"أفروآسيا دياري": بهار هانم، كيف تقدرين الأحداث الواقعة على خط المواجهة بتاريخ 2-5 أبريل ؟ نريد أن نسمع عن رؤية الجانب الأذربيجاني لهذه الأحداث منك بالذات.
نائبة رئيس البرلمان: تتواصل استفزازات الجيش الأرميني على خطوط المواجهة منذ عدة سنوات. كنا نسمع يومياً الأنباء الصادرة عن المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع لجمهورية أذربيجان عن خروقات نظام الهدنة. كما كنا نسمع كيف كانت ترد القوات الأذربيجانية على هذه الخروقات للجانب الأرميني. ولكن هذه المرة كانت الاسفزازات أوسع وأشد على درجة كانت توجب أن تتلقى الرد بالمثل. وإضافة على ذلك إذا أخذنا بالاعتبار أن هذه الاستفزازات وقعت في حين عودة الرئيس الأذربيجاني، وكذلك الرئيس الأرميني، من زيارتهما إلى الولايات المتحدة. وفي رأيي لم يكن من الصدفة وقوع هذه الأحداث في ذلك الوقت بالذات. كانت القيادة الأرمينية مهتمة بكيفية رد القوات الأذربيجانية على هذه الاستفزازات. وقضت القوات الأذربيجانية على هذه الاستفزازات بالاستفادة من قواتها المرابطة في الخطوط الأمامية فقط. ولماذا كانت هذه المواجهة بهذه الدرجة من الوسعة والشدة، وجلبت نظر العالم؟ لأنه قرب جزء خطوط التماس العابرة من أراضي أذربيجان يقيم السكان المدنيون بأعداد كبيرة. ولكن أجزاء الخطوط التي تشرف عليها القوات الأرمينية وخاصة مناطق قاراباغ المحتلة لم يقم السكان المدنيون فيها. ويحرس هذا المناطق الجنود الأرمن وخاصة الذين قدموا من أرمينيا. وهذا خير دليل على أن الاشتباكات الأخيرة مفيدة لمصالح أرمينيا بالذات. لأن السكان المدنيين لأذربيجان يعانون من هذه الاستفزازات. واضطرت القوات الأذربيجانية لحيلولة دون هذه الاستفزازات لضمان أمن السكان المدنيين بهذا الشكل. وفي نفس الوقت كان الرد المطلوب والمماثل على هذه الاستفزازات من الأسباب الأساسية للاهتمامات بالموضوع. وإننا بكوننا الجانب الأذربيجاني قد قدمنا تنازلات كبيرة لأرمينيا بموافقتنا على مشاركة في المباحثات بوساطة مجموعة منسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وندعم مباحثات السلام. ولكن إذا يتاعمل الطرف المقابل بالمسألة تعاملاً غير مسئول ولم يبرز موقفاً بناءاً فيها، إننا لا نستبعد اللجوء إلى حلول أخرى بما في ذلك الحل العسكري. وقد أبزنا نوايانا هذه في المواجهات ب2-5 أبريل. وفي نهاية المطاف شاهدنا كيف تملك اليأس أرمينيا والقوى المؤيدة لها. ويتلخص الاستنتاج العام في أن المنظمات الدولية لم ترد بشكل مطلوب على اعتراضات أذربيجان لخروقات نظام وقف إطلاق النار خلال السنوات اللعديدة، وتكتفي بإصدار البيانات حول ضورورة تغيير الوضع القائم. ولم نشاهد مطالبة أرمينيا بسحب قواتها من بعض المناطق الأذربيجانية المحتلة كخطوة أولى في تنفيذ مبادئ مدريد وممارسة أي ضغط على أرمينيا بهذا الصدد. ألفت نظر العالم مرة أخرى إلى هذه المسألة أثناء الأحداث الواقعة في الأسبوع الأول من شهر أبريل. وتبين للجميع أن هذا النزاع لم يكن مجمداً ولا منسياً واتخذت أذربيجان الخطوات المتفقة تماماً بمبادئ القانون الدولي، لأننا لم ندع على أراضي أي دولة ولا نقاتل في أراضي أي دولة واشتركنا في العمليات الحربية في أراضينا لحماية سكاننا المدنيين، وذلك بالرغم من اتهامات الطرف المقابل في العدوان بصورة مثيرة الضحك. والحال أن السياسيين والبرلمانيين والخبراء المعروفين في العالم يشددون على ضرورة توقف أرمينيا عن سياستها العدوانية وسحب القوات الأرمينية عن أراضي أذربيجان المحتلة ويطالبون بتحرير المناطقة المحيطة لإقليم قاراباغ الجبلية عن الاحتلال كخطوة أولي. بكلمة واحدة، استخلص المجتماع الدولي النتائج الهامة له إثر هذه الأحداث. وقد من المستحيل إبقاء النزاع في شكله هذا.
