قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن سياسة الضغوط القصوى التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على إيران لم تفلح في كبح جماح إيران وأتت بنتائج عكسية، وفقا لخبراء تحدثوا للصحيفة.
أبرز ما جاء في التقرير
- أعلنت إيران بدء الخطوة الرابعة في سلسلة خفض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
- في مايو/ آيار 2018، انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه باراك أوباما مع إيران.
- وصف ترمب الاتفاق بأنه أسوأ صفقة على الإطلاق، وشرع في سياسة "الضغوط القصوى" لإجبار إيران على الإذعان لشروطه.
- في إطار سياسة الضغوط القصوى، شدد ترمب العقوبات ورفع حدة الخطاب ضد طهران بشكل متسارع.
- ترمب قال إنه يهدف إلى التفاوض على اتفاق أفضل مع إيران، وزعم أن سياسته ستفضي إلى نتائج جيدة عبر مائدة مفاوضات جديدة.
- برغم تفاؤل ترمب الشديد؛ فإن اعتماده سياسة الضغوط القصوى على طهران لم تجبر إيران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، فضلًا عن كبح أنشطتها الإقليمية في الشرق الأوسط.
- يبدو أن الضغوط القصوى أدت إلى نتائج عكسية ودفعت إيران إلى الحافة.
- في سياق الرد على تعنت ترمب، جاء إعلان إيران المرحلة الرابعة من تخفيف التزاماتها النووية، متخلية عن القيود المفروضة على برنامجها النووي بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة.
- بعد إعلان طهران الخطوة الرابعة، حث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو العالم على مواجهة التصعيد النووي الإيراني واتخاذ خطوات جادة لزيادة الضغط على إيران.
- في بيان رسمي، قال بومبيو: "إن هذه الخطوات تعكس نوايا النظام الإيراني في ابتزاز المجتمع الدولي للقبول بالعنف والإرهاب، في حين يواصل التدخل في سيادة جيرانه وزعزعة أمنها".
- يرى الخبراء أن إيران تملك عددا قليلًا جدًا من الأوراق لاستثمارها رداً على سياسة ترمب المتشددة.
- في حديثه لصحيفة "إندبندنت"، يقول مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة دنفر، نادر هاشمي: "ظن الزعماء الإيرانيون أن الانسحاب التدريجي من شروط خطة العمل المشتركة سيجبر أوربا على إنقاذ طهران من خلال تخفيف العقوبات. أظن أن مبادرة ماكرون للسلام قد أكدت هذا إلى حد ما".
- أضاف هاشمي: "تلعب طهران لعبة شديدة الخطورة تمثل حافة الهاوية؛ لأنها تتجه نحو المزيد من التخصيب النووي، وهو ما يستثمره معسكر بومبيو- نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) ومؤيديهم للتأكيد على وجوب إيقاف إيران عسكريًا".
- من الناحية الاقتصادية، استفادت إيران من بعض احتياطياتها المالية لتخفيف تأثير العقوبات الأمريكية.
- قال هاشمي: "من الناحية السياسية، لعبت إيران بورقة القومية واستغلال المظالم التاريخية، بما لها من جذور عميقة في الثقافة السياسية الإيرانية، حول بلطجة القوى الكبرى ومحاولة إسقاط النظام الإيراني، وذلك بغية تهدئة المعارضة الداخلية، وتبرير القمع المتزايد الذي يمارسه النظام تجاه معارضيه.
- من منظور دولي، فإن التعاطف العالمي مع الموقف الإيران في النزاع النووي أكثر منه تجاه موقف واشنطن؛ نظرًا لالتزام طهران الصارم بالصفقة النووية لمدة عام من انسحاب الولايات المتحدة.
- يقول الخبراء إن إدارة ترمب بدأت هذا النزاع وهي المسؤولة بشكل أساسي عن تفاقم الوضع الحالي.
- شدد هاشمي على سخط الساحة الدولية حيال سياسة ترمب، وأن تلك السياسة لا تروق إلا للجماعات الاستبدادية اليمينية والفاشية الجديدة.
- من جانبه، قال مدير السياسة والاستراتيجية في منظمة "صندوق إسرائيل الجديد"، هاري ريس: كان من الواضح أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بكاملها انحرفت بشكل موحد عن الخط السياسي الرافض لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك أثناء النقاش حول خطة العمل المشتركة الشاملة عام 2015.
- استطرد ريس: "كانوا يقولون لنظرائهم الأمريكيين إن الاتفاق مع طهران -كنتيجة لمفاوضات متعددة الأطراف- بمثابة حل وسط، وبه جملة فوائد حقيقية للغاية كما يحمل بعض المخاطر".
- نظرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى الصفقة النووية كوسيلة لتقييد طموحات إيران النووية لمدة عقد على الأقل، ومن ثم اعتبروا أن خطة العمل المشتركة تعزز أمن إسرائيل.
- قال ريس إن النهج المتطرف لرئيس الوزراء الإسرائيلي لم يثمر عن فرض إجراءات صارمة على وحدة خطة العمل المشتركة واتفاق 5 + 1 بل أدى إلى الخروج الأمريكي أحادي الجانب، ما ترتب عليه تهديد الاتفاقية وحملة ضغوط قصوى لم ينتج عنها سوى تعنت إيراني مماثل.
- سياسة إدارة ترمب تجاه إيران عزلت الولايات المتحدة وقلصت نفوذها في فرض خطة العمل المشتركة الشاملة، إن لم تكن قد فتحت الباب لتدمير الخطة بالكامل، وإكساب طهران قدرًا كبيرًا من التعاطف الدولي.
- يرى ريس أن سياسة "أمريكا أولًا" تعني دومًا أمريكا وحدها، ولذلك جاء التعامل المتهور مع إيران بنوع من الاستخفاف؛ فلم يحل المشكلة بل زادها تعقيدًا.
- في الوقت الحالي، لم يعد في جعبة ترمب وإدارته خيارات جديدة للتعامل مع الأزمة الإيرانية؛ فليس لديهم عقوبات جديدة ولا ضغوطات يمكن تفعليها، لم يبق سوى الصراع العسكري، وهو ما يتجنبه ترمب على طول الخط.
- يعتقد الخبراء أن إدارة ترمب تلعب على أمل استقطاب دول جديدة -لا سيّما الدول الأوربية- في صفها جراء الانسحاب الإيران التدريجي من الصفقة النووية ما يعزز كفة الجانب الأمريكي في هذا الصراع.
- اختتم هاشمي حديثه قائلًا: "بالنظر إلى المستقبل، أعتقد أن النقاش يجب أن يدور حول ما يمكن للرئيس الأمريكي المقبل التركيز عليه لنزع فتيل هذه المشكلة".