا إليها في نهاية المطاف.
يوميات أورأسيا: ما هي التحديات التي واجهتها في الحملة؟
أوليغ كوزنيتسوف: من أول يوم، وضعت التماسي علنياً كعنصر لا يتجزأ عن الحملة الإعلامية "العدالة من أجل خوجالي"، التي نظمتها مؤسسة حيدر علييف. على الرغم من أنني كنت استعد لمثل هذا الالتماس منذ أمد بعيد وقدمته في 22 فبراير في أنقرة ، في سير المراسم التذكارية المكرسة للذكرى ال 25 لمأساة خوجالي والتي نظمها وأجراها مجلس التعاون للدول الناطقة بالتركية. ولكني قررت عدم إعلان الالتماس قبل انتهاء الحملة العلنية المكرسة للذكرى ال25 لمأساة خوجالي والتي نظمتها وأجرتها مؤسسة حيدر علييف في روسيا. وأجلت إعلان الالتماس لتجنب سوء التفاهم وكذلك لكيلا يسبقني أحد في مثل هذه المبادرة في روسيا.
وقد أعلن الاتماس في الوقت الذي كان غير مناسب جدا أي في 6 مارس، قبل أسبوعين من بداية الاحتفالات بمناسبة عيد نوفروز في أذربيجان، حيث تستمرالعطلة في البلاد خلال مدة عشرة أيام. في يوم عيد نوفروز، في 21 مارس، توصلنا إلى الحد ب10.000 توقيع. ولكن بعد أن انخفض الاهتمام للالتماس بسرعة، وفي غضون بضعة أسابيع كان ينضم له خلال يوم واحد بضع عشرات من الناس فقط. مما تسبب جمع خمسة آلاف من التوقيعات التالية خلال مدة شهر كامل. ولكن تدريجيا تم التغلب على الأزمة في جمع التوقيعات، وبدأت الموجة الثانية من الاهتمام للالتماس "الاعتراف بالإبادة الجماعية للأذربيجانيين في خوجالي في 25-26 فبراير 1992" في أذربيجان.
يوميات أورأسيا: أي من الأشخاص المعروفين انضموا إلى الالتماس وساهموا في دفع المبادرة؟
أوليغ كوزنيتسوف: يحق لكم التركيز على هذه المسألة، لأنني بوحدي وكشخص مقيم في موسكو لم أتمكن من القيام بذلك في أذربيجان. هناك الأشخاص والأسماء المحددون وراء الموجة الثانية للاهتمام الاجتماعي والدعم للالتماس ومنهم عارف رحيمزاده، عضو المجلس الوطني ورئيس اللجنة
البرلمانية للسياسة الإقليمية، وكوناي أكباروفا، مستشار مكتب هذه اللجنة. ومن الصعب جدا لي اقول وأنا موجود في موسكو كيف تمكنوا من إنجاز العمل وأي كلمات استعملوا لهذا الغرض، ما هي الموارد التي استخدموها، أو ما هي الأدوات التي ضغطوا عليها. ولكن الحقيقة هي انه بعد مرور
وقت طويل، وتقديم الالتماس للتوقيع مرة أخرى في حين كان 20 -30 شخص يوقع عليه يومياً، بلغ عددهم مئات في اليوم الواحد.
لا أريد الكشف عن جميع الأسماء في الوقت الحاضر، ولكن عارف رحيمزاده وكوناي أكباروفا قادران على وضع عمل جمع التوقيعات لدعم الالتماس في أذربيجان على أساس متين ومنظم تنظيما جيدا، وبفضل جهودهما الفعالة، يمكن أن نتوقع النتائج أكثر إيجابية في سير عملية جمع التوقيعات
في المستقبل القريب جدا. أستطيع أن أقول في الوقت الحاضر شيءاً واحداً فقط: نستعد لسلسلة من الأنشطة من النواحي التنظيمية والتنسيقية لتحويل عملية جمع التوقيعات للالتماس إلى آلية راسخة.
----------------------------------------------------------------------------------------
من الجدير بالذكر أن مذبحة خوجالي المعروفة أيضا باسم مأساة خوجالي وقعت في الفترة من 25 إلى 26 فبراير 1992 وقتل قيها613 مدنيا أذربيجانيا من قبل القوات الأرمينية ومنهم 106 مرأة و63 طفلا و70 مسنناً. أسر 1275 مواطن أذربيجاني مسالم ومنهم 150 شخص لم
يعرف مصيرهم وأصبح 475 شخص معوقاً وقتل جميع الأفراد ل8 عائلات تماماً وفقد 25 طفلاً كلا والديهم و130أحدهما. أكد الجانب الأذربيجاني هذه المعلومات وصدق صحتها المنظمات الدولية مثل مركز "ميموريال" لحقوق الإنسان وهيومان رايتس ووتش وكذلك مراقبون دوليون آخرون
وأصبح هذا الحدث أكبر مجزرة في سير النزاع في قاراباغ الجبلية. ساهم في عملية القتل العسكريون من الفرقة 366 التابع للجيش السوفيتي والمرابط في المنطقة في ذلك الوقت.
وكما تجدر الأشارة إلى أن الالتماس يشير إلى أن الرئيس الحالي لجمهورية أرمينيا سيرج ساركسيان الذي كان آنذاك رئيسا للجنة لما يسمى ب"قوات الدفاع عن النفس" ورئيس الأركان للجماعات المسلحة غير القانونية للانفصاليين الأرمن في قاراباغ الجبلية هو الذي أمر ارتكاب الإبادة
الجماعية في خوجالي.
الموقع للتوقيع: Change.org
أجرت الحوار: ناتاليا كولييفا
الترجمة: د. ذاكر قاسموف