تركيا في الإعلام الغربي.. تشويه مستمر فضحه هامسون قبل 130 عاما

التحيز والتحريض الإعلامي الغربي ضد أنقرة في ملف اللاجئين حاليا لا ينفصل عما اكتشفه الكاتب النرويجي كنوت هامسون عندما زار إسطنبول عام 1889

تحليلات 13:00 15.09.2019

في مُؤَلَّف له يتناول فيه ذكرياته حول إسطنبول، يكشف ما ذكره الكاتب النرويجي، كنوت هامسون، قبل 130 عاما، جذور الموقف والتصوّر غير الحيادي الذي يتبنّاه الإعلام الغربي اليوم تجاه تركيا.

قبل الغوص في بعض تفاصيل ما يذكره هامسون، الحائز على جائزة "نوبل" في الأدب عام 1920، من الأفضل إلقاء نظرة على المشهد العام لنظرة الإعلام الغربي تجاه تركيا.

شهدت السنوات الأخيرة تزايدا واضحا في الأخبار ومقالات الرأي المعادية لتركيا في الإعلام الغربي.

عند التمعّن في هذا النوع من المحتوى، نجد أن أبرز ما يتسم به هو نقص المعلومات، والحكم المسبق.

وعند اجتماع هاتين السمتين يتحول المحتوى الإعلامي إلى حملة تشويه بكل بما تعنيه الكلمة.

أغلب هذا المحتوى الإعلامي يتسم بانحياز وحكم مسبق وقائم على الإقصاء وتوجيه التهم.

وحظي ذلك النوع من المحتوى بانتشار واسع في الإعلام الغربي، وعلى المستوى العالمي أيضا، عبر استغلال عالمية اللغة الإنجليزية.

وتكثف الأطراف المعادية لتركيا ذلك المحتوى لتشكيل سند لسياساتها عبر الصحف والقنوات التلفزيونية ووكالات الأنباء والمواقع الإخبارية، وغيرها من وسائل التواصل الحديثة.

الإعلام عامة، والمحتوى الإخباري بشكل خاص، لا يكون مستقلا قط عن السياسات الخارجية للبلدان وعن طموحاتها التوسعية ومصالحها الأيديولوجية.

وفي هذه الحالة، تنقطع الصلة تمامًا بين النصوص الإخبارية الأيديولوجية وبين المبادئ الأخلاقية المتعارف عليها في عالم الصحافة.

يقول هامسون، في نصوصه التي ألفها قبل 130 عاما، إن "معرفة الحقيقة أمر صعب. والسبب ربما هو غلبة الصوت والرأي الواحد على الصحافة الأوروبية، التي يُفترض أن تنقل لنا الحقيقة".

عبارات الكاتب النرويجي تظهر لنا الجذور القديمة للدعاية السوداء والتحريض التي ينتهجه الإعلام الغربي ضد الأتراك ودولتهم.

والمؤلم في الأمر هو أن تلك العبارات المهمة لا تزال تحافظ على واقعيتها وحيويتها، حتى بعد مرور 130 عاما، ورغم التطور التكنولوجي فيما يخص الوصول إلى المعلومة الصحيحة.

كان الكاتب النرويجي يعبر عن اندهاشه عند اكتشافه التناقض الكبير بين ما كان يقرأه في الصحافة الأوروبية حول الدولة العثمانية (1299- 1923) وسلطانها عبد الحميد الثاني (1876 – 1909)، وبين ما رآه بنفسه خلال زيارته لإسطنبول.

سنستشهد بعبارات تصور لنا تلك الدهشة، لنستدل بها على قِدم حملات تحريض الإعلام الأوروبي ضد تركيا في يومنا هذا، وكيف أنها لا تمتّ إلى الواقع والحقيقة بأية صلة.

في جزء معنون بـ"تحت الهلال"، يروي هامسون، أبرز كتّاب القرن العشرين، ذكرياته حول إسطنبول، التي زارها عام 1889، خلال عهد السلطان عبد الحميد الثاني.

يتطرق هامسون في مذكراته إلى نمط العيش في إسطنبول وبنيتها الاجتماعية وشكل الحكم فيها من وجهة نظره.

