الإرهاب يجتاح العالم.. والحل: تجفيف المستنقع "السوري"؟

تحليلات 11:07 27.07.2016

ليس السوريون وحدهم من يترقب نتائج الاجتماعات المتعاقبة للوزيرين لافروف وكيري، والتي تهدف إلى دفع المحاولات لاستئناف نظام وقف الأعمال القتالية في عموم سوريا.

والتي تهدف أيضا إلى إقامة ظروف ملائمة لاستئناف المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة حول الانتقال السياسي في البلاد، وكذلك التنسيق المشترك لشن عمليات مشتركة ضد مواقع "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيين. بل ثمة كثر أصبحوا يدركون أن حل هذه الأزمة بات في صلب مصالحهم، بعد أن نالهم من الإرهاب نصيب.

 وبعض هؤلاء ممن ناصبوا الحكومة السورية العداء منذ بداية الأزمة، أصبحوا أكثر مرونةً في قبول وجهة النظر السورية-الروسية، التي تقول إن الأولوية هي لمكافحة الإرهاب، ثم تهيئة الظروف للسوريين للبدء بحوار يقود إلى حل سلمي للأزمة، التي دخلت عامها السادس، وباتت الشغل الشاغل لبلدان العالم، نظراً للنتائج الكارثية المترتبة على استمرارها من دون حل؛ حيث باتت نيرانها تقذف حممها هنا وهناك غير آبهةٍ بالحدود والجغرافيا.

ورغم هذا الجو الجديد، ما زال هناك من يراهن على رؤية مختلفة للحل، ويؤمن بحتمية رحيل الأسد "إن لم يكن بالسياسة فبالحرب". لا بل إنه يذهب أبعد من ذلك عبر تقديم صفقات إلى روسيا لتغيير موقفها، مغدقاً الوعود عليها في حال تخليها عن الأسد، بإعطائها دوراً يفوق دورها خلال حقبة الاتحاد السوفييتي السابق!

ربما من أجل ذلك، وتحديداً لهؤلاء الذين لا يزالون يفكرون بهذه العقلية الثأرية، أو لأولئك الذين يقولون شيئاً ويفعلون عكسه، جاء تصريح الوزير لافروف حاسماً وعنيفاً، ليقطع شكهم بيقين الموقف الروسي الثابت تجاه عدم جواز تغيير الأنظمة بالقوة، - وفي هذه الحالة سوريا -، وليضع حداً لرغباتهم وترغيبهم، قال لافروف "تستمر الدعوات المنافقة إلى تغيير النظام في سوريا، على الرغم مما حصل في العراق إثر إسقاط صدام حسين، وفي ليبيا إثر قتل القذافي بطريقة وحشية، إن أولئك الذين يتمسكون بهذه المواقف ليسوا إلا أوغاداً، أو ربما أنذالاً يستمتعون بذلك، أو لعلهم يضعون نصب أعينهم تدمير الدول والمناطق لتحقيق أهداف نفعية"، فهل وصلت الرسالة؟

استشراف سوري–روسي مبكر:

بعد أكثر من خمس سنوات من عمر الأزمة السورية، يتضح اليوم أن الرئيس بشار الأسد كان محقاً عندما حذر في وقت مبكر من الأزمة من التدخل الأجنبي في الأزمة السورية عبر دعم حمل السلاح ضد الدولة السورية؛ مشيراً إلى أن سوريا تشكل خط فالق الزلزال، وأنه عند العبث بهذا الخط ستكون أصداء وتداعيات ذلك في مناطق مختلفة".

وعاد الأسد ليكرر في كل مناسبة أن الإرهاب، الذي اشتد عوده فيما بعد، لن يحرق السوريين فقط، بل ستمتد شظاياه إلى غير مكان من العالم، واصفاً إياه بالجبل الجليدي؛ حيث قال إن "الأحداث في المنطقة ليست معزولة بعضها عن بعض، وهناك جبل كبير تحت البحر لا يمكن رؤيته".

روسيا أيضاً شاركت الدولة السورية تصوُّرها بأن الأولوية في حل الأزمة السورية هي لمكافحة الإرهاب سبيلا لحل سلمي يتفق عليه السوريون، واستشعرت مبكراً المخاطر المحدقة بالمنطقة والعالم ومنه روسيا بطبيعة الحال من جراء انفلات الإرهاب وخروجه عن السيطرة.

