:وقام مكتب السلام الدولي  بالتعاون مع" الشبكة الدولية لا للحرب - لا لمنظمة حلف شمال الأطلسي" بتحليل نتائج قمة مجموعة العشرين التي عقدت في هامبورغ في 7-8 يوليو.  تقدم بوابة يوميات أوراسيا  المقال التالي في هذا الموضوع للقراء.

 في اليوم التالي بعد القمة وبعد الاستراحة القصيرة  يمكن في النهاية أن يطرح  السؤال: ماذا حققت القمة من ناحية سياسية؟

هذه هي محاولة للاقتراب من واقع قمة مجموعة العشرين. وأنه سيشمل التصرف غير الديمقراطي والعدواني للشرطة، والاحتجاجات المثيرة للإعجاب والشجاعة، والتظاهرات البارزة ل 000 76 شخص، فضلا عن الأعمال المدانة التي تقوم بها البلطجية. وسوف نحقق لتعرف عدد المحرضين كانوا ضمن المتظاهرين. وهناك حاجة ماسة إلى لجنة مستقلة.

ما هي النتائج السياسية والمادية لقمة مجموعة العشرين؟

التكاليف: تجاوزت التكاليف الأصلية المبلغ الرسمي المحدد ب130 مليون يورو. يعتبرالرقم ب300  مليون يورو أقرب إلى الواقع. ولكن هناك الكثير من التكاليف التي لا يمكن حتى الآن تحديدها: غياب أرباح للمحلات الصغيرة والأشخاص الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى موقع العمل، والفوضى في النقل، والسياح الذين بقوا بعيدا عن 
هامبورغ، وغيرها الكثير.

هل أدت هذه التكاليف الهائلة إلى "فوائد سياسية"؟

 ويوضح البيان الختامي المسائل العديدة:

 الأشياء غير المدرجة:

·       لا صندوقاً واحداً من الصنادق الدولية  للمناخ والتابعة للأمم المتحدة، بل حتى لم تذكر المنظمة نفسها؛

·       غياب  الدعم المالي والسياسي المزيد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. تمت الإشارة إليها للأغراض الدعائية  دون التوصل إلى إي اتفاق بصددها. ولا يزال الأشخاص المعانون من الجوع والفقر ينتظرون دعماً فعالاً. وفي حالة اعتماد هذا الأسلوب، لن تتاح لأفريقيا فرصة لتطوير نفسها أبدا.

 ·       لا مبادرة واحدة لتحقيق اتفاق باريس للمناخ. كيف يمكن أن تصبح الاتفاقات لعام 2015 حقيقة واقعة؟ كيف يمكن خفض الانبعاثات، وكيف يمكن مساعدة الدول الفقيرة في مكافحة الاحترار العالمي؟ ولم يرد ذكر أي شيء  من هذا القبيل في البيان الختامي. ولا تزال ألمانيا لا تقوم
 بإزالة مصانعها العاملة بالفحم ولا يمكن التوصل إلى أي هدف مناخي مع هذه الحكومة.

·       كما لم تذكر مسألة نزع السلاح. كيف يمكن الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة وتغير المناخ إذا لم يكن هناك انخفاض في الإنفاق العسكري بمقدار 1.7 تريليون دولار أمريكي؟

·       ولا إشارة إلى حل الصراعات المدنية ومنع الأزمات. وستستمر الحروب والأزمات في تكبد آلاف الأرواح في أفغانستان وفي سوريا يوميا.

  ما الذي يتضمنه البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين؟

·       الاعتراف  بفشل السياسة الاقتصادية والتجارية النيوليبرالية. وتجري التجارة العالمية النيوليبرالية العالمية أو التجارة الوطنية الحمائية على حد سواء في أراضي  البلدان الفقيرة. وكلاهما يتعارضان مبادئ التجارة العادلة والنظيفة. وتشار إلى هذه السياسة التجارية الفاشلة والاستغلالية والظالمة وإلى استمرارها على الرغم من التأكد 
في فشلها.

