نيازي نيازوف، الدكتوراه في العلوم التاريخية والأستاذ المشارك في كلية العلاقات الدولية في جامعة سانت بطرسبورغ الحكومية حصرياً ليوميات أوراسيا.
على الرغم من التصريحات المتفائلة التي أدلى بها وسطاء مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وحتى الأمين العام للأمم المتحدة، من الواضح أن الاجتماع المتتالي لرئيسي أذربيجان وأرمينيا لم يحرز تقدما.ً
ليست مشكلة كبيرة أن طرفي المحادثات لم يحققا أي اتفاق حقيقي، وهذا كان، من حيث المبدأ، متوقعاً، وتكمن المشكلة في أن الجانب الأرمني بشفة رئيسه رفض مرة أخرى إمكانية بداية التسوية المرحلية لنزاع قاراباغ، مما يزيد كثيراً احتمال استئناف المواجهات النشطة على خط الجبهة وخطر تصاعدها إلى حرب شاملة بين أرمينيا وأذربيجان.
ومما يزيد من حدة هذا التهديد سباق التسلح بين جانبي الصراع والذي ازداد تفاقماً بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، صحيح أن أرمينيا لم تتمكن من سباق الجانب الأذربيجاني في هذه المسألة لأسباب موضوعية.
وهناك عدة عوامل تؤثر في اعتماد الموقف غير البناء للجانب الأرميني في المفاوضات. أولا، الانتقال المتوقع لأرمينيا إلى نموذج سياسي جديد، يتوقع فيه قيام الحزب الحاكم في جمهورية أرمينيا بدور رئيسي، بما في ذلك من خلال تعيين رئيس الجمهورية الحالي، لمنصب رئيس الوزراء. وثانيا، استلام أرمينيا لعدد من المنظومات القتالية بالقروض. وأنها تعتبر هذه المنظومات لها قدرات قتالية خارقة، نقصد هنا المجموعات الصاروخية العملية التكتيكية من طراز"اسكندر". ثالثا، الفعاليات المتواصلة للجاليات الأرمينية في الخارج والتي على استعداد للتضحية بمستقبل مواطني أرمينيا لصالح الأفكار الطوباوية حول الماضي. ومن الجدير بالذكر أن هذه الأفكار لها المهيمنة في معظم الحالات ضمن الطبقات العريضة من سكان هذا البلد.
وفي الوقت نفسه، فإن الحرب واسعة النطاق لا تلبي مصالح أرمينيا نفسها، وأنها تسعي للإبقاء على الوضع الراهن في منطقة الصراع، لا ترفض رسميا التفاوض، ولكنها ترفض تقديم تنازلات معقولة.
وفي ظل هذه الظروف، يمكن أن يصبح الحل العسكري للصراع في قاراباغ، رغم كل تكاليف العمليات العسكرية، بما في ذلك بالنسبة للجانب الأذربيجاني، حقيقة واقعة، أو بالأحرى لا مفر منه.