الرئيس فلاديمير بوتين قالها بصريح العبارة خلال اجتماعه مع سفراء روسيا ومندوبيها الدائمين في المنظمات الدولية: إن "مصير منطقة الشرق الأوسط يتوقف إلى حد كبير على ما يحدث في سوريا، التي أصبحت اليوم في قلب المواجهة مع الإرهاب".

وشدد بوتين على أن "نتيجة المعركة ضد الإرهاب يجري تحديدها الآن على الأراضي السورية".

اليوم ثمة تحدٍ يواجهه العالم. فالإرهاب تجاوز سوريا ليضرب في أكثر من مكان، متخذاً أشكالاً جديدة يصعب معها على أكثر البلدان تحصيناً منعه من تحقيق اختراقاته.

ولعل أوروبا هي أكثر من يدفع الثمن اليوم؛ حيث دخلت القارة العجوز نفقا مظلما مع الإرهاب. فبعد "جمعة باريس" الدامية وتفجيرات بروكسل، جاءت حادثة دعس شاحنة حشدا من المواطنين خلال احتفالهم بالعيد الوطني بمدينة نيس الفرنسية، ثم حادثة القطار في مدينة فورتسبورغ الألمانية، ثم قيام شاب ألماني بقتل9 أشخاص في أحد المراكز التجارية في مدينة ميونخ، وأخيراً وليس آخراً حادثة احتجاز الرهائن اليوم في كنيسة بشمال فرنسا.

وإذا كانت فرنسا وألمانيا هما الساحتان الرئيستان للعمليات الإرهابية، فإن باقي أوروبا ليس بمنأى عن هذا الخطر.

وشعارات تنظيم "داعش" الإرهابي ورسائله الترهيبية بالقرب من معالم رئيسة في إيطاليا، ونشره تهديدات بأنهم باتوا في قلب أوروبا، وأن "ساعة الصفر تقترب" - هي دليل على ذلك.

لكن إيطاليا، التي احتفظت لنفسها بموقف مختلف من الأزمة السورية، أقرت وزيرة دفاعها روبرتا بينوتي بأن الجيش العربي السوري يقاتل الإرهاب نيابة عن العالم أجمع بحربه ضد التنظيمات الإرهابية، لتستقبل بعدها روما مسؤولاً أمنياً سورياً وترسل مسؤولاً إيطالياً للتنسيق الأمني مع دمشق.

وإن مواقف تبدر من هنا وهناك تكشف أن العالم بات أكثر فهماً لما يجري في سوريا، ووسائل إعلام غربية وأوروبية باتت تتحدث بلهجة وفهم جديدين عما يجري في سوريا.

وواشنطن نفسها باتت أقرب من أي وقت مضى من الفهم الروسي لطبيعة الحل في سوريا، والأولويات التي يفرضها انتشار الإرهاب وتوسعه إلى أراضيها وأراضي حلفائها، فلم يعد "رحيل الأسد" أولوية لها.

ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف أليكسي بورودافكين قال: "من دون شك، نحن ندرك ونعرف أن الولايات المتحدة لم تعد تتحدث عن استقالة فورية للأسد".

ولافروف أعلن أن الوضع في سوريا قد تغير بشكل جدي، مشيراً إلى "بروز بوادر تمهد  لدحر الإرهابيين وتنظيم حوار سوري حقيقي".

فهل يبالغ لافروف في تفاؤله؟ أم أن العالم أصبح بالفعل أكثر استعداداً لدحر الإرهاب انطلاقاً من مستنقعه السوري وترك السوريين يقررون مصير بلادهم؟