·       وتتبع الحكومة الألمانية، في إطار متعدد الأطراف، استراتيجية عدوانية لفائض الصادرات. وهذا يؤدي إلى تطورات غير متكافئة هائلة وإلى عدم الاستقرار الاقتصادي وإلى الأزمة والصراعات السياسية في بلدان أوروبا وفي أجزاء أخرى من العالم.

·       خلال السنوات لزيادة الاعتماد على الطاقة الأحفورية، ولا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية وأيضاً في العديد من بلدان مجموعة العشرين الأخرى. وتشارك ألمانيا مشاركة فعالة في استغلال الموارد الأحفورية. ويجري تأجيل التخلص التدريجي من العصر الأحفوري ويتعرض الكوكب للخطر في وجوده. وتزداد آثار تغير المناخ
يوما بعد يوم وتضرب أفقر الفقراء.لا يمكن أن هذا الظلم   يؤدي إلى أي نتيجة.

·       لقد تم إضفاء الصبغة على المهاجرين: حماية أوروبا عنهم مهما يكون. ترامب يحل هذه المشكلة بسهولة مع جداره الخاص.  على الرغم من النقاشات الجميلة، فإن حقوق الإنسان هي كلمات غريبة.

·       ما لا يمكن استبعاده هو الاعتراف ب"النمو". كما لو أن النمو الفاحش لم يكن مسؤولاً عن الأزمات والكوارث في عصرنا. وكما لو كان  الفهم البسيط  لاستحالة   تحقيق النمو غير المحدود في كوكبنا لايدركها  حكام العالم بعد   .

·       ويجري تقييد حرية المرأة ، ولكن هماك تقدم ملحوظ لنساء الرأسماليات مثيلات   إيفانكا ترامب. "التحرير" عن طريق الاستغلال - لا شكرا.

·       "الخمرالقديم  داخل الآنية الجديدة". هذه العبارة تمثل  ملخص البيان الختامي للقمة. وتم اعتماد هذه الصيغة  لمجموعة العشرين فيما يخص لدول أفريقيا. وسياسة التجارة النيوليبرالية، وفتح "الأسواق"، وتخفيض التعريفات الجمركية كل هذا يعبر عن زيادة استغلال موارد هذه البلدان. هذه هي القصة القديمة المسؤولة عن الحالة 
الكارثية في كثير من بلدان القارة لإرضاء الدكتاتوريين.  ويبدو المساعدات التضامنية  لبناء القدرات والتنمية مختلفة.

ولتحقيق هذه النتائج التي ليست مجردة ووهمية فقط ، بل تلك التي تكون بمثابة ضربة كبيرة على اتفاق المناخ في باريس:

·       تعليق الديمقراطية،

·       تدمير البيئة على بعد آلاف أميال جوية،

·       صرف مبالغ هائلة من المال بلا فائدة،

·       إضعاف نظام الأمم المتحدة.

إنها سياسة غير مسؤولة. ولماذا؟ من أجل تأمين أرباح عدد قليل من الشركات والبنوك، وأرباح عدد قليل من اللاعبين العالميين. إن عشرات الآلاف من الاحتجاجات الشجاعة والمصممة في الشوارع هي علامة أمل. ويتعين على الكثيرين أن ينضموا لإنهاء هذة الجنونبة الإيكولوجية والديمقراطية والمسيئة.

ملاحظة: إذا هناك حقا وقف لإطلاق النار في جنوب غرب سوريا - عظيم. لكن كان من الممكن أن سلتقي هذين السيدين في ظروف أكثر رخيصة بسهولة، مثلاً في ألاسكا (وقد تم التفاوض على هذه الخطة منذ فترة طويلة سرا في الأردن).

راينر براون، الرئيس المشارك لمكتب السلام الدولي،

 كريستين كارتش، الرئيس المشارك للشبكة الدولية" لا للحرب - لا لمنظمة حلف شمال الأطلسي".