الدكتور سيمور نصيروف، رئيس الجالية الأذربيجانية بمصر وأستاذ جامعة القاهرة. منذ السنوات العديدة هو مساعد للمفتي السابق للديار المصرية وأحد العلماء المعروفين في العالم، البروفيسور والدكتور الشيخ علي جمعة في شئون الطلبة الأجانب. الأستاذ سيمور نصيروف أحد مؤسسي صندوق "الحلقة" لإحياء التراث ومديره العام. وأنه يترأس حالياً أكثر من 1000 طالب من 58 بلداً في العالم. وبهذه الطريقة يسعى الأستاذ سيمور نصيروف لنقل حقائق أذربيجان ليس إلى مصر وحدها، بل إلى جميع أنحاء العالم. تقدم يوميات أورأسيا الحوار الحصري مع الدكتور سمير نصيروف.
يوميات أورأسيا: ماذا يمكنك أن تقول عن الوضع الراهن للعلاقات بين مصر وأذربيجان؟ يدور الحديث عن العلاقات بين الدولتين والشعبين.
سيمور نصيروف: يبلغ الوضع الراهن للعلاقات بين أذربيجان ومصر إلى المستوى العالي جدا من التقدم في المجالين السياسي والاقتصادي. وفي الواقع كانت العلاقات بين أذربيجان ومصر طيلة القرون على مستوى عال. وهذا ما نشهده في أبحاثنا. كما نشهد في دراساتنا أنه مع وصول المسلمين إلى أذربيجان، قدمت القبائل المصرية أيضاً معهم. وكانت هذه العلاقة دائما على مستوى عال. حتى عند قراءة سيرة علماء أذربيجان، نرى أن أكثر العلماء شهرة درسوا في مصر. إن علاقاتنا السياسية أيضاً على مستوى عال. وتعتبر مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أذربيجان. تؤيد مصر دائماً موقف أذربيجان العادل على مستوى المنظمات الدولية وبما فيها منظمة المؤتمر الإسلامي. وبالإضافة إلى ذلك، يلتقي الرئيس المصري الوفود رفيعة المستوى من أذربيجان. وفي الوقت نفسه، يلتقي الرئيس الهام علييف كبار المسؤولين من مصر. وهذا يدل على أن العلاقات السياسية بين البلدين بلغت أعلى المستويات. أما بالنسبة للعلاقات المجتمعية بين أذربيجان ومصر، أستطيع أن أقول إن أذربيجان كانت جزءاً من اتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية قرابة قرن تقريباً. ولذلك، لم يعرف شعب مصر كثيراً عن أذربيجان. في السنوات الأخيرة، أثبتت موقف أذربيجان على الساحة الدولية وأنشطتها والألعاب الرياضية والمؤتمرات والمنتديات التي أقيمت في أذربيجان أنها دولة قوية في المنطقة. لقد بدأت دول العالم تتعرف على أذربيجان.
يوميات أورأسيا: قضيتنا الكبرى هي صراع قاراباغ الجبلية. ماذا تفعل جليتنا في نقل حقائق قاراباغ إلى المجتمع المصري؟
سيمور نصيروف: - في يونيو 2016 عقد المؤتمر الرابع للأذربيجانيين في العالم. وكان الطلب الأساسي للرئيس الأذربيجاني إلى المؤتمر هو نقل حقائق أذربيجان ولغتها وثقافتها ومشكلة قاراباغ الجبلية إلى المجتمع الدولي على أعلى مستويات. لذلك، كوننا الجالية، أدرجنا قضية قاراباغ كأهم موضوع في أجندة فعالياتنا اليومية في مصر لننقلها إلى الرأي العام والشعب والمسؤولين والوسائل الإعلامية وكذلك خلال أنشطتنا في الجامعات. والحقيقة أن مصر تؤيد وحدة الأراضي الأذربيجانية وسلامتها. ونسعى لنقل حقائق أذربيجان في العالم على أعلى مستوى. كما بكوننا الجالية نصدر مقالات في الوسائل الإعلامية المصرية ونشترك في اللقاءات على شاشات التلفزيون. وفيما يتعلق بالشباب، فندرس اللغة الأذربيجانية في عدة جامعات. وفي العام القادم، ننوي زيادة عدد هذه الجامعات. لدينا علاقات جيدة جدا مع السفارة. وكما قال السيد رئيس الجمهورية، إنه على السفارات بالتعاون مع الجاليات نقل حقائق أذربيجان إلى العالم. وينبغي أن يكون هناك مستوى عال من التفاهم فيما بينهما. ندرس اللغة الأذربيجانية في مركزنا في مصر. مع هذا ننشر حقائق أذربيجان وثقافتها وقدراتها السياحة وموقفها الجغرافي وطبيعتها وتاريخها. وسنواصل هذا العمل فيما بعد أيضاً.
