تصاعدت الاحتجاجات علي نطاق واسع ضد السلطات في مدينة تبريز الإيرانية علي وقع اعتزام أرمينيا افتتاح قنصلية لها بالمدينة.
وتعليقاً علي تلك الاحتجاجات، قال المحلل السياسي متين محمدي، أن الاحتجاجات في تبريز ضد رغبة الحكومة الأرمينية افتتاح قنصلية لها بالمدينة لا يقوم بها الأتراك الآذريين بالمدينة وحسب، بل يشارك فيها جميع السكان المحليون، خاصة مع تردي الظروف الاجتماعية، حيث يبدو أن مثل هذا الوضع الاقتصادي قد أعطى دفعة للاحتجاجات المشروعة للأتراك الأذربيجانيين في إيران، وخاصة في تبريز والمدن المجاورة. وهذا من الممكن أن يجعل من تبريز مركزا للاحتجاجات ضد النظام الإيراني.
وقال محمدلي، أن الاحتجاجات ضد رغبة أرمينيا في فتح قنصلية لها في تبريز، حيث يعيش الأذربيجانيون الأتراك، تعد ظاهرة طبيعية، فالتاريخ الحديث يذكرنا أنه عندما استعادت أذربيجان استقلالها عام 1991، قدمت وزارة خارجية أذربيجان طلباً للسلطات الإيرانية بشأن فتح قنصلية لأذربيجان في تبريز، وعلى الرغم من أن إيران نفسها فتحت قنصلية لها في ناخيتشيوان خلال تلك الفترة، إلا أن الحكومة الإيرانية تجاهلت الطلب الأذربيجاني.
وقال المحلل السياسي: إن قبول إيران اليوم اقتراح أرمينيا بفتح قنصلية لها في تبريز يكشف بكل وضوح عن موقف إيران المتحيز ضد أذربيجان، وهذا يسبب انزعاجاً كبيراً للمواطنين الأتراك الذين يعيشون في تبريز.
وفي حديثه عن سلوك إيران خلال الثلاثين عاماً الماضية منذ استقلال أذربيجان، أشار محمدلي إلى أن إيران قلقة للغاية بشأن قدرة أذربيجان على حل مشاكلها في المنطقة، وإذا نظرنا إلى السنوات الثلاثين الماضية، فإنه يمكن القول أنه في كثير من الأحيان نجد مثل هذا السلوك من إيران. ومع ذلك، اتبعت أذربيجان دائماً سياسة متوازنة مع إيران، حيث يتم احترام مبادئ حسن الجوار. لم يحدث أبداً أن أذربيجان وافقت على استخدام أراضيها كمصدر تهديد ضد أمن إيران، ولكن للأسف، لم تستجب إيران لموقف أذربيجان بشكل كافٍ.
وقال محمدلي: لقد شهد العالم كله علي الوقائع الجديدة التي تشكلت خاصة بعد حرب قراباغ الثانية 2020، وكيف أنها أزعجت إيران بشكل كبير. ولا شك أن المسئولين الإيرانيين يعتقدون أن الأحداث الأخيرة المتعلقة بحرب قراباغ الثانية تعزز بشكل كبير موقف أذربيجان في المنطقة. بل أقول إن حالة القلق هذه أصبحت حالة مزمنة لإيران. فإيران غير راغبة أن تري أذربيجان وهي قادرة علي ايجاد حلول لمشاكلها. لأن النظام يعتقد أنه إذا حلت أذربيجان مشكلة قراباغ، فإن قضية أذربيجان الجنوبية هي أيضا على جدول الأعمال .
وأضاف محمدلي: بالإضافة إلى ذلك، فإن إيران هي أحد الأطراف الرئيسية المعارضة لفتح ممر زانجازور، خاصة وأن أذربيجان تتمتع بعلاقات وثيقة مع شركاء أقوياء في المنطقة ، مثل تركيا وإسرائيل، وهذا ما يسبب قلقاً لدي إيران. وتعتقد إيران أن ممر زانجازور يمكن أن يقلل من أهمية عبوره ويوجد شريطا تركيا في المنطقة الشمالية يمتد شرقا، وكل ذلك ما تعد أسباب في اتخاذ إيران هذا الموقف الحالي.
بقلم: ايلنور أنوار اوغلو