قدم النظام السوري ادعاءً آخر ضد تركيا، وذلك عندما تم اعتماد بيان بشأن إقليم هاطاي ضد تركيا في جلسة مجلس الشعب السوري، حيث شدد بيان صادر عن المجلس بعنوان "الذكرى 82 لتوحيد ولاية هاطاي مع تركيا" على أن محافظة هاطاي والمدينة التي تملك نفس الاسم "جزء من الأراضي السورية". وقالت الوثيقة "سنبذل قصارى جهدنا لمنع هاطاي من البقاء في تركيا وإعادة هذه الأراضي إلى وطننا.
تم انتزاع المحافظة التي تبلغ مساحتها 5678 كيلومترًا مربعاً، من تركيا في نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918، وانضمت إلى الأراضي المحتلة آنذاك في سوريا ولبنان، والتي كانت آنذاك كمحمية تحت الإحتلال الفرنسي، وفي عام 1936، ناشدت الحكومة التركية عصبة الأمم لإعادة هاطاي، وهي أرض تركية قديمة كان قد تم اقتطاعها عن البلاد، وفي نوفمبر من العام نفسه، وبقرار رسمي من باريس، تم منح مقاطعة هاطاي صفة الحكم الذاتي داخل سوريا، وبعد ذلك بعامين،و في عام 1938، أجرت إدارة الاحتلال الفرنسي في سوريا إحصاءاً سكانياً، ووفقاً للنتائج، تم منح 22 مقعداً لمحافظة هاطاي في مجلس النواب للأتراك، و 9 للعرب العلويين، و 5 للأرمن، و 2 للعرب السنة، 2 للمسيحيين العرب.
أعلن مجلس النواب في هاطاي، إنشاء جمهورية هاطاي في 2 سبتمبر من العام نفسه، ووفقًا لنتائج الاستفتاء الوطني الذي أُجري في هاطاي في العام التالي، عاد هذه المنطقة إلى تركيا، أي أصبحت مقاطعة قانونية ضمن السيادة التركية.
اليوم، يعمل مجلس الشعب السوري، الذي يتصرف في ظل ديكتاتورية نظام الأسد، إلي لفت انتباه العالم إلى الحقائق التاريخية ببيان أحمق. يمكن فهمه أيضاً على أنه شن حرب على تركيا، وفي خذا الشأن تحدث حسن أوكتاي، المؤرخ والمحلل السياسي التركي، ورئيس مركز كفر قاسم للدراسات السياسية، ونائب رئيس جامعة الرؤية الدولية في غوستيفار، شمال مقدونيا، عن قرار حكومة الأسد وعواقبه: "انضمت هاطاي إلى تركيا عام 1939، في استفتاء عام، وفي الوقت الحالي، لا يحق لأهل هاطاي الانضمام إلى سوريا بأي شكل من الأشكال، ونظراً للتطورات السياسية الكبرى، فمن الممكن أن تلجأ سوريا إلى الإرهاب، ولكن سوريا تنسى ذلك وهي تدعي منطقة هاطاي.
تركيا تسيطر على سوريا التي تبلغ مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة هاطاي، وهذا يعني أنه إذا شنت سوريا حرباً ضد تركيا فستكون هي الخاسرة، كما أن الخمسة ملايين سوري الذين لجأوا الآن إلى تركيا لا يريدون العيش في ظل النظام السوري مرة أخرى لأنهم اعتادوا على التقاليد التركية وأسلوب الحياة، لهذا السبب فإن دعاة نظام الأسد يزيدون من أعمال التخريب والاستفزازات من أجل زعزعة سلام السوريين في تركيا، وخلق أجواء وكأن السوريين مكروهين من قبل المجتمع المحلي في تركيا، لهذا السبب ، تزيد تركيا من أنشطتها في سوريا وتعمل على نظام جديد لما بعد الأسد في سوريا من خلال توسيع هيمنتها في المنطقة، بينما تأمل سوريا في إلقاء اللوم علي تركيا.
لقد أصبحت كل الأراضي السورية الآن اتحاداً للأشخاص الذين يريدون العيش مع تركيا، حيث أن البنية الحديثة والعلمانية لتركيا لا تتعارض مع معتقدات أي شخص تحظى باهتمام كبير بين المجتمعات المستقلة والحديثة، وبهذا المعنى، من المستحيل على النظام السوري الحالي أن يفعل أي شيء أفضل لشعبه.
يجب الاستناد إلي Ednews (يوميات أوراسيا) في حالة استخدام المادة الإخبارية من الموقع