أدلى السيد فرانسيس سيلي، مؤسس منظمة GlobalNet21 الاجتماعية بتصريحات حصرية ليوميات أوراسيا بخصوص الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في فرنسا. تعمل منظمة GlobalNet21 لاستخدام الشبكات الاجتماعية لإشراك الجماعات الجديدة والجماهير في مناقشة بعض القضايا الكبيرة المؤثرة علينا في هذا القرن. فرانسيس سيلي هو أيضا منتج سابق في BBC ولديه خبرة كبيرة حول المجتمعات المدنية واستخدام وسائل الاعلام للأغراض الاجتماعية.
يوميات أورأسيا: من وجهة نظرك، كيف ستؤثر نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية على السياسة الخارجية لفرنسا؟
فرانسيس سيلي: فوز ايمانويل ماكرون سيؤدي إلى الاستقرار في الاتحاد الاوروبي على المدى القصير، إلا أن فرنسا تسعى الى تحقيق مزيد من المساواة مع المانيا خاصة عندما تغادر بريطانيا الاتحاد الاوروبي. سترمي سياسة فرنسا إلى زيادة تأثيرها داخل الاتحاد الأوروبي لتقليل من هيمنة ألمانيا فيه. قد تجدد فرنسا بعد ذلك أن تكسب وزنها على الصعيد الدولي (كما تفعل بريطانيا الآن) أو يمكنها أن تستخدم ثقتها الجديدة من خلال القوة الناعمة لتصبح قوة معتدلة.
قد يؤدي ماري لو بين إلى زيادة النزعة القومية والحروب التجارية، وبالتالي السياسة الخارجية أكثر عدوانية تنتهجها فرنسا. كما أنها ستخلق توتراً بين فرنسا والعالم العربي إذا ما حظرت الهجرة وتعاملت المهاجرين بشكل غير عادل في فرنسا. يمكن أن تخلق هذه السياسة أيضاً حالة قابلة للاشتعال. ومن الصعب أن نعرف في هذه المرحلة كيف هي ستمارس سياساتها إذا وصلت إلى قمة السلطة.
يوميات أورأسيا: ما هي توقعاتك لمستقبل الاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات الرئاسية في فرنسا؟
فرانسيس سيلي: مستقبل الاتحاد الأوروبي سيعتمد على عدة عوامل والانتخابات الرئاسية الفرنسية ليست سوى واحدة منها. هناك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والانتخابات العامة البريطانية، والانتخابات الألمانية وبالطبع إيطاليا أيضا. لذلك لا يمكننا أن نكون متأكدين من النتيجة.
لكن الانتخابات الفرنسية تظهر أننا من بعض النواحي بين الشيطان والبحر الأزرق العميق. قد يؤدي فوز إيمانويل ماكرون إلى تعزيز موقت للاتحاد الأوروبي وتعقيد مفاوضاته مع المملكة المتحدة. وقد يؤدي ذلك أيضا إلى زيادة صعوبة إصلاح الاتحاد الأوروبي. وبمعنى ما، سيكون ذلك مؤشرالمواجهة بين المركز وزيادة موجة الشعبوية كما كان هولندا. هذا سيوفر المزيد من الاستقرار ولكن فقط على المدى القصير ما لم يعتمد ماكرون سياسة إصلاح الاتحاد الأوروبي والاقتراب من المواطنين. وهذا ما قد نرى في المسنقبل.
أما فوزر ماري لو بين قد يجبرنا إلى الدخول في موجة القومية المتصاعدة في أوروبا حيث تتنافس الدول بعضها مع البعض في التجارة وتعتمد السياسة "الأمة أولا". ويمكن أن يفضي ذلك إلى المزيد من عدم الاستقرار في العالم الذي يعيش بالفعل في حالة من الاضطراب ويمكن أن يؤدي إلى نشوب نزاعات.
يوميات أورأسيا: وقد تدعي شركة Trend Micro اليابانية لمكافحة الفيروسات أن القراصنة الروس استهدفوا حملة المرشح الرئاسي إيمانويل ماكرون. في رأيك، هل روسيا تقدم على التدخل في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية؟
فرانسيس سيلي: ليس لدي أي فكرة عما إذا كان الروس سيتدخلون في هذه الانتخابات، كما ليس لدي أي فكرة عما إذا كانوا قد تدخلوا في الانتخابات في الولايات المتحدة أم لا. واللذين يطرحون مثل هذه الاتهامات غالبا ما يفعلون ذلك لزيادة الكراهية على روسيا دون أي دليل قوي. ولكن ما أعرفه هو أنه مع زيادة مثل هذه البيانات سيكون من السهل ممارسة التأثير على انتخاباتنا ليس فقط من خلال الاقتراع، ولكن أيضا من خلال تعديل سلوك الناخبين.
ليست بالضرورة أن تكون الدول القومية أقوى اللاعبين في هذا المجال، كما هناك شركات كبرى ووسائل الإعلام والشركات التي تملكها ولدى كلها سيطرة هائلة قد تؤثر سلباً على ديمقراطيتنا. قد يدعي البعض في نهاية المطاف أن المعلومات الواردة من المصادرأكثر موثوق بها ومنها شبكات الإنترنيت التي تنعكس جميع سلوكنا فيها بشكل أفضل مما في الانتخابات. هذا هو الخطر الكبير بالنسبة لنا. ومن المؤسف أن الحكومات تلوم بعضها البعض في التدخل كجزء من لعبة الذنب الجيوسياسي بدلا من مواجهة قوة شركات التواصل الاجتماعي الكبيرة.