هل ينجح السودان في شطب اسمه من قائمة واشنطن السوداء؟

تسعى الخرطوم بشتى السبل إلى رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب المدرج عليها منذ 1993، وذلك من خلال جولة الحوار الثانية التي تنطلق "قريبا" مع الإدارة الأمريكية

تحليلات 09:00 15.07.2018

تبدو الخرطوم أكثر استعدادا للاقتراب من الولايات المتحدة الأمريكية؛ بحثا عن علاقة جديدة، بعد سنوات من الخلاف الظاهر، رغم التعاون السابق بين البلدين في ملفات بعينها.

وظل السودان حريص على التعاون مع الإدارة الامريكية والتزامه بشروط واشنطن ومطالبها، لكن ذلك لم يشفع لإزالته من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهي العقدة الكبرى بحسب محللين وخبراء سودانيين.

ومع اقتراب بدء الجولة الثانية من الحوار بين البلدين، تباينت الأراء بشأن إمكانية استجابة واشنطن لرفع اسم الخرطوم من القائمة.

والاثنين الماضي، أعلن وزير الخارجية السوداني،الدرديري محمد أحمد، عن زيارة إلى الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، لإطلاق جولة الحوار الجديدة.

والسودان مدرج على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية لما تعتبرها "دولاً راعية للإرهاب"، المدرج عليها منذ عام 1993؛ بسبب استضافته زعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن.

**مطلب سوداني 
وكيل خارجية السودان، عبد الغني النعيم، يقول للأناضول إن "الخرطوم تمضي في طريق المرحلة الثانية (من الحوار)، والتي نهدف فيها إلى إزالة اسم السودان من القائمة الأمريكية المعنية بالإرهاب".

وأضاف أن بلاده تسعى أيضا إلى "الارتباط الإيجابي البناء مع الولايات المتحدة، بناءً على ما تحقق من تطور مهم في علاقاتنا وفقاً لخطة المسارات الخمسة، والتي عززت الجدية والمصداقية والثقة بين البلدين".

ودخلت علاقات البلدين في مرحلة جديدة، منذ السادس من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، حينما ألغى الرئيس الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، العقوبات على السودان، لكنه أبقى عليه في قائمة الدول الراعية للإرهاب المدرج بها منذ 1993.

ورفع العقوبات جاء بناءً على خمس مسارات، من بينها تعاون الخرطوم مع واشنطن في مكافحة الإرهاب، والمساهمة في تحقيق السلام بجنوب السودان، إلى جانب الشأن الإنساني المتمثل في إيصال المساعدات للمتضررين من النزاعات.

ومنذ ذلك الحين، توافدت على السودان وفود أمريكية؛ لبحث قضايا متعلقة بحقوق الإنسان والحريات الدينية، وأوضاع اللاجئين في البلاد، وكذلك قضية دارفور والنازحين فيها، وقضايا الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر.

**قرارت غير مؤثرة 
وأصدرت الإدارة الأمريكية مؤخرا، قرارات لصالح الخرطوم، وهو ما دفع الحكومة السودانية والحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) إلى الترحيب بها.

ففي 29 يونيو/حزيران الماضي، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية، ممثلة في مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك)، قرارًا يقضي بالسماح بتمويل كافة الصادرات من المنتجات والأجهزة والمعدات الزراعية والطبية للسودان.

كما أصدرت الخارجية الأمريكية، في ذات اليوم، تقريرها السنوي عن مكافحة الاتجار في البشر، وأشارت فيه إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها السودان في هذا الإطار، وفي مكافحة الهجرة غير المشرعية.

القيادي في الحزب الحاكم، وزير الصحة بولاية الخرطوم، مأمون حميدة، اعتبر أن قرار الخزانة الأمريكية "ليس ذا أثر على القطاع الصحي في البلاد".

وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية "سونا"، الخميس، إنه "لا يمثل شيئا إضافيا أو تغييرا حقيقيا في الخدمات الطبية؛ تشخيصيا أو علاجيا".

وعزا حميدة ذلك إلى "تمكن السودان من شراء كافة المعدات الطبية وأفضلها، من الدول الأروبية وبعض الدول الأسيوية".

**قرارات خجولة 
بعض الخبراء نظر إلى القرارات الأمريكية بأنها "خجولة، ولا ترقى لأن تعبر عن موقف أمريكي حقيقي، يأذن باقتراب السودان من إزالة اسمه من قائمة واشنطن السوداء".

