البديل هو الحرب الثانية في قاره باغ

فرهاد أحمدوف، رجل الأعمال الروسي والحامي للعلوم والفنون

تحليلات 18:45 20.05.2019

يتواصل النزاع بين أرمينيا وأذربيجان منذ أكثر من 30 عاماً. الحرب الأولى وثم الهدنة وربع قرن من المفاوضات الفاشلة. لقد نجح الدبلوماسيون والسياسيون بالفعل في التقدم في العمر، وفي تمثيل عملية الوساطة  وكسب الكفلاء لعملية التفاوض أنفسهم جميع المكاسب السياسية التي يمكن تصورها وخلقوا صورة "لحفظة السلام".

وهكذا، كل شيء الآن هناك كما كان. وفي الوقت نفسه، فإن ويتضاعف ثمن النزاع الذي لم يتم حله: ينفق الطرفان مليارات الدولارات على سباق التسلح ويسفك الجنود الدماء على خط التماس ودموع الأمهات الذين يشيعونهم، ويولد المزيد من الأطفال بعيداً عن أرضي أبائهم وقبور أجدادهم ولا تزال الكراهية المتبادلة تسمم النفوس .

طالما نعلق أنفسنا بالماضي فإن العالم يغير نفسه ويدخل حقبة جديدة. على خلفية الديناميات العالمية المتغيرة بسرعة والتحديات والفرص الجديدة  يبدو أن الصراع في قاره باغ هو من بقايا فترة ما قبل  التاريخ والأعصاب التي تمنع شعوبنا من اللحاق بخطى التنمية العالمية. أذربيجان، مع ذلك، لديها الموارد للتعويض عن هذا التأخير، وبالنسبة لأرمينيا يمكن أن تصبح قاتلة. من المستحيل أن تعيش إلى الأبد على قروض دولية وبدعم الشتات وفي عزلة جغرافية ودون استثمارات حقيقية وعلاقات اقتصادية خارجية كاملة. وتجهد لسحب حقيبة دون مقبض ومسماة ب"جمهورية قاره باغ الجبلية ". الركود الآن وفي المستقبل: التدهور والانقراض. لا يوجد مستقبل ...

من الضروري استخلاص النتائج. فيما يلي استنتاجاتي الشخصية في صيغة الأطروحات:

لا أحد غيرنا قادر على تحقيق السلام.

  • السلام بيننا هو مسؤوليتنا المشتركة. يجب علينا نحن أنفسنا أن نحقق ذلك ونبدأ العمل.
  • كل الناس اعتباراً من قادة الدولة إلى الناس العاديين خارج السياسة، على جانبي الحدود علينا بإعداد الأرضية النفسية والعملية لإنهاء النزاع والتحرك نحو السلام  وبذل قصارى جهودنا للتغلب على المأزق الحالي.

هذا يعني أنه علينا التحدث والتفاوض بصورة مباشرة. منذ سنوات عديدة أكرر هذه الحقيقة بلا كلل: لا خيار آخر ، ولن يكون هناك.

ولكن فقط مع من نتحدث ونتفاوض؟ هناك حاجة إلى شرح الواقعة. في الواقع، هذا السؤال الذي دفعني إلى هذا كتابة النص.

منذ عقدين من الزمن، كانت الطائفة القاره باغية  تسيطر على أرمينيا. لم يكن قادتها قابلاً للتفاوض، أولاً بسبب مسؤوليتهم عن بدء الحرب والتطهير العرقي وجرائم الحرب الأخرى دون فرض قيود. اعتبر "حزب الحرب" أرمينيا أنها أرض محتلة وفي الواقع وكأنها قامت بخصخصتها  وزرعت فكرة "الحصن المحاصر" في المجتمع.

أدت الأحداث الدراماتيكية لعام 2018 إلى تغيير النظام في أرمينيا. أدى وصول القيادة الجديدة إلى السلطة إلى إثارة الأمل ليس فقط داخل البلاد، ولكن في الخارج أيضاً. بما في ذلك في أذربيجان التي تأمل في أن تساعد واقعية الزعماء الجدد الذين لم يشوهوا أنفسهم في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية على تحريك عملية التسوية عن نقطة ميتة.

لقد مر عام منذ ذلك الحين. حان الوقت لتقييم الوضع ليس بالكلمات بل بالأفعال. لكن حتى الآن، هناك فقط أقوال وأصوات. علاوة على ذلك، فإن الخطاب الأخير الصادر عن قيادة أرمينيا وأقصد التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء نيكول باشينيان يعيد عملية التسوية مرة أخرى.. جوهرها: أرمينيا لن تعيد الأراضي المحتلة لأذربيجان ؛ علاوة على ذلك، لم تستبعد إمكانية الاستيلاء على أراض جديدة لتشارك في التفاوض من موقع القوة وكأمر واقع. بالإضافة إلى ذلك، صرح رئيس الوزراء بالحاجة إلى العودة إلى عملية التفاوض لممثلي ما يسمى ب"جمهورية قاره باغ الجبلية" غير المعترف بها.