ونلاحظ بين سطوره عبارات شُجاعة تظهر تغيير هامسون آراءه السابقة التي كان يغلب عليها الاستشراق.

أولى لحظات الاندهاش التي عاشها هامسون كانت وهو على متن السفينة، التي جاء بها إلى إسطنبول، عند اقترابه من البر؛ حيث يروي كيف شاهد مدينة خيالية مزينة بمختلف أنواع الزهور، وليست مدينة مهملة ومخيفة وعلى عتبة الإفلاس نتيجة لإدارة السلاطين الفاشلين، كما كانت تصورها الصحف الأوروبية.

ثاني محطات اندهاش هامسون، كانت حول السلطان عبد الحميد الثاني؛ حيث اكتشف أنه سلطان مجدّ ومهتم بشؤون رعيته، وساعٍ إلى النهوض باقتصاد بلده، ومشجعٍ للنهضة التعليمية والتجارية فيه؛ أي على عكس ما كانت تصوّره الصحف الأوروبية طيلة سنوات.

تلك العبارات وأمثالها الكثير من مذكرات هامسون ليست سوى غيض من فيض نستشهد به على حقيقة التصوّرات التي يتبناها الإعلام الأوروبي والغربي عامة حول تركيا.

كانت تركيا ولا زالت موضع اهتمام العالم الغربي، وحظيت بمكانة مهمة وحساسة لديهم؛ فهي دولة كبيرة تمتد جذورها إلى الحقب السلجوقية والعثمانية، وحافظت على مكانتها وأهميتها هذه في جميع المراحل، سواءً خلال فترات بلوغ أوج القوة أو فترات الضعف.

إلا أن النقطة الوحيدة التي لم تتغيّر هي مقاربة الإعلام الغربي تجاه تركيا، لا سيما وأن الإعلام يملك قوة كبيرة لتشكيل الرأي العام.

ورغم التطور والتقدّم الذي شهده قطاعي الإعلام والصحافة خلال القرون الأخيرة، وبالأخص من حيث تنوّع وسائل التواصل ونقل المحتويات الإخبارية، إلا أنه لم يسهم في تغيير وجهات النظر الخاطئة والمتحيّزة، بل عمل على تعزيزها.

أحدث الأمثلة على هذا هو ما ينشره الإعلام الغربي هذه الأيام من أخبار معادية لتركيا فيما يخص اللاجئين، مع أنها تستضيف قرابة 4 ملايين لاجئ سوري، واتبعت فيما مضى سياسة "الباب المفتوح" أمام جموع اللاجئين الذين أنقذتهم من المجازر.

وتتجاهل وسائل الإعلام نفسها مواقف البلدان الأوروبية المتخاذلة تجاه اللاجئين وإيجاد حل للأزمة السورية.

مذكرات هامسون عن إسطنبول والسلطان عبد الحميد الثاني لا تزال تحافظ على واقعيتها، رغم مرور 130 عامًا عليها.

وهو ما يظهر بشكل واضح أن التصوّرات الأوروبية تجاه تركيا، لا زالت نفسها. أي أنه لم يتغير شيء في أوروبا منذ 1889.

** يوسف أوزقير أستاذ مساعد في كلية الاتصالات بجامعة إسطنبول ميديبول، منسق النشر في مجلة كريتار التركية.

سامي الحاج: "أذربيجان ستكون إحدى الدول الرائدة في العالم"