علي حسون  

خبير اقتصادي : "الدول الأوروبية تسعي إلي خفض وارداتها النفطية

أحدث الأخبار

الخميس ... جعفروفا تجتمع مع سيمونيان في جنيف
16:02 14.05.2024
قمة المنامة... دعم لفلسطين ولا قضايا خلافية
15:30 14.05.2024
خبير اقتصادي : "الدول الأوروبية تسعي إلي خفض وارداتها النفطية
15:17 14.05.2024
ستانكيفيتش: موسكو ليس لديها نية للهجوم علي دول الناتو
14:46 14.05.2024
بوتين يزور الصين
14:00 14.05.2024
المحكمة العليا الإسرائيلية ترفض تأجيل التحقيق بشأن 7 أكتوبر
13:00 14.05.2024
القوات الأمريكية تعترض مسيرتين وصاروخاً في البحر الأحمر
12:46 14.05.2024
هولندا.. احتجاجات طلابية تطالب الجامعات بوقف التعاون مع إسرائيل
12:30 14.05.2024
ميركل تعتزم نشر ذكرياتها السياسية في نوفمبر
12:15 14.05.2024
إستونيا تدعم استخدام الأصول الروسية لمساعدة أوكرانيا
12:00 14.05.2024
بيراموف يستقبل مع رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا
11:54 14.05.2024
تشاد تطلب دعم موريتانيا لرئاسة الوكالة الأفريقية لأمن الملاحة الجوية
11:45 14.05.2024
الدبيبة وتكالة يؤكدان ضرورة تنفيذ انتخابات متزامنة بليبيا
11:30 14.05.2024
علييف يستقبل رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا
11:25 14.05.2024
زعيم كوريا الشمالية يدعو إلى زيادة القدرات الدفاعية لبلاده
11:15 14.05.2024
بلينكن يزور أوكرانيا
11:04 14.05.2024
حسن نصر الله لا حل أمام إسرائيل لوقف جبهة لبنان إلا بإنهاء حرب غزة
11:00 14.05.2024
الصين تدعو إلى دعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة
10:45 14.05.2024
مجلس الشورى القطري يشارك في منتدى سيدات آسيا بأوزبكستان
10:30 14.05.2024
برلمان جورجيا يدعم قانونا روسيا مثيرا للجدل رغم المظاهرات الاحتجاجية
10:15 14.05.2024
روحاني يحذّر من تقويض الجمهورية في إيران
10:00 14.05.2024
تركيا واليونان تتفقان على الحوار الإيجابي حول الخلافات العالقة
09:45 14.05.2024
أردوغان تركيا تعالج أكثر من ألف عضو من حركة حماس
09:30 14.05.2024
الصحة السعودية تدعو الحجاج لأخذ اللقاحات الوقائية من الأمراض المعدية
09:15 14.05.2024
استقبال حافل للسلطان هيثم لدى وصوله الكويت
09:00 14.05.2024
هل يفي باشنيان بوعده باحلال السلام مع أذربيجان بحلول نوفمبر المقبل؟
17:34 13.05.2024
غالانت يُطلع بلينكن على مستجدات عملية رفح
17:00 13.05.2024
نتانياهو: إسرائيل في صراع وجودي ضد "وحوش حماس"
16:00 13.05.2024
ميرزايف يحصل علي شهادة فخرية من حزب أذربيجان الجديدة
15:30 13.05.2024
لم يعد أمام باشينيان حلول سوي إبرام اتفاق سلام مع أذربيجان واستعادة العلاقات مع تركيا
14:52 13.05.2024
سفير أمريكا لدى إسرائيل ينفي حدوث تغير في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب
14:00 13.05.2024
برلماني أوكراني : روسيا تعيش أوضاع "مضطربة"
13:30 13.05.2024
ماذا نعرف عن أندري بيلوسوف؟
13:15 13.05.2024
مستشار خامنئي: طهران منفتحة على إجراء محادثات مع واشنطن
13:00 13.05.2024
شابس: شويغو مسؤول عن 355 ألف ضحية في صفوف الجيش الروسي
شابس: شويغو مسؤول عن 355 ألف ضحية في صفوف الجيش الروسي
12:45 13.05.2024
رجل يطلق النار من برج سكني في هامبورغ
12:30 13.05.2024
ليتوانيا: إقالة شويغو "رسالة" للشعب الروسي
12:15 13.05.2024
9 قتلى جرّاء هجوم صاروخي أوكراني على بيلغورود
12:00 13.05.2024
أردوغان تركيا الأكثر تقديما للمساعدات إلى غزة
11:45 13.05.2024
مقدونيا الشمالية.. الرئيسة تمتنع عن لفظ اسم بلدها خلال أداء اليمين الدستورية
11:30 13.05.2024
جميع الأخبار