يمكنك اعتبار هذا الخطاب بمثابة الخطابي الشعبوي الذي يعكس التصور غير الكافي للواقع السائد والتوازن العسكري لأطراف النزاع. لكن السيد باشينيان ليس بأي حال من الأحوال هواة يترقون   بالخطأ إلى قمة الموجة السياسية. يكفي أن نتذكر كيف لعب مع فريقه مجموعة متعددة الحيل، مما تحول، بعد أن بدأ من نقطة بعيدة عن أقوى منصب، إلى أن يصبح قائداً لأرمينيا. لذلك، بغض النظر عن الدوافع، فإن هذه العبارات لا تأتي بنتائج عكسية فحسب، بل خطيرة أيضاً. بما في ذلك لأرمينيا نفسها. بيانات حول الاستيلاء على أراض أجنبية من أجل تعزيز مواقفها التفاوضية أو الابتزاز أو مبادلتها للسلام، مع تجاهل الحقائق العسكرية والسياسية السائدة، هذا هو السخرية والخداع وعدم الكفاءة في أنبوب واحد. وفي الواقع - "كازوس بيلي" أي ذريعة للحرب.

تأثرت خصوصاً بهذا الجانب للقضية. ما ه، في رأي نيكول باشينيان، و مصير سكان المناطق التي ينوي الاستيلاء عليها مقابل التبادل اللاحق للسلام؟ في حساباته الاستراتيجية، لا يؤخذ في الاعتبار معنى ما يقوله على الإطلاق. يمكن أن يكون البعد بين التصريحات غير المسؤولة والإفلات عن العقاب، كما يتضح من الممارسات المحزنة للعقود الماضية من البوسنة إلى رواندا، قصيراً للغاية. ومدينة لاهاي يمكن أن تكون وجهتها النهائية.

لأكون صادقًا، في البداية ، قبلت وصول الساسة الجدد إلى السلطة في أرمينيا إيجابياً، والذين حلوا محل النظام الجنائي العسكري لعصابة كوتشاريان وساركيان التي كانت مسؤولة عن الجرائم ضد الإنسانية، وفي المقام الأول التطهير العرقي للأراضي المحتلة. أعتقد أن باشينيان الذي حصل على تفويض من المجتمع الأرمني بالثقة، وبدأ بالفعل في تنظيف "إسطبلات خيول أوغيين" التي تركها له "عشيرة قاره باغ" ، سيأخذ مساراً جديداً في مسألة حل النزاع مع أذربيجان فيما يخص للمفاوضات حول قاره باغ الجبلية غير المعترف بها. أليست هذه الخدعة لترجمة مسألة العدوان الفعلي المعترف به دولياً إلى مستوى حقوق "الأقلية المضطهدة" في تقرير المصير الوطني؟ هل ظهور ممثلي قاره باغ من الأرمن على طاولة المفاوضات قادر على إخفاء حقيقة العدوان الأرمني؟ ماذا سيكون وضع ممثلي "دولة" زائفة غير معترف بها؟ قام أرمن قاره باغ وهم مواطنون لأذربيجان بانتفاضة مسلحة ضد الدولة ولا يمكن أن يكونوا طرفًا ثالثاً في المفاوضات الدولية بين أذربيجان وأرمينيا. لا يمكن اللعب بهذه  البطاقة من يريفان. لماذا إذاً وضعنا في جدول الأعمال أفكاراً غير قابلة للتحقيق عمداً؟ وبالمناسبة، سؤال آخر في هذا الصدد. حسب باشينيان، إذا كان ينبغي لأرمن قاره باغ أن يصبحوا مشاركين متساوين في العملية، فلماذا يتم تجاهل المشاركة المماثلة لممثلي المجتمع الأذربيجاني؟ لا كلمة عنهم.

اتضح أن قادة أرمينيا الجدد لم ينضجوا بعد كشركاء في المفاوضات. هناك العديد من الأسباب، بما في ذلك الموقف الداخلي غير مستقر والضغط من المجلس العسكري الميداني من عساكر جمهورية قاره باغ الجبلية والشتات والباحثين عن الانتقام من النظام السابقوكل هذا أغلق مجالاً للمناورات. يبدو أن القيادة السابقة لأرمينيا كانت قادرة على التسوية، ولكن لم يكن لديها الرغبة. وفي الوقت الحاضر - لديه الرغبة (على الأقل، وأود أن نأمل ذلك)، ولكن لم يكن لديها فرصة.

