قاسم سليماني: ما مستقبل القوات الأمريكية في العراق بعد مقتله؟

القوات الأمريكية موجودة في العراق للمساعدة في القتال ضد "تنظيم الدولة الإسلامية"

تحليلات 22:00 26.01.2020

"قادم، قادم!"، تعالى تحذير عبر مكبر الصوت من هجوم صاروخي على "يونيون 3"، قاعدة التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العاصمة العراقية بغداد.

يقع المجمع في المنطقة الخضراء، وهي منطقة بُنيت حول ما كان قصراً للرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وبعد ثوانٍ قليلة من الإنذار الأول، سمعنا انفجارين مدويين، ثم إعلان آخر، يأمر كل من في القاعدة بالاحتماء في الملاجئ.

تقع السفارة الأمريكية على الجانب الآخر من الطريق، وهي الهدف المحتمل لصواريخ الكاتيوشا الثلاثة.

وبعد ساعة، أُبلغنا بأن الوضع آمن ويمكننا الخروج، لقد سقط أحد الصواريخ في نهر دجلة القريب، وصاروخان داخل مجمع السفارة.

وتقول باري، (امرأة مدنية تبلغ من العمر 42 عاماً، تعيش وتعمل في القاعدة كمصففة شعر لإعالة بناتها في بلدها قيرغيزستان): "هذه ليست الأولى ولن تكون الأخيرة".

 كانت باري تعمل في القاعدة الأمريكية في العاصمة الأفغانية كابول، لكنها تركت العمل هناك لأن الوضع بات خطيراً للغاية.

أخبرها الجميع أنها ستعيش حياة أكثر هدوءاً في بغداد، لكن صاروخين أصابا الشارع بالقرب من السفارة في أول ليلة لها هناك.

لحظة فاصلة

منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019، أطلق أكثر من 109 صواريخ كاتيوشا على مواقع توجد فيها قوات أمريكية في العراق.

ويقول التحالف إن الجماعات شبه العسكرية المدعومة من إيران تنفذ الهجمات.

ثم جاءت عملية قتل الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني في مطار بغداد في الثالث من يناير/كانون الثاني الحالي.

 

جنازة أبو مهدي المهندس في البصرة. 07.01.2020

لقد تسبب مقتل سليماني والمهندس في موجة من الغضب في العراق

كان ردُّ إيران بعد خمسة أيام بهجوم صاروخي على قواعد توجد فيها قوات أمريكية في العراق.

وأدت تلك الهجمات إلى اعتماد قواعد أمنية جديدة في جميع قواعد التحالف التي تضم قوات أمريكية في العراق.

لقد حُظرت أي نشاطات خارج القاعدة الآن، ويتعين على أي شخص يسير في العراء، ارتداء معدات الحماية، بدءاً من غروب الشمس حتى الصباح الباكر.

لقد رافقتُ الجيش الأمريكي وتنقلتُ في قواعدهم في مختلف أنحاء العراق أثناء قتال قوات التحالف ضد "تنظيم الدولة الإسلامية".

طمئنوني وقالوا لي إنه ليس من الضروري ارتداء دروع واقية داخل المركبات لأن المنطقة آمنة. لكن قاعدة"يونيون 3" في بغداد كانت فارغة أكثر بكثير من المرة الأخيرة التي كنت فيها هنا.

نُقل العديد من قوات التحالف بمن فيهم جنود الناتو (حلف شمالي الأطلسي)، إلى الكويت. وأخبرني المسؤولون أن الجنود سيعودون عندما يقل مستوى التهديد.

خريطة توضح موقع القاعدتين

علاقات متوترة

ولكن ثمة تطورات أكبر وأعمق يشعر بها ضباط الجيش الأمريكي في العراق منذ الهجوم الإيراني. فقاعدة "يونيون 3" هي المقر الرئيسي للقوات العراقية وقيادة قوات التحالف في حملتها ضد "تنظيم الدولة الإسلامية".

عندما كنت هنا في آخر مرة، كان كل من الضباط الأمريكيين والعراقيين حريصين على إظهار عمق العلاقة بين الطرفين على المستويين المهني والشخصي لوسائل الإعلام. ويحرص كلا الجانبين على الحديث أمام الكاميرات عن هدفهما المشترك، وهو هزيمة التنظيم.

أما الآن، يتردد قادة التحالف في الظهور أمام الكاميرات، لقد ألقت التطورات الأخيرة بظلالها على ما كان "صداقة عظيمة".

لقد قُتل أيضاً نائب رئيس القوة شبه العسكرية الموالية لإيران، أبو مهدي المهندس، في الضربة الجوية التي استهدفت الجنرال سليماني.

ومن المثير للاهتمام، أنه كان في هذه القاعدة بالذات في المنطقة الخضراء ببغداد قبل يومين فقط من وفاته.

وتدعم إيران الجماعة شبه العسكرية الشيعية التي تقودها، لكنها أيضاً جزء رسمي من قوات الأمن العراقية ولعبت دوراً رئيسياً في هزيمة التنظيم في العراق.