وظل السودان حبيس هذا القائمة لحوالي 25 عاماً ، ما يعني استمرار قيود عليه تشمل حظر تلقيه المساعدات الأجنبية، أو بيع السلاح إليه، إلى جانب قيود على بنود أخرى.

ويرى المدير السابق لإدارة الأمركيتين بوزارة الخارجية، السفير الرشيد أبوشامة، أنه من الصعوبة في الوقت الراهن أن يرفع اسم السودان.

لكن أبوشامة، في حديثه للأناضول، أشار إلى "تجاوب الحكومة السودانية للمطلوبات الأمريكية وتعاونها بشكل كبير في تنفيذها".

وأضاف: "هناك عقبة أمام ذلك، وهي أن قرار رفع العقوبات مرتبط بإحالة ملف دارفور من مجلس الأمن الدولي إلى المحكمة الجنائية الدولية".

وكان مجلس الأمن الدولي أحال في قراره الذي صدر عام 2005، ملف النزاع في دارفور، إلى المحكمة الجنائية الدولية؛ للنظر في شأن ارتكاب قوات حكومية وأخرى متمردة جرائم حرب وإبادة جماعية ضد الإنسانية.

ومنذ 2003، يشهد إقليم درفور نزاعًا مسلحًا بين القوات الحكومية وحركات متمردة، أودى بحياة حوالي 300 ألف شخص، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة

وأوضح السفير السوداني "أن ضغوطات اللوبي المسيحي اليهودي في الكونغرس الأمريكي، وبعض الدول الأوربية مثل فرنسا، قد تساهم في عدم رفع اسم السودان من القائمة".

وأشار إلى أن "أقصى ما يمكن أن يتحقق هو أن تزال العقوبات المفروضة بقرارات، مثل تسهيل التعاملات المالية البنكية وخلافه، ما يمهد في المساعدة لمفاوضات مستقبلية".

**تعدد المطالب 
إقدام الإدارة الأمريكية على رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، خلال جولة الحوار المقبلة، ليس بالأمر اليسير لدى المحللين السودانيين، وغير متوقع قريبا، وذلك باعتبار أن واشنطن طالما دفعت دائما بطلبات متغيرة مع كل مرحلة.

وفي هذا الإطار، يقول الكاتب والمحلل السياسي، عبد الرحمن الأمين ، إن "الولايات المتحدة لها مطلوبات إضافية، خلاف ماتحقق في الجولة الأولى من الحوار بين البلدين".

وضرب أمثلة على ذلك تتعلق بـ"ملف حقوق الإنسان، والحد من انتهاكات الحريات الدينية، وتهيئة مناخ يسمح بحرية التعبير، وكذلك طي صفحة الحرب وتحقيق السلام".

وأضاف في حديثه للأناضول: "هذه مطلوبات مقدور عليها، باعتبار أن بعضه لاتوجد فيه مشكلة، كالحريات الدينية".

لكنه قال إنه على صعيد حقوق الإنسان، فهناك تصرفات فردية تسىء للحالة بشكل عام في البلاد.

وفي 19 أبريل/ نيسان الجاري، نقلت وسائل إعلام عن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون التشريعية، ماري ووترز، قولها إنها ستركز على المطالبة بمزيد من التقدم في مجال حقوق الإنسان والحرية الدينية، في المرحلة الثانية.

وكان القائم بالأعمال الأمريكي لدى السودان، أستيفن كوستيس، قد أعلن الشهر الماضي من الخرطوم، "إنطلاقة المرحلة الثانية من الحوار بين البلدين قريبا"، دون تحديد.

وفي مضمار هذه المرحلة، رأى الأمين أن "وجود حل سياسي شامل في البلاد، يحقق السلام والاستقرار، وهو الكفيل برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، ودون ذلك لن يحدث".

وأردف: "أي حوار مع واشنطن سيكون مارثونيا، والمطلب السوداني بإزلته من القائمة لن يتحقق قريبا". 
 

