جذبت المعلومات المتعلقة بالسياسة الداخلية لروسيا، والتي أصبحت بؤرة للصراع، انتباه المجتمع الدولي. فالتصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء الروسي الأسبق ميخائيل كاسيانوف للصحافة الغربية بأن "نظام بوتين سوف يسقط" أثار الكثير من التساؤلات.
وتعليقاً علي تلك التصريحات، قال الخبير السياسي الأوكراني ألكسندر ميريزكو في مقابلة تليفزوينة أنه يمكن لبوتين أن يتنحي.
- إلا أنه من غير المرجح أن يتنحي بسهولة. فالخيار الأكثر احتمالا هو إبعاده عن السلطة من قبل حاشيته. وهو ما يعد نوعاً من انقلاب القصر، وهو أمر نموذجي بالنسبة للتاريخ الروسي. ويمكن أن يحدث هذا عندما يصبح بوتين شديد الخطر على حاشيته لدرجة أنه سيتعين التخلص منه بأي ثمن، وفي واقع الأمر، كل شيء يذهب إلى هذا الاتجاه. ففي نظر العالم المتحضر بأسره، بوتين هو مجرم حرب، ومن غير المحتمل لا يرغب أي شخص من حاشيته في مشاركته أن يكون مجرم حرب مثله.
من سيحل محل بوتين الآن، بالطبع سيكون شخصية انتقالية مؤقتة من دائرته المقربة، وبعد ذلك قد يصل شخص يتمتع بشخصية قوية ذات جاذبية تُلهم الآخرين على التفاني إلى السلطة في روسيا، ومن المحتمل أن يصل أليكسي نافالني إلى السلطة في نهاية المطاف في روسيا.
- بعد تنحي بوتين عن السياسة الداخلية والخارجية، ما هي التغييرات المتوقعة؟ وما هي العواقب التي يمكن أن يؤدي إليها ذلك في جنوب القوقاز؟
- بعد الإطاحة ببوتين، ستحدث حتما تغييرات داخل روسيا وفي السياسة الخارجية. ستُبذل محاولات لإجراء إصلاحات داخلية وإرساء الديمقراطية. في السياسة الخارجية، ستُبذل محاولة للاقتراب من العالم الديمقراطي المتحضر. ومع ذلك، كل هذا ممكن فقط عندما تسحب روسيا قواتها بالكامل من أراضي أوكرانيا وتتحمل المسئولية القانونية الدولية عن جميع الجرائم والتدمير الذي أحدثته.
التغييرات في جنوب القوقاز حتمية. ستضطر روسيا إلى سحب قواتها بالكامل من أراضي أذربيجان والتوافق مع حقيقة أن أذربيجان دولة مستقلة ذات سيادة. سيضعف نفوذ روسيا في أرمينيا وقد تبدأ في الاقتراب أكثر من أذربيجان وتركيا في مجال العلاقات الاقتصادية.
- كيف سيكون شكل المرشح الجديد برأيك؟ بمعنى آخر، هل ستبقى السياسة الحالية لروسيا على حالها، أم أن بعض التغييرات تنتظرنا؟
- سيضطر الزعيم الروسي الجديد إلى إزالة بوتين من الحياة السياسية في روسيا وبدء مفاوضات جادة مع الغرب من أجل إعادة روسيا إلى حضن الدول الديمقراطية. ومع ذلك، ما مدى نجاح مثل هذه المحاولة هو سؤال منفصل. في روسيا، تعرض السكان لدعاية فساد واسعة النطاق، وهناك حاجة إلى غسل عقول الجماهير هناك.
- بعد الإطاحة ببوتين، كيف سيتم حل الالتزامات بشأن القضية الأوكرانية؟ وإذا خسرت روسيا، فهل سيتم دفع تعويضات لأوكرانيا؟
عاجلاً أم آجلاً، سيتعين على روسيا تحمل المسئولية عن جميع الجرائم المرتكبة ضد الشعب الأوكراني، بما في ذلك الإبادة الجماعية. من المحتمل أن تضع النخبة الروسية في مرحلة ما بعد بوتين جميع الجرائم في البداية على بوتين فقط، على الرغم من أن الشعب الروسي في الواقع شريك في جميع الجرائم ضد أوكرانيا. سوف تضطر روسيا إلى دفع تعويضات ضخمة لأوكرانيا عن كل الدمار وجرائم القتل. هذه التعويضات هي مطلب من متطلبات القانون الدولي وربما يتعين على أجيال عديدة من الروس دفع ثمن الجرائم.
بقلم: ايلنور أنواروغلو