لقد كان هنا لإجراء لقاء مع كبار ضباط الجيش العراقي، نفس القادة الذين يُعدون شركاء مع الولايات المتحدة في المعركة ضد التنظيم.

ويمكن رؤية صورة المهندس على الحائط إلى جانب قادة عسكريين عراقيين آخرين في نفس الممر الذي قد يمر فيه مسؤولو التحالف يومياً.

Presentational white space

خلف الكواليس

أخبرني اثنان من كبار مسؤولي التحالف في قاعدة "يونيون 3"، أنهم لم يعلموا بالعملية التي استهدفت سليماني إلا في الصباح عندما تفحصوا هواتفهم.

وقال مسؤول كبير في التحالف فضل عدم الكشف عن هويته: "إذا كانت هناك عملية لا تحتاج إلى معرفتها، فلن يتم إخبارك بها".

"لا يهم إذا كان عليك معايشة عواقبها".

في الحقيقة، في الليلة التي قُصف فيها سليماني وموكبه، ظن مشغلو الطائرات الأمريكية الذين يعملون خارج قاعدة بغداد في البداية أن هناك هجوماً صاروخياً على المركز الدبلوماسي في المطار حيث يوجد معظم دبلوماسيي التحالف وضباط المخابرات. لقد اُستهدف قبل أيام قليلة من الاغتيال.

عندما رأوا الحريق بعد الانفجار، افترضوا أنه كان جراء ضربة جوية بطائرة مُسيّرة ، لأن الصواريخ لن تسبب هذا النوع من الحريق، لكنهم لم يكونوا متأكدين مِن مَن الذي قام بها.

 حدث هذا بعد أيام قليلة فقط من قيام القوات الأمريكية بضربات جوية على مقرات ميليشيا كتائب حزب الله المدعومة من إيران، على جانبي الحدود بين سوريا والعراق. وجاء ذلك رداً على الهجمات الصاروخية على قواعد التحالف. وقد قتل ما لا يقل عن 25 من أعضاء هذه الجماعة الشيعية العراقية شبه العسكرية في هذه الضربات.

وتحولت جنازاتهم إلى مظاهرة كبيرة ضد الولايات المتحدة، وهاجم المشيعون السفارة الأمريكية في بغداد. فالهجوم بطائرة مسيرة بدون طيار عبر جميع الخطوط الحمراء، بحسب الجماعات الشيعية شبه العسكرية.

وعم الغضب في صفوف الجماعات من التحركات الأمريكية التي لا علاقة لها بمهمتها في دحر "تنظيم الدولة الإسلامية"، وطالب السياسيون والجماعات شبه العسكرية الموالية لإيران، بمغادرة القوات الأمريكية للأراضي العراقية فوراً.

لكن قوات التحالف تأمل بالشروع في ما تقول إنها المراحل الأخيرة من العمليات العسكرية ضد التنظيم، مع حلفائها العراقيين قريباً.

أبو مهدي المهندس (الثاني من اليسار)

Image captionصورة لزعيم الميليشيا العراقية أبو مهدي المهندس (الثاني من اليسار) الذي قتل على يد القوات الأمريكية

إن عدم اليقين هذا، هو ما يجعل القادة من كلا الجانبين يترددون في التحدث إلى وسائل الإعلام حول هذا الموضوع، وخاصة أن السياسيين قد يتناقضون معهم في اليوم التالي.

وأخبرني مسؤول كبير في التحالف عمل في العراق عدة مرات خلال الحملة ضد التنظيم، وعمل عن كثب مع كبار القادة العراقيين "يتطلع فريقنا إلى المهمة ويؤمن بها، نحن نؤمن بالشعب العراقي، ونؤمن بقوات الأمن العراقية".

واعتاد هذا المسؤول أن يلتقي بنظيره العراقي يومياً تقريباً لشرب الشاي معا، ولكن منذ الهجوم الأخير، أصبحت علاقتهما أكثر رسمية.

وتشعر قوات الأمن العراقية بأنها عالقة وسط أزمة سياسية بين إيران والولايات المتحدة.

ويقول اللواء تحسين الخفاجي، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق: "هذه ليست مشكلتنا، وليست حتى مشكلة عسكرية، هناك أزمة بين إيران والولايات المتحدة وضعونا نحن في الوسط بينهما".

"رسالتي موجهة إلى كلا البلدين: لا تجلبا مشاكلكما إلى هنا".

ويقول الجيش العراقي إن توقف دعم التحالف في أعقاب وفاة الجنرال سليماني لم يترك لهم أي خيار آخر سوى مواصلة العملية ضد "تنظيم الدولة الإسلامية" بأنفسهم.

ويقول الخفاجي: "للمرة الأولى ، أطلقنا طائراتنا من طراز F-16 لشن غارات جوية على التنظيم".

"صحيح أننا نستطيع القتال وحدنا، لكننا لا نزال نتطلع إلى العمل مع التحالف إذا سمحت القضايا السياسية بذلك".

