وقبل عدة أيام نفذ في السعودية هجوماً على القصر الملكي في جدة. وتفيد المعلومات ان وكالات انفاذ القانون فى البلاد منعت الهجوم، بيد ان الاثنين من حراس القصر الملكي لقيا مصرعهما.
كما حذرت السفارة الأمريكية في المملكة العربية السعودية الأميركيين في البلاد من توخي الحذر وتجنب البقاء بالقرب من قصر الملك في جدة.
وتفيد وسائل الإعلام العربية أنه في السنوات الأخيرة، تم تنشيط داعش في المملكة العربية السعودية. هاجم الإرهابيون المساجد الشيعية في المقاطعات الشرقية من البلاد، حيث يقيم جزء كبير من الأقلية الشيعية.
طلبت يوميات أوراسيا من العالم الروسي المعروف في المجال العلوم السياسية ورئيس مركز الدراسات الجيوسياسية لمعهد التنمية المبتكرة ديمتري روديونوف التعليق على هذا الحدث.
على ما يبدو الهجوم على قصر الملك السعودي، قد نفذ من قبل إرهابي واحد. هذه هي الطريقة التي تسلكها "صيغة الأساليب السرية": كان الهجوم "تحذيراً" للملك من جانب أولئك الذين كانوا غير راضين عن محاولاته لإقامة علاقات مع موسكو، لأن الملك كان يزور موسكو في ذلك الوقت.
ومع ذلك، أعتقد الا سدور الحديث عن أي أسلوب سري. وتجدر الإشارة إلى ازدياد فعاليات إرهابيي داعش الذين هاجموا مؤخراً المساجد الشيعية في المقاطعات الشرقية للمملكة العربية السعودية ، في مناطق إقامة الأقلية الشيعية. وفي أيلول / سبتمبر، أفادت التقارير أيضاً أن قوات الأمن في المملكة العربية السعودية منعت الهجوم الذي شنته الجماعة الإرهابية على مقرين لوزارة الدفاع في الرياض.
في الحقيقة، لم يخف "أنصارالخلافة" طموحاتهم في تحرير الحرمين الشريفين – مكة المكرمة والمدينة المنورة من "النظام المرتد" لآل السعود. ومن الواضح أنه لم تأت لهم دائما الفرصة لهذا في أي وقت، وخاصة الآن، عندما تعيس الدولة الإسلامية المزعومة أيامها الأحيرة. ومع ذلك، فإن السلطة الملكية في المملكة العربية السعودية تبقى للإرهابيين أحد الأهداف. وتجدر الإشارة إلى أنه مع تحطم المجموعات في العراق وسوريا، سيكون لديهم المزيد من "الأيدي الحرة" في جميع أنحاء العالم.
بالنسبة للسعوديين جاء تحقا الأوقات الصعبة. ليس فقط أنهم يعانون من مشاكل مع الشيعة في بلادهم والحرب مع الحوثيين في اليمن والتي لم تتمكن الرياض من إحراز النصر فيها عن بإنفاق موارد هائلة. وتجدر الإشارة إلى أنه في العالم السني الذي يدعي آل السعود على الزعامة فيه، فإن الموقف من سلالة السعودية الحاكمة غامض. هنا صراع خطير مع قطر لترسيم مجالات الاهتمام والعداء. ويثير البيت الملكي السخط بين العديد من المتطرفين السنة على حد سواء داخل المملكة وخارجها. نضيف إلى ذلك الاستراتيجية الفاشلة في سوريا.
بهذا السبب بدأت الرياض الاطلاع عن كثب إلى إمكانية التعاون مع روسيا بشأن مجموعة من القضايا حيث لم تعد الولايات المتحدة أن تكون حليفاً موثوقاً به بشكل فريد. في الآونة الأخيرة تراكم الكثيرمن المشاكل لها، والتي تزداد، مع التبدلات التي طرأت على الوضع في الشرق الأوسط".
