أدركت روسيا بالفعل أن تمديد مهمة حفظ السلام في قراباغ لا يعتمد فقط على روسيا، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروف، رداً علي سؤال حول موقف روسيا من إغلاق أذربيجان لطريق جوروس-غافان. إن روسيا تريد ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا وهي مستعدة للوساطة في هذا الشأن، وقد أرسلت موسكو مقترحات إلى باكو ويريفان لترسيم الحدود بين البلدين.
ورداً علي سؤال عن موقف روسيا من التدريبات العسكرية لأذربيجان في لاتشين مع تركيا، امتنعت زاخاروفا التعليق علي السؤال، وقالت أن موقف روسيا من التدريبات نقل إلى باكو، ونحن على اتصال دائم بزملائنا الأذربيجانيين، لذلك لا أحتاج إلى تعليقات إضافية.
وتعليقاً علي تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الروسية، قال المحلل السياسي علي موسي إبراهيموف إن الإجابات التي قدمتها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية على أسئلة الصحفيين الأرمن نُشرت في وسائل الإعلام الأرمينية ، وأن القوى السياسية هناك تشرح هذه الإجابات وتحللها كل حسب مصالحه، فالمقربين من رئيس الوزراء الأرمني باشينيان تقول أن الحكومة الأرمينية تسير علي الطريق الصحيح. والجناح الآخر المعادي لروسيا يروج يفسر تلك التصريحات علي أنها تشكل إدانة للموقف الروسي.
وعن سبب خيبة أمل زاخاروفا من الصحفيين الأرمن، قال إبراهيموف: الذين حاولوا الافتراء علي المتحدثة باسم الخارجية الروسية ضد أذربيجان، يعني أن روسيا تقبل بالموقف الأذربيجاني، لأن زاخاروفا تريد أن يفهم الروس أن مسألة إقامة نقاط تفتيش من قبل أذربيجان وفحص السيارات التي تمر عبر أرمينيا هي من اختصاص أذربيجان، وليس من اختصاص روسيا وحدها، ولذلك لا يمكن لأي دولة معارضة الإجراءات الأمنية التي تتخذها دولة أخري على أراضيها، وليس لأي أحد الحق في القيام بذلك، ويمكنهم فقط أن يسألوا أذربيجان في هذا الشأن.
يمكن تفسير الموقف الحذر للغاية الذي اتخذته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفنا تجاه أذربيجان علي انه بمثابة إعلان عن تغييرات إيجابية في العلاقات مع أذربيجان على أعلى مستويات الحكومة الروسية، خاصة وأن التصريحات الأخيرة للجانب الأذربيجاني عن أن قوات حفظ السلام الروسية تتعامل مع قضايا غير مدرجة في مهامها في خانكندي والمناطق المحيطة بها ولا تقوم بعملها، كان لها أثر في تغير الموقف الروسي، وأن روسيا قد فهمت بالفعل أن مسألة تمديد مهمة حفظ السلام لا تعتمد فقط على روسيا، وأن صوت أذربيجان حاسم وقوي في هذا الشأن، كما أن التصريحات الروسية حول التقارب مع الأرمن تؤدي إلى مزيد من التقارب بين أذربيجان وتركيا، و هذا غير مرغوب فيه من الجانب الروسي.
يجب الاستناد إلي Ednews (يوميات أوراسيا) في حالة استخدام المادة الإخبارية من الموقع