لكن أذربيجان لا يمكن أن تكون رهينة إلى الأبد للمشاكل الداخلية لأرمينيا! الوقت الذي كان فيه موضوع النزاع، لا رجعة فيه إلى الماضي؛ الآن هو فاعل، وهذه الحقيقة الثابتة وعلى ما يبدو، لم يتم قبوله من قبل النخبة الأرمنية. وعبثا! لا يمكننا الانتظار إلى الأبد!

وهنا تتبين المعضلتان: الواحدة لأرمينيا والآخر لأذربيجان.

يجب على أرمينيا التغلب على خلافاتها الداخلية والدخول في مفاوضات حقيقية (غير تقليدية) لحل النزاع. أو تكون مستعدة للجولة الثانية التي تتمتع أذربيجان بتفويض من القانون الدولي.

ستضطر أذربيجان، بدورها، في  حالة غياب خطوات متقابلة من جانب أرمينيا، إلى الاختيار بين الأسوأ والأسوأ. السيناريو السيئ هو استعادة السيادة والسلامة الإقليمية بالقوة (بالضبط بالطريقة التي داست بها أرمينيا قبل ربع قرن). أسوأ سيناريو هو الحفاظ على الوضع الراهن. من الواضح، أن أياً سيناريوهات سيتم اعتماده في حالة غياب التقدم في التسوية السياسية للصراع ، زمن يتحمل المسئولية عن هذا الشكل للتطورات.

وكلما أسرع الطرفان في شق طريقهما لحل المشكلة، يكان ذلك أفضل. يجب ألا يفوتوا فرصتهم المشتركة المتواصلة لحل المشكلة والانتقال من العداء إلى التعايش السلمي والتفاعل. ينبغي على أرمينيا أن تنتزع عن احتلال قاره باغ وعلىأذربيجان ضمان حقوق الجالية الأرمنية والمساواة والأمن والازدهار غي إطار دولة واحدة.

 والبديل لهذا هو حرب قاره باغ الثانية. الوضع الراهن غير المستقر ولم يكن أبدياً، إنه سينهار عند أول صوت للمدفع وستظل هناك عواقب وخيمة على الأجيال القادمة.

 الترجمة: ذاكر قاسموف

Zakir Qasımov  

 

ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
مارتن ليجون : فرض العقوبات علي إيران ليس حلًا
15:00 17.04.2024
دميتري سولونيك : هذا لن يساهم في استقرار المنطقة
14:00 17.04.2024
خبير سياسي: أرمينيا تسعي إلي أن تكون السعودية وسيطًا في أزمتها مع أذربيجان
13:00 17.04.2024
راي كريم أوغلو : الادعاءات التي قدمتها أرمينيا في محكمة العدل ليست إلا "أكاذيب"
12:25 17.04.2024
مصر وتركيا لترسيخ العلاقات بعد إنهاء القطيعة
12:00 17.04.2024
كيف تتعامل مصر مع تداعيات استمرار التوتر في البحر الأحمر؟
11:45 17.04.2024
سلطنة عمان: سيول تودي بحياة أكثر من 16 شخصا جلهم من التلاميذ
11:30 17.04.2024
رئيسي يتوعد برد واسع وموجع على أدنى عمل يستهدف مصالح طهران
11:15 17.04.2024
رئيس وزراء باكستان يستقبل وزير الخارجية السعودي
11:00 17.04.2024
تركيا تدير علاقاتها مع إيران وأمريكا بحذر
10:45 17.04.2024
فريق التوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة يجري دورات للتوعية بمخاطر الذخائر المنفجرة
10:36 17.04.2024
بوتين يبحث هاتفيا مع الرئيس الإيراني الأزمة في الشرق الأوسط
10:30 17.04.2024
العمانية للغاز توقع اتفاقية توريد مع جيرا اليابانية لمدة 10 أعوام
10:15 17.04.2024
السعودية وباكستان تبحثان تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي
10:00 17.04.2024
الأمم المتحدة تعثر على قنابل غير منفجرة تزن ألف رطل في مدارس بغزة
09:45 17.04.2024
الأمم المتحدة تدعو إسرائيل للتوقف عن المشاركة في عنف المستوطنين
09:30 17.04.2024
استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي
09:15 17.04.2024
أردوغان: نتنياهو هو المسؤول الوحيد عن أحدث توتر في الشرق الأوسط
09:00 17.04.2024
"ضد الهجوم الإيراني".. السعودية تعترف بمساعدة إسرائيل
22:12 16.04.2024
جميع الأخبار