"أفروآسيا دياري": شاهدنا روسيا كدولة وسيطة رئيسية داعت الطرفين إلى وقف إطلاق النار فور اندلاع الاشتباكات من جديد. وعموماً، في رأيك، ما هي مصالح روسيا في حل هذا النزاع وأي خطوات جدية يمكن أن تتخذها موسكو لحل هذا النزاع؟
نائبة رئيس البرلمان: روسيا دولة لها إمكانيات جدية للتأثيرعلى عملية حل النزاع في قاراباغ. وأنها تلعب دوراً هاماً في هذه العملية ويبدو أنها ستواصل لعب هذا الدور فيما بعد أيضاً، كما هي أحد الوسطاء في مجموعة منسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إلى جانب كونها أحد من 5 أعضاء دائمين لمجلس الأمن للأمم المتحدة والذي أصدر4 قرارات حول إعادة الأراضي المحتلة لأذذربيجان. وأنها دولة لها تصورات واضحة حول المنطقة وحول طرق الخروج من هذه الأزمة ولها مصالح خاصة في تسوية النزاع. نريد تحرير أراضينا من الاحتلال وإقرار سيادتنا فيها وإعادة الناس إلى أوطانهم وجعل الظروف الملائمة لتعايش الأذربيجانيين والأرمن على حد سواء في قاراباغ. كما من المعروف أن حل القضية لم يعد إلى رغبة أذربيجان أو أرمينيا وحدهما، بل رغبة القوى الدولية وإمكانيات تأثير الوسطاء. شاهدنا آخر مرة التدخل الفعال للوسطاء في العملية أثناء أحداث 2 أبريل. ووقع رئيسا الأركان العام للطرفين في موسكو بمبادرة روسيا على الاتفاق الجديد لوقف الاقتتال. في سير هذه الأحداث تبرهنت الحقيقة الآخرى أيضاً في نهاية الأمر وهي إثبات بطلان ادعاءات القيادة الأرمينية في أن القوات الأذربيجانية تقاتل جيش نظام قاراباغ الجبلية الباطل وأنه لم تقاتل قوات أرمينيا وصدق على بطلان هذه الادعاءات مرة أخرى رئيس أركان قوات أرمينيا بتوقيعه على اتفاق وقف إطلاق النار. والحال أن الجانب الأرميني كان يدعي عكس ذلك تماماً. ومن الناحية الأخرى أكد عقد جلسة مجلس الأمن من قبل رئيس أرمينيا وتواجده طول اليوم في مقر وزارة الدفاع لأرمينيا أثناء الأحداث وقيامه فيما بعد لزيارة قاراباغ الجبلية هذه الحقيقة وأن الطرف المحارب هو أرمينيا بالذات. وتتحمل أرمينيا مسئولية الاستفزازات واندلاع الاشتباكات. وتستدعي الواقعية في الوقت الحاضر أنه على وسطاء مجموعة منسك ورائدهم روسيا يتوصلون إلى اتخاذ الخطوات الأولى وفق مبادئ مدريد لتسوية النزاع في أسرع وقت ممكن، وإجبار أرمينيا على هذه الخطوات الأولى. طبعاً، لدور روسيا كوسيط أهمية كبيرة في هذه المسألة. للأسف، كما تثبت تجربة السنوات الطويلة داخل مجموعة منسك نفسها شيء من المنافسة والمواجهة. وتقدم هذه الدولة أشكال الحل التي لا ترضي الأطراف الأخرى وهذه الظاهرة تلقي ظلاً على نشاط أحد الوسطاء بخمول الآخرين. وفي النتيجة لم يتحرك حل النزاع من نقطة ميتة. كما أشير إليه في الوقت الحاضر تغيرت الواقعية. يتوجب على الوسطاء إجراء المباحثات بالغة الجدية مع أرمينيا. يجب إقناعها في أنه من المستحيل أن تستمر العملية بهذا الشكل. يجب ممارسة الضغوط على أرمينيا لتتخذ خطوة بناءة في تسوية النزاع وسحب قواتها من الأراضي المحتلة. إلا أن الأحداث الواقعة في 2 أبريل قد تتكرر ولا أحد يمكن أن يضمن عدم تكرارها.