سامي الحاج: "أذربيجان ستكون إحدى الدول الرائدة في العالم"

أحدث الأخبار

بيان صحفي: ديمقراطية من؟ برلمان الشباب من أجل أهداف التنمية المستدامة ينظم فعالية في مكتب الأمم المتحدة
16:15 10.10.2024
تركيا تعلن توقيف عميل للموساد
19:00 04.09.2024
منظمات الإغاثة تحذّر من أزمة جوع تاريخية في السودان
18:00 04.09.2024
ممر زانجازور يعكر صفو التحالف الروسي ــ الإيراني
17:30 04.09.2024
فيلادلفيا... رد مصري حاد يزيد الضغط على نتنياهو
17:00 04.09.2024
بزشكيان يتحدث عن حاجة إيران إلى جراحات كثيرة
15:00 04.09.2024
رئاسة كوب 29 تطلق منصة للشفافية لدعم الدول النامية في مواجهة تغير المناخ
14:00 04.09.2024
تضامن خليجي مع مصر ضد استفزازات إسرائيل
13:00 04.09.2024
استقالات بالجملة في أوكرانيا تمهيداً لتعديل وزاري واسع
12:00 04.09.2024
بوتين في منغوليا متحديًا الجنائية الدولية
11:00 04.09.2024
السيسي يزور تركيا في أول زيارة له منذ توليه الحكم في مصر
10:00 04.09.2024
طالبان تطمح إلى الحصول على معدات دفاعية روسية
20:30 03.09.2024
زعماء أفارقة إلى الصين بحثاً عن استثمارات
20:00 03.09.2024
أونروا: تطعيم 87 ألف طفل ضد شلل الأطفال في مخيمات وسط غزة
19:30 03.09.2024
اليابان تحتج بعد دخول سفينة صينية مياهها الإقليمية
19:00 03.09.2024
الشيخة حسينة من رئيسة وزراء بنغلادش الى معضلة دبلوماسية للهند
18:30 03.09.2024
السعودية وقبرص تبحثان تعزيز التعاون في النقل والخدمات اللوجيستية
18:00 03.09.2024
التضخم السنوي في تركيا يسجل تراجعاً كبيراً في أغسطس
17:00 03.09.2024
الأمم المتحدة ستواصل التعامل مع طالبان في أفغانستان
17:00 03.09.2024
فنزويلا تفرج عن عشرات المراهقين الذين اعتقلوا خلال مظاهرات
16:00 03.09.2024
لماذا تشكل مدينة بوكروفسك الأوكرانية أهمية استراتيجية؟
15:00 03.09.2024
ماليزيا ونيوزيلندا تدعوان إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
14:00 03.09.2024
إصابة سفينتين تجاريتين بهجومين قبالة سواحل اليمن
13:00 03.09.2024
ارتفاع بورصات الخليج الرئيسية بفضل آمال خفض الفائدة
12:00 03.09.2024
اتفاقية شاملة للتعاون العسكري بين سوريا وإيران
11:00 03.09.2024
بوتاش التركية اتفقت مع شل على توريد الغاز المسال لمدة 10 سنوات
10:00 03.09.2024
مصر تؤكد لمجلس الأمن رفض السياسات الأحادية الإثيوبية حول سد النهضة
09:16 03.09.2024
روسيا تحيي ذكرى مرور 20 عاما على مجزرة بيسلان
19:00 02.09.2024
بولندا إحياء الذكرى 85 لاندلاع الحرب العالمية الثانية
18:00 02.09.2024
الجيش الصومالي يعلن سيطرته على منطقة هلجن الحدودية مع إثيوبيا
17:30 02.09.2024
إسرائيل تشهد إضراباً شاملاً تضامناً مع أهالي المحتجزين في غزة
17:00 02.09.2024
إيران ترفض تفتيشاً دولياً يتجاوز معاهدة حظر الانتشار
16:30 02.09.2024
قطر للطاقة تشيد مجمعا عالميا لإنتاج سماد اليوريا
16:00 02.09.2024
تأكيد سعودي- قطري على تعزيز العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب
15:30 02.09.2024
خمسة مشاريع ضمن طرق الحرير الجديدة في أفريقيا
15:00 02.09.2024
الرئيس المكسيكي يختتم ولايته بإصلاح قضائي يثير التوتر مع واشنطن
14:00 02.09.2024
التحقيق النهائي في مروحية رئيسي يؤكد سقوطها لسوء الأحوال الجوية
13:00 02.09.2024
الإمارات تهنئ أوزبكستان بذكرى استقلالها
12:00 02.09.2024
مصر ترفض تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا بشأن سد النهضة
10:00 02.09.2024
أردوغان يؤكد مضي تركيا قدما في تطوير مشروع القبة الفولاذية
21:00 01.09.2024
جميع الأخبار