داخل قاعدة يونيون 3 في بغداد

 داخل قاعدة يونيون 3 في بغداد

وفي الوقت الحالي، كل شيء يتأرجح في الميزان. لقد تحولت طبيعة التهديدات التي تواجهها القوات الأمريكية من عناصر "تنظيم الدولة الإسلامية"، إلى شيء مختلف تماماً.

ولدى الطيار الأمريكي أليخاندرو بينا، الذي أرسل إلى العراق قبل شهرين فقط، الكلمة الأخيرة في هذا الصدد.

"عندما تم تعيينا هنا، ظننت أنني قادم لمحاربة "تنظيم الدولة الإسلامية"، ولكن بعد شهرين فقط أدركت أنه ليس التنظيم فقط، بل ثمة آخرون أيضاً".

 
الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

هل يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
17:33 28.03.2024
إلمان مصطفى زاده: لا يمكن المساس بكرامة الأذربيجانيين
16:12 28.03.2024
علي ناغيف: فرنسا تحرض أرمينيا على حرب جديدة
16:02 28.03.2024
وساطة أفريقية لحل الصراع المسلح في الكونغو الديمقراطية
13:45 28.03.2024
المعارض ديوماي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
13:30 28.03.2024
قائد كتائب القسام يحث العرب والمسلمين على الزحف نحو فلسطين
13:15 28.03.2024
هل تبدأ الحرب العالمية الثالثة ؟
12:53 28.03.2024
حالة من الفوضي تعم مطار باريس
12:28 28.03.2024
مستقبلات إسرائيل على ضوء الحرب الراهنة
12:15 28.03.2024
وكالة الإغاثة التركية تقدم سفينتين لنقل المساعدات مباشرة إلى غزة
12:00 28.03.2024
ذكري تأسيس الأجهزة الأمنية في أذربيجان
11:53 28.03.2024
واشنطن لا تدعم مشروع خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران
11:45 28.03.2024
مؤسسة دولية تتوقع انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار بنهاية 2024
11:30 28.03.2024
مصر: مفاوضات سد النهضة استنزاف للوقت.. وإثيوبيا ستدفع الثمن
11:15 28.03.2024
محطة الضبعة النووية ستوفر لمصر 7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً
11:00 28.03.2024
رئيس الصين ينتقد الحواجز التكنولوجية خلال زيارة رئيس وزراء هولندا لبكين
10:45 28.03.2024
نشر معلومات جديدة عن الهجوم الإرهابي في روسيا
10:34 28.03.2024
رياح الجنوب تحمل الرمال الساخنة إلى جنوب شرق أوروبا
10:30 28.03.2024
آيرلندا تعتزم التدخل في قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل
10:15 28.03.2024
الفلبين تؤكد الإفراج عن طاقم ناقلة نفط محتجزة في إيران
10:00 28.03.2024
العراق يبرم اتفاقا لتوريد الغاز مع إيران لمدة 5 سنوات
09:45 28.03.2024
إسرائيل استهدفت 212 في غزة مدرسة بشكل مباشر
09:30 28.03.2024
أردوغان نبذل قصارى جهدنا لينعم إخواننا في غزة بالسلام
09:15 28.03.2024
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 32 ألفا و490 شهيدا وأكثر من 74 ألف إصابة
09:00 28.03.2024
بيتر ثيس: أذربيجان أصبحت شريكًا مهمًا للناتو بعد الحرب الأوكرانية
18:30 27.03.2024
توفيق عباسوف: أرمينيا تسعي إلي دعم التوجهات المناهضة لأذربيجان في جورجيا
17:38 27.03.2024
الولايات المتحدة تفرض عقوبات علي الصين
16:09 27.03.2024
تواصل ردود الفعل على اتفاق جوجل وإسرائيل
16:03 27.03.2024
هجوم سيبراني صيني يضرب المملكة المتحدة ونيوزيلندا
15:06 27.03.2024
أوكرانيا وبولندا تكملان عقد المتأهلين إلى نهائيات يورو 2024
14:59 27.03.2024
من التالي بعد هجوم موسكو؟
14:07 27.03.2024
تحذير من رئيس صربيا بشأن خطر محتمل قد يعم البلاد
13:30 27.03.2024
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
ذكري وفاة أول رئيس جمهورية لأذربيجان
13:23 27.03.2024
خبراء ينجحون في إذابة الثلج من على عدسة تليسكوب إقليدس
10:30 27.03.2024
الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي
10:15 27.03.2024
هنية يلتقي عبد اللهيان في طهران... ويؤكد إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها
10:00 27.03.2024
الكاكاو يكسر حاجز الـ10 آلاف دولار للطن عالميا
09:45 27.03.2024
السعودية تستهدف دخول قائمة أكبر 10 دول في مجال السياحة
09:30 27.03.2024
الأزمة الطبية في مستشفيات قطاع غزة وصلت لمستوى لا يمكن تصوره
09:15 27.03.2024
18 قتيلا في إنزال جوي خاطئ للمساعدات على غزة
09:00 27.03.2024
جميع الأخبار