يوميات أوراسيا: كان دائماً في مصر الجالية الأرمينية القوية وانها لا تزال قوية أيضاً. ولا شك في استفزازاتها ضد أذربيجان. ما هي الإجراءات التي تتخذونها لمنع هذه الاستفزازات؟
سيمور نصيروف: لسوء الحظ، اللوبي الأرميني قوي جدا في جميع أنحاء العالم. ولكن يجب ألا نقلل قدرتنا بقول إنهم أقوياء. لأن الحق والعدالة معنا، لذلك نحن دائماً أقوى. هناك معايير مزدوجة ضد أذربيجان في العالم. ولم تنفذ القرارات العديدة لمجلس الأمن الدولي حتى الآن. واللوبي الأرمني موجود في مصر، كما هو الحال في كل جزء من العالم. وتعيش آلاف العائلات الأرمنية هنا. لديهم مدارس خاصة بهم، وكنائسهم الخاصة. نحن لا نخفي أبدا أننا على حق. ونحاول نقل حقائقنا إلى الناس بطريقة مريحة جدا، وأعتقد علينا أن نكون أقوياء في هذا المجال. على وجه الخصوص، نحن بحاجة إلى نقل الحقائق إلى العائلات عبر الشباب. ولهذا الغرض ينبغي نشر حقائقنا في الصحف والمجلات أكثر. لأن الأرمن لديهم عدة صحف ومجلات، تنشر فيها معلومات كاذبة عن أذربيجان على الدوام. ولكن أغلبية المصريين مسلمون، يريدون دائما أن يقفوا مع دولة أذربيجان المسلمة. عملنا صعب هنا بسبب قلة عددنا. ولكنني أعتقد أننا لا نتأخر عن اللوبي الأرمني. وبل على العكس من ذلك، نحن متفوقون عليهم في العديد من الجوانب. وأكاذيبهم لن تزيد عن رغوات البحر.
يوميات أوراسيا: هناك علاقات تاريخية وثقافية بين أذربيجان ومصر. ما هو الأعمال التي قمتم بها بكونكم الجالية في هذا المجال؟
سيمور نصيروف: - يمتد تاريخ العلاقات الثقافية بين مصر وأذربيجان إلى القرون القديمة. كالجالية نسعى لنقل الثقافة الأذربيجانية عبر وسائل الإعلام المصرية. منذ السنوات العديدة، تمنيت إنشاء مركز التعليم الأذربيجاني هنا لنتمكن من تدريس اللغة الأذربيجانية والقيام بالفعاليات الثقافية. لقد أنشأنا هذا المركز بالفعل. في المستقبل القريب، نود إنشاء جمعية الصداقة المصرية الأذربيجانية. وبعد إنشاء هذه الجمعية، سنتمكن من نقل حقائق أذربيجان بالطريقة الأنسب. ولأول مرة، بثنا شريط فيديوعلى التلفزيون المصري حول المأكولات الأذربيجانية، وإمكانات السياحة والجغرافيا. وبالإضافة إلى ذلك، يتعلم أكثر من 500 طالب من الأزهر وعين شمس وجامعة القاهرة اللغة الأذربيجانية. وقد أدرج تعليم اللغة الأذربيجانية في الجامعة في المناهج التعليمية بموجب القرارالصادر عن وزارة التعليم. وفي العام القادم، سيضاف تعليم اللغة الأذربيجانية إلى مناهج الجامعات الأخرى أيضاً. في لقائي الأخير في التلفزيون المصري، تحدثت عن السجادةة الأذربيجانية، قلت إن السجادةة الأذربيجانية أجمل سجادةة في العالم. حتى أشرت إلى أن سجادة الجنة الذي يذكر في القرآن الكريم يشبه للسجادة الأذربيجانية. وفي نفس الوقت، تحدثت عن متحف السجاجيد. في وقت لاحق، وبعد التحقيقات المنجزة باللغة العربية ألفت أول مقال باللغة العربية يثلت أن الشاعر العظيم نظامي كنجاوي من أبناء مدينة كنجا الأذربيجانية. كما تعلمون، تنسب بعض المصادرالشاعر نظامي لشعب آخر. ولكنني درست المصادر العربية لأثبت أنه أذربيجاني. وتحدثت أيضاً عن الملحن الأذربيجاني أوزير حاجيبيوف الذي ألف أول أوبرا في الشرق. تحدثت عن أداء مغني المقامات عليم قاسموف. لقد تحدثت على وجه التحديد عن سياسة الدولة القوية التي اتبعها الزعيم الوطني لأذربيجان حيدر علييف. وأود أن أشير إلى أنني قد ألقيت كلمات مراراً في التلفزيون المصري بشأن هذه القضايا.
يوميات أوراسيا: ماذا يمكنك أن تقول عن خططك المستقبلية؟ هل لديك خطة لا يزال يتعين عليك تحقيقها؟
سيمور نصيروف: - كما تعلمون، هذا العام هو الذكرى السنوية ال100 لجمهورية أذربيجان الديمقراطية. سيكون لدينا العديد من الأنشطة في هذه المناسبة. ونخطط لعقد هذه الأنشطة جنباً إلى جنب مع السفارة. ويجري الآن نشر مقالاتنا في وسائل الإعلام. يمكننا نقل أفكارنا إلى أكبر عدد ممكن من الناس من خلال الوسائل الإعلامية. في الواقع، لدينا العديد من الخطط. في المستقبل القريب، أريد تأليف الموسوعة الكبيرة عن أذربيجان استناداً إلى المصادر العربية. كما تعلمون، ألفت كتابين عن علماء وكتاب أذربيجان. وآمل أن يصدر الكتاب الثاني باللغة الأذربيجانية والعربية في المستقبل. هدفي الرئيسي هو أن أكون شخصاً مفيداً. منذ 15 عاماً أترأس أكثر من 1000 طالب قادم من أكثر من 50 بلداً للدراسة في مصر. تتخيل أنك توفر مكاناً للطلبة الذين ما لديهم شيئاً للأكل ولا منزل، كما توفر لهم منحة دراسية. أنهم لا ينسوا ذلك. في كل مكان، يقولون أن سيمور نصيروف، الأذربيجاني هو رئيسنا. وعلاوة على ذلك، نريد إنشاء جامعة أذربيجانية في مصر. وآمل أن نتمكن في المستقبل القريب من ترجيح أذربيجان في مصر على أعلى مستوى.
الترجمة من الأذربيجانية د. ذاكر قاسموف
أجرى الحوار: هاشم ممدوف