"أفروآسيا دياري": تتأخر عملية تسوية النزاع في قاراباغ الجبلية. وهذا يثير الاستياء العادل لأذربيجان. من أكثر مقترحات انتشاراً هو تغيير آلية الوساطة، وما ريك في هذا؟ وعموماً، ما هي خطوات يجب اتخاذها من قبل الوسطاء دون التأخر؟
نائبة رئيس البرلمان: شارك وفدنا قريباً في الاجتماع المهم المنعقد في ألمانيا بدعم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وضعت قيد النقاش في هذا الاجتماع عدة صيغ لحل النزاعات في العالم. وتم التطرق من الجديد لصيغ الحل المتبع بخصوص منطقة سار ومقاطعة تيرول، كما تجددت النقاشات حول قضية النزاع في قاراباغ . والحادث الهام الذي ألتفت أنظارنا هو أن المواجهات الأخيرة أثرت على مزاج المجتمع الدولي وبما في ذلك في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وبين المندوبون عن الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون بصراحة أنه على وسطاء مجموعة منسك عرض الموقف النشيط. ومن الواجب ألا يتأخر حل القضية لمدة طويلة ويجب تسويتها سريعاً، وأن محاولات تجميد النزاع وطواه في صفحة النسيان لن تفيد أحداً والوضع الراهن خير دليل على ذلك. والمسألة التي أثارت اهتمامي أكثر هو موقف الخبراء السياسيين. والاستنتاج الأساسي الذي استخلصته مما قالوا هو أنه يجب أن تتعايش المجموعات العرقية والدينية والعقائدية معاً في مجتمع واحد. ويمكن منحهم حق الحكم الذاتي واسع النطاق دون الإخلال بوحدة أراضي أذربيجان. وفكرة واحدة طرحت في ختام النقاشات. إلى هذا الوقت كان الجانب الأرميني يدعي تقسيم الأراضي وتقسيم الحدود وبذلت محاولات للاعتراف بنظام قاراباغ الباطل من قبل دول العالم. وفي الوقت الحاضر تغيرت الأوضاع، والذين كانوا يسكتون في حينه في خصوص هذا النزاع ويتخذون موقفاً حيادياً شددوا على أن محاولات الإخلال بوحدة أراضي أذربيجان لن تؤدي إلى نتائج إيجابية للعالم. كما هو معروف أن أرمينيا كانت تبذل كل ما في وسعها لإدخال قاراباغ الجبلية كطرف للنزاع في المفاوضات وفي الأوساط الاجتماعية العالمية. والآن انهارت هذه الأسطورة أيضاً. وبينت الحقائق وبين من هو واقف وراء هذا النظام الباطل ومن يدعمهما. وعلى الوسطاء في حل النزاع أن تفضلوا بالاستناد إلى الواقعة القائمة والإسراع في حل القضية وإبعاد المنطقة عن الدخول إلى شريط الحرب الدموية الجديدة.
"أفروآسيا دياري": بهار هانم، هل يمكن تكرار ما حدث في 2-5 أبريل من جديد؟ ماذا على الجانب الأرميني وعلى الوسطاء أن يقوما به لعدم وقوع هذه الأحداث؟ من يتحمل مسئولية استئناف المعارك من جديد؟
نائبة رئيس البرلمان: احتلت أراضي أذربيجان بلجوء إلى القوة. ويتواصل احتلالها بواسطة القوة. وإذا تركتها القوات الأرمينية كيف يمكن أن يتواصل العدوان؟ والذين يدعونا إلى تطبيق القوة كانوا يسكتون في حالة اتخاذ الطرف المقابل مثل هذه الخطوة. للأسف، كما تثبت التجربة الدولية أن المجتمع الدولي لم يتمكن من التوصل إلى حل سلمي لمثل هذه النزاعات. وكل طرف يبتعد عن الحل ويصدر البيانات الاعتيادية يبدي برأيه ويتخذ موقفاً حيادياً دون عرض حلاً واقعياً. وهذا ما هو يجر العالم إلى المآسي. ويتلخص موقف أذربيجان في أنه على المجتمع الدولي عدم السكوت في حل مثل هذه النزاعات وعرض الوحدة في توقيف المعتدي واتخاذ جنب الحق، وأن يأخذ باعنباره أننا لن نوافق على بقاء أراضينا تحت الاحتلال. إننا ملتزمون بنظام وقف إطلاق النار وندعو المجتمع الدولي إلى زيادة نشاطه في حل النزاع. وإذا لم نشاهد هذا النشاط وسيواصل الجانب الأرميني استفزازاته وإننا سنستند إلى حقنا في اللجوء إلى جميع إمكانياتنا المتاحة لحماية أمن سكاننا وضمان وحدة أراضي بلادنا. لا شك في أنه في هذه الحالة ستقع المسئولية الأساسية على عاتق القيادة العسكرية السياسية لأرمينيا.
أعد الحوار: أياز ميرزاييف
