داريا غريفتسوفا
نائب مدير المعهد الروسي للدراسات السياسية، حصرياً ليوميات أوراسيا
وينبغي النظر إلى مسألة تقديم روسيا القورض لأرمينيا لشراء الأسلحة من الناحيتين: أولا، أن روسيا تبيع الأسلحة في وقت واحد إلى أرمينيا وتمنح القروض الميسرة، يتضح أن روسيا، بحكم الأمر الواقع، تصدر كميات معينة من الأسلحة إلى أرمينيا. ثانيا، في إطار صفقات الأسلحة، تبيع روسيا المزيد من الأسلحة لأذربيجان أيضاً. يتضح أن روسيا شكلياً تساعد أرمينيا كعضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي أكثر من أذربيجان. ولكن في الواقع، من خلال بيع المزيد من الأسلحة إلى أذربيجان، تساهم روسيا فعلاً في تغير توازن القوى في المنطقة المحيطة لقاراباغ الجبلية لصالح أذربيجان.
ولكن هذا التغير في ميزان القوى لصالح أذربيجان ليس بمساهمة روسية، بل هو أمر الواقعة الناجم عن استباق التنمية الاقتصادية والديموغرافية لأذربيجان، بالمقارنة مع أرمينيا. وهكذا، يتبين أن أذربيجان كانت تشتري كميات كبيرة من الأسلحة بفضل تفوقها الاقتصادي والديموغرافي المتنامي، ولكن من البلدان الأخرى، مثلاً الولايات المتحدة وفرنسا والصين وتركيا.
وبطبيعة الحال، أن شراء الأسلحة الروسية مفيد لأذربيجان بسبب التمييز السياسي المطبق على روسيا من قبل دول الناتو. وتضطر الشركات الروسية إلى بيع الأسلحة الروسية بأسعار أقل من سعرالأسلحة الأمريكية أو الفرنسية. لذلك، يمكن لأذربيجان أن تشتري الأسلحة من روسيا أكثر مما من الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا بدفع نفس المبلغ، أو الأسلحة بأعلى جودة.
وهكذا، فإن سياسة روسيا في المنطقة تهدف إلى الحفاظ على توازن القوى. وفي الوقت نفسه، لا تستطيع روسيا أو لا تريد أن تكسر الاتجاه نحو تغيير موضوعي في توازن القوى لصالح أذربيجان. روسيا تدعو أرمينيا إلى عدم الانتظار تغير ميزان القوى في المنطقة تدريجياً لصالح أذربيجان بشكل حاسم، وتنتقل إلى حل مشكلة قراباغ الجبلية خطوة بعد خطوة. في رأي روسيا أن صيغة قازان هي النموذج الذي يمكن الاعتماد عليه كانتقال نوعي. وجوهرهذه الصيغة هي أن أرمينيا تعيد 5-7 مناطق محتلة وواقعة خارج حدود قاراباغ الجبلية إلى أذربيجان. وهذا يمكن أرمينيا من عدم الخوف من الجيش الأذربيجاني الذي يزداد قوة، بما في ذلك من خلال شراء أسلحة روسية.