خاص| الصين الجديدة ... قلب العالم الجديد!؟ - الدبلوماسية الصينية الجديدة في تحليل السياسي الأردني - ednews.net

الثلاثاء، 30 مايو

(+994 50) 229-39-11

خاص| الصين الجديدة ... قلب العالم الجديد!؟ - الدبلوماسية الصينية الجديدة في تحليل السياسي الأردني

تحليلات ومقابلات A- A A+

أثارت المصالحة بين المملكة العربية السعودية وإيران الكثير من اهتمام الباحثين والمراقبين والمهتمين بالعلاقات الدولية، فعلى الرغم من أنه جرت عدة لقاءات بين مسئولين سعوديين وإيرانيين من أجل الوصول إلي نوع التهدئة بين القوتين الإقليمتين على جانبي الخليج، استضافت جزء من تلك اللقاءات سلطنة عمان، وجزء آخر استضافته العراق.

لكن جاء الإعلان عن الاتفاق بين السعودية وإيران عن تطبيع العلاقات بين البلدين خلال فترة زمنية لا تزيد عن شهرين من العاصمة الصينية بكين، ليفتح المجال واسعاً أمام السياسيين والمراقبين بالإقرار أن الصين أصبحت قوة عظمي وقطب عالمي بلا منازع، وذهب البعض إلي أبعد من ذلك بأن تكون الصين اقتربت لتحل محل الولايات المتحدة في قيادة العالم.

نحاول في هذا التقرير تحليل هذه الأحداث الأخيرة، خاصة في ظل تشابك العديد من الملفات والأحداث الدولية بداية من الحرب في أوكرانيا إلي ملفات أخري تتعلق بالدبلوماسية الصينية الجديدة وغيرها مع الأستاذ هشام الهبيشان الكاتب والناشط سياسي الأردني، الذي بدأ بالقول:   

لايمكن انكار حقيقة أن رعاية الصين "للمصالحة التاريخية" بين طهران والرياض والتوصل بين الدول الثلاث إلى اتفاق ينص على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وايران وإعادة فتح سفارتهما، خلال مدة أقصاها شهران، بالإضافة لتضمن الاتفاق على احترام سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية، ما هو إلا حدث سياسي تاريخي بارز، وهنا برز واضحاً في الفترة الأخيرة وبالتزامن مع هذا الاتفاق وفي خضم الصراع الأمريكي الغربي- الروسي- الصيني، حول الملف الأوكراني وملف تايوان، مدى التقارب بالمواقف السياسية والأمنية، بين النظام الرسمي الروسي والنظام الرسمي الصيني، وذلك ظهر جلياً من خلال دعم صيني مستمر للروس بخصوص مطالبهم الأمنية وصراعهم المفتوح مع الأمريكي، وبالتزامن دعم روسي للموقف الصيني ببحر الصين الجنوبي وملف تايوان وغيره من الملفات، فهذا الدعم وتقارب الآراء وثبات الموقف الروسي والصيني بخصوص رؤيتهما لسبل إنهاء ملفات الصراع الدولية والأقليمية والتي لايغيب عنها بالمطلق ملف المنطقة العربية وجوارها الأقليمي، يؤكد أنّ هناك حلفاً دولياً بدأت تتبلور معالمه وركيزته الأولى هي القوتان العسكرية الروسية والاقتصادية الصينية، وهذا الحلف بدأ فعلياً يستقطب قوى اقليمية، لتعزيز قوته وعلى مختلف الأصعدة.      

وعن اعلان السعودية انضمامها لمنظمة شنغهاي للتعاون يقول الهبيشان، ليس بعيداً عن كل ما نتحدث عنه أعلاه، فقد جاءت موافقة السعودية على الإنضمام لمنظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين بصفة "شريك للحوار"، لتعطي مزيد من إلإشارات الجديدة إلى تزايد روابط المملكة الخليجية مع البلد الآسيوي العملاق، فـ الصينيون اليوم بدورهم، أثبتوا للجميع أنهم أصحاب الكلمة العليا والفصل في الملف الاقتصادي العالمي، فهم لم يرضخوا منذ سنوات لمجموعة ضغوط ومساومات من أجل تخفيض صادراتهم الاقتصادية التي اكتسحت العالم، مع العلم أنّ للأوروبيين والأميركيين تجارب كثيرة في مسار المساومات مع الصينيين بخصوص التنازل للأوروبيين وللأمريكان عن جزء من حصتهم في السوق العالمية، وهناك أوراق مساومات طرحها جون كيري وجو بايدن وجون ماكين وترامب للتفاوض مع الصينيين بمراحل زمنية مختلفة، ولكن صمود الموقف الصيني، وثبات موقف بعض القوى والنخب الرسمية والاقتصادية والشعبية والسياسية داخل الصين، هو من أجهض في الكثير من المراحل أوراق المساومات الأمريكية- الأوروبية التي كانت تُقدّم للصينيين، والتي كانت تتزامن في الكثير من مراحلها مع اشتداد موجة الضغوط الأمريكية الأوروبية على الصينيين بخصوص ملفي بحر الصين الجنوبي وتايوان، وما صاحب كلّ هذا من موجة عقوبات اقتصادية على الصينيين ومن خلف الكواليس. 

   

وعن مستقبل العلاقات بين المملكة العربية السعودية والصين، يقول الكاتب الأردني، في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن مستقبل وطبيعة العلاقة بين القوة الصينية الصاعدة وبقوة إلى مصاف القوى العظمى، وبين السعودية في المقبل من الأيام، بعد تشكيك البعض بها وبطول مدتها الزمنية، جاء اتفاق شركة أرامكو السعودية، مع الصين على بناء مصفاة للنفط ومجمع للبتروكيماويات في شمال شرق البلاد، لينهي الأحاديث المشككة بهذه العلاقة، والمشروع المشترك بين أرامكو وشركتين صينيتين هما "نورينكو" العملاقة و"بانجين زينتشين" الصناعية، قد تصل كلفته إلى 12.2 مليار دولار أمريكي، بحسب مجموعة "بانجين زينتشين"، تزامناً مع غضب غربي وخصوصاً أمريكي من تحركات الصين بالمنطقة العربية وجوارها الأقليمي، وتصاعد حدة الاتهامات المتبادلة حول ملفات عدة، وبعد هذا الصعود القوي للصين اقتصادياً وعسكرياً.. ومحاولات بايدن الحثيثة لاحتواء هذا الصعود الصيني، عبر تضييق الخناق على الصين اقتصادياً وعسكرياً مع محاولات التقرب من تايوان وتهديد مبدأ "صين واحدة"، والتوسع بالتحركات العسكرية الأمريكية والغربية ببحر الصين الجنوبي والجنوبي الشرقي.    

وعن مدي توقع الصين للضغوط الأمريكية والأوروبية علي تحركاتها في المنطقة العربية، يقول الهبيشان، الصينيون بدورهم كانوا يدركون حجم الخطورة التي ستفرزها هذه التحركات الصينية في المنطقة العربية وجوارها الأقليمي، فهذه الضغوطات الأمريكية الأوروبية، متوقعة وبقوة، وخصوصاً بعد تجميد الحلول السياسية "مرحلياً" بخصوص ملفي بحر الصين الجنوبي، فالصينيون يدركون أنّ النظام الأمريكي الرسمي وحلفاءه في الغرب وفي المنطقة يستعمل سلاح الممرات البحرية والمعابر الدولية ومناطق النفوذ والتهديد الأمني كورقة ضغط على النظام الرسