يعود الصراع بين أرمينيا وأذربيجان اللتان هما الساحة السوفيتية السابقة إلى العصور القديمة. منذ عام 1988، قام الأرمن بتنفيذ خطط عدوانية ضد أذربيجان من خلال فصل قاره باغ من أذربيجان بشكل غير شرعي ومن جانب واحد. ومع ذلك، فإن الدراسة المفصلة للقضية يمكن أن توضوح أن الأسباب الجذرية للنزاع تعود إلى المطالب إقليمية للأرمن منذ قرون ضد أذربيجان. في الواقع، بدأ الأرمن في تكوين فكرة مطالبة الأراضي الأذربيجانية قبل النظام السوفيتي وبدأوا يثقزن بهذا. على الرغم من 70 عاماً من العيش معاً في ظل النظام السوفيتي كثف القوميون الأرمن الذين أبقوا عداءهم في أيديولوجياتهم البغيضة وشنوا الهجمات المسلحة على أذربيجان في أوائل 1991-1992. ونتيجة لذلك، تحولت بلدة خوجالي التي تبلغ مساحتها الإجمالية 940 كم/ مربع وعدد سكانها 7 آلاف شخص في منطقة قاره باغ الجبلية هدفاً للعملية العسكرية الأرمنية.
في أكتوبر 1991 وقعت خوجالي تماماً في محاصرة القوات الأرمينية وفي 30 أكتوبر تم تدمير الطريق تعمداً، مما أصبحت طائرات هليكوبتر فقط وسيلة وحيدة للنقل. ثم استهدف المهاجمون الأرمن الدمويون طائرات الهليكوبتر التي كانت تنقل المدنيين وأخيراً أسقطت واحدة منها فوق مدينة شوشا وقتلت 40 شخصاً. في يناير 1992، تم قطع الكرباء في البلدة.
وفر احتلال خوجالي في عام 1992، إلى جانب توفق استراتيجية لأرمينيا، أيضاً ظروف مواتية للاستيلاء على مدن أخرى في منطقة قاره باغ. مع الفظائع التي ارتكبها بدأ المعتدون الأرمن في خلق الخوف في السكان المحليين والتأثير النفسي لخلق شعور العداوى لدى السكان المحليين الذيم كانوا يقاومون العمليات العسكرية التي كان الأرمن يريدون القيام بها. تعد الإبادة الجماعية في خوجالي حقيقة لا يمكن إنكارها وهي أن قاره باغ تعرضت للتطهير العرقي وحاولوا محو خوجالي من الوجود. ومع ذلك، فإن الآثار التي لا تزال سليمة في خوجالي والمناطق المحيطة بها لا تزال أدلة تاريخية تنكر مطالب أرمينيا الإقليمية.
بالإضافة إلى ذلك ، اليوم لدى الخبراء والمؤرخين والصحفيين والمراسلين العسكريين الواصلين من جميع أنحاء العالم، حتى أولئك الذين شاركوا في حرب، الكثير من الأدلة لنقلها إلى العالم. اليوم، يشارك خبير من أمريكا أعاد دراسة قضية الإبادة الجماعية في خوجالي أفكاره مع Eurasia Diary.
بيتر تاسي صحفي مستقل وعالم وباحث رائد في دراسات باراغواي وعلاقات أمريكا اللاتينية في الولايات المتحدة. كما يدرس القضايا الجيوسياسية في جنوب القوقاز، وخاصة الصراع في قاره باغ بين أذربيجان وأرمينيا.
ووفقًا لبيتر تايس، تم تأكيد العديد من الجرائم على مسؤولية جمهورية أرمينيا وقيادتها السياسية والعسكرية، فضلاً عن الجماعات المسلحة المحلية التابعة لهم عن الجرائم المرتكبة في خوجالي. ويشمل ذلك مواد التحقيق والتقارير والشهادات والأدلة من مصادر الإعلام الدولية والتقارير الواردة من المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية.
"توصلت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في قرارها الصادر في 22 أبريل 2010 إلى استنتاج مهم فيما يتعلق بالجرائم المرتكبة في خوجالي، حيث حددت سلوك المهاجمين على أنهم" جرائم خطيرة بشكل خاص تعتبر جرائم الحرب أو جرائم ضد الإنسانية ". لا تشك هذه الملاحظة للمحكمة الأوروبية في تصنيف الجريمة ويظهر أنها مسؤولة: "تشير التقارير إلى أن مئات المدنيين الأذربيجانيين عندما حاولوا الفرار من المدينة نتيجة لاحتلال خوجالي من قبل القوات الأرمينية ليلة 25-26 فبراير 1992 قُتلوا أو جُرحوا أو أسروا حسب رغبات المحتلين".
"تسببت الإبادة الجماعية في خوجالي بألم ومعاناة كبيرة للشعب الأذربيجاني، وهذا يشبه لما وقع للشعب اليهودي في أوروبا المحتلة من قبل ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. لذلك، يجب على المجتمع الدولي، وخاصة في جميع أنحاء أوروبا والمحيط الأطلسي، الاحتفال بالإبادة الجماعية في خوجالي باعتبارها جريمة مروعة ضد القوات المسلحة الأرمنية والإنسانية بدعمها كل عام.
احتلت جمهورية أرمينيا أكثر من 20 % من أراضي أذربيجان ذات السيادة على مدار أكثر من ثلاثين عاماً وتتبع سياسة التطهير العرقي ضد المدنيين الأذربيجانيين الأبرياء، بما في ذلك الإبادة الجماعية في خوجالي في الأراضي المحتلة. نتيجة للحملة التي قامت بها الحكومة الأرمنية والقوات المسلحة في شوشا وكالباجار وفضولي وغيرها من المناطق المتاخمة لقاره باغ الجبلية، تعرض جميع المواطنين الأذربيجانيين للتطهير العرقي. لقد دمر الأرمن التراث الثقافي لأذربيجان في جميع الأراضي التي تحتلونها. يجب أن يعلم العالم أن قاره باغ الجبلية لم تكن يوماً ماجزءاً من تراث أرمينيا الحصاري والثقافي؛ تعد هذه المنطقة (قاره باغ الجبلية) جزءاً لا يتجزأ عن أراضي أذربيجان الأصلية وثقافتها القديمة وتاريخها ".
الصحفي ورئيس تحرير بوابة Eurasia Diary
الترجمة: د. ذاكر قاسموف