وفى 15 سبتمبر الحالي، اطلقت كوريا الديمقراطية صاروخاً باليستياً آخر وأنه اجتاز سماء جزيرة هوكايدو اليابانية وسقط فى المحيط الهادي. وقد يأتي هذا الاختبار بعد أربعة ايام فقط من تبني مجلس الامن قراراً بتشديد العقوبات على بيونغ يانغ.
ونتيجة لذلك، تم تغطية 90٪ من التجارة الخارجية لبيونغ يانغ بالعقوبات. وعلى وجه الخصوص، فرض حظر على شراء المنسوجات الكورية الشمالية، وكما فرض الحظر على توريد المكثفات الغازية والمنتجات النفطية إلى البلد. وذكرت وسائل الاعلام ان الكوريين الشماليين فى جميع انحاء البلاد يتجمعون فى طوابير ضخمة للبنزين.
وقالت السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة نيكي هالي انه اذا واصلت كوريا الديمقراطية اختباراتها فان الولايات المتحدة ستكون مستعدة لتدمير كوريا الشمالية من أجل الدفاع عن النفس.
وعلق فيتالي أركوف المحلل السياسي، ورئيس شبكة PolitRUS التحليلية على الوضع المتوتر حول كوريا الديمقراطية، والذي أصبح موضوعاً أكثر مناقشة في جميع الموارد الأخبار في الأسبوع الماضي حصرياً ليوميات أورأسيا.
في رأيه، أنه علينا أن نفهم أن نظام كيم الثالث ليس غاية بذاتها للولايات المتحدة. وكذلك سبباً. وهذا فرصة سانحة لخلق بؤرة التوتر الأخرى في الشرق الأقصى، بعد أن تم خلق مثيلاتها في وسط أوروبا (أوكرانيا) والشرق الأوسط (ليبيا وسوريا) في الماضي القريب. وفي نفس الوقت تفرض واشنطن نفسها في كل مكان كصانعة السلام، على الرغم من أنها في الواقع هو المشغل الرئيسي للتوترات والمستفيد الأساسي منها.
كما يرى المحلل أنه "لفرض الهيمنة الكاملة على أوراسيا والتي بدونها لا يمكن أن تكون الولايات المتحدة مهيمنة على العالم، واشنطن تحتاج إلى أورأسيا الضعيفة مثل الاتحاد الأوروبي (كألمانيا) وغيرها من القوى الإقليمية في أوراسيا، مثل إيران وروسيا واليابان والصين في المقام الأول. حيث أن الإمبراطورية السماوية اليوم هي بمثابة التهديد الرئيسي على سيطرة الولايات المتحدة في العالم".
يقول فيتالي أركوف إن بكين اليوم قوية، واشنطن ضعيفة جراء حكم الديمقراطيين لدرجة أن لن تخاطر على المواجهة المباشرة. وتحاول الولايات المتحدة في وقت واحد إضعاف الصين واستمال شركائها الرئيسيين وأتبائعها لجنبها بغية إضعاف بكين. وأضاف قائلاً إنه "لذلك قد نشاهد تدهور العلاقات على خط واشنطن - موسكو، واشنطن - طهران، واشنطن- بيونغ يانغ حتى واشنطن - أنقرة".
"ما يخص لاحتمال اندلاع الحرب الكورية الجديدة فألا كوريا الجنوبية ولا اليابان ولا حتى الولايات المتحدة نفسها مهتمة بها اليوم حيث انه لا يمكن الاطاحة بنظام كيم الثالث بدون عملية أرضية وان الطائرات المحمولة بتوابيت الجنود الامريكيين ستكلف دونالد ترامب منصب الرئاسة. ولعل هذا الهدف هو أحد الأسباب الرئيسية للعدوانية (حتى الآن السياسية) ضد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية من قبل الدوائر الحاكمة في الولايات المتحدة. والسبب الرئيسي الثاني هو اهتمام البنتاغون والمجمع العسكري الصناعي الأمريكي بحرب كبيرة جديدة.
فإن الحرب الكورية الجديدة لن تجري بدون توابيت الجنود الأمريكيين. لم يبد حلفاء وشنطن في الناتو اهتماما بالحملة الكورية، واليابان بموجب الدستور يمكن أن تشارك فقط في الدفاع عن النفس، لم تشارك في الحرب إلا إذا وصلت صواريخ كيم الثالث لى شواطئها. وبطبيعة الحال، يمكن إرسال "البرابرة" الجدد من جيوش الدول المتحمسة في عضوية الناتو مثل جورجيا وأوكرانيا ومولدوفا وهلم جرا إلى موت لا مفر منه (الكوريون الشماليون سيقاتلون حتى النهاية). ولكن من غير المحتمل أن هذا ينقذ الوضع ".
ولا يستبعد المحلل السياسي التطور للوضع عندما تحاول واشنطن دفع بيونغ يانغ الى انقلاب عسكري وهدم نظام كيم بهجوم صاروخي، ومن المرجح جدا ان البيت الابيض لن يبدأ المفاوضات مع الانقلابيين فحسب، بل يعترف أيضا بنتائج الانتخابات اللاحقة لإضفاء الشرعية عليها.
وفي النهاية، أضاف أنه من الممكن أن صواريخ"هواسونغز" الكورية الشمالية قد تحول دون تحقيق هذه الخطة وأنها إذا لم تصل إلى طوكيو، بل تصل سيول دون شك. واحتمال إطلاقها من قبل كيم الثالث في حالة العدوان الأمريكي مرتفع للغاية.
أجرت المقابلة الصحفية ناتاليا كولييفا