أحدث الأخبار

بيان صحفي: ديمقراطية من؟ برلمان الشباب من أجل أهداف التنمية المستدامة ينظم فعالية في مكتب الأمم المتحدة
16:15 10.10.2024
تركيا تعلن توقيف عميل للموساد
19:00 04.09.2024
منظمات الإغاثة تحذّر من أزمة جوع تاريخية في السودان
18:00 04.09.2024
ممر زانجازور يعكر صفو التحالف الروسي ــ الإيراني
17:30 04.09.2024
فيلادلفيا... رد مصري حاد يزيد الضغط على نتنياهو
17:00 04.09.2024
بزشكيان يتحدث عن حاجة إيران إلى جراحات كثيرة
15:00 04.09.2024
رئاسة كوب 29 تطلق منصة للشفافية لدعم الدول النامية في مواجهة تغير المناخ
14:00 04.09.2024
تضامن خليجي مع مصر ضد استفزازات إسرائيل
13:00 04.09.2024
استقالات بالجملة في أوكرانيا تمهيداً لتعديل وزاري واسع
12:00 04.09.2024
بوتين في منغوليا متحديًا الجنائية الدولية
11:00 04.09.2024
السيسي يزور تركيا في أول زيارة له منذ توليه الحكم في مصر
10:00 04.09.2024
طالبان تطمح إلى الحصول على معدات دفاعية روسية
20:30 03.09.2024
زعماء أفارقة إلى الصين بحثاً عن استثمارات
20:00 03.09.2024
أونروا: تطعيم 87 ألف طفل ضد شلل الأطفال في مخيمات وسط غزة
19:30 03.09.2024
اليابان تحتج بعد دخول سفينة صينية مياهها الإقليمية
19:00 03.09.2024
الشيخة حسينة من رئيسة وزراء بنغلادش الى معضلة دبلوماسية للهند
18:30 03.09.2024
السعودية وقبرص تبحثان تعزيز التعاون في النقل والخدمات اللوجيستية
18:00 03.09.2024
التضخم السنوي في تركيا يسجل تراجعاً كبيراً في أغسطس
17:00 03.09.2024
الأمم المتحدة ستواصل التعامل مع طالبان في أفغانستان
17:00 03.09.2024
فنزويلا تفرج عن عشرات المراهقين الذين اعتقلوا خلال مظاهرات
16:00 03.09.2024
لماذا تشكل مدينة بوكروفسك الأوكرانية أهمية استراتيجية؟
15:00 03.09.2024
ماليزيا ونيوزيلندا تدعوان إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
14:00 03.09.2024
إصابة سفينتين تجاريتين بهجومين قبالة سواحل اليمن
13:00 03.09.2024
ارتفاع بورصات الخليج الرئيسية بفضل آمال خفض الفائدة
12:00 03.09.2024
اتفاقية شاملة للتعاون العسكري بين سوريا وإيران
11:00 03.09.2024
بوتاش التركية اتفقت مع شل على توريد الغاز المسال لمدة 10 سنوات
10:00 03.09.2024
مصر تؤكد لمجلس الأمن رفض السياسات الأحادية الإثيوبية حول سد النهضة
09:16 03.09.2024
روسيا تحيي ذكرى مرور 20 عاما على مجزرة بيسلان
19:00 02.09.2024
بولندا إحياء الذكرى 85 لاندلاع الحرب العالمية الثانية
18:00 02.09.2024
الجيش الصومالي يعلن سيطرته على منطقة هلجن الحدودية مع إثيوبيا
17:30 02.09.2024
إسرائيل تشهد إضراباً شاملاً تضامناً مع أهالي المحتجزين في غزة
17:00 02.09.2024
إيران ترفض تفتيشاً دولياً يتجاوز معاهدة حظر الانتشار
16:30 02.09.2024
قطر للطاقة تشيد مجمعا عالميا لإنتاج سماد اليوريا
16:00 02.09.2024
تأكيد سعودي- قطري على تعزيز العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب
15:30 02.09.2024
خمسة مشاريع ضمن طرق الحرير الجديدة في أفريقيا
15:00 02.09.2024
الرئيس المكسيكي يختتم ولايته بإصلاح قضائي يثير التوتر مع واشنطن
14:00 02.09.2024
التحقيق النهائي في مروحية رئيسي يؤكد سقوطها لسوء الأحوال الجوية
13:00 02.09.2024
الإمارات تهنئ أوزبكستان بذكرى استقلالها
12:00 02.09.2024
مصر ترفض تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا بشأن سد النهضة
10:00 02.09.2024
أردوغان يؤكد مضي تركيا قدما في تطوير مشروع القبة الفولاذية
21:00 01.09.2024
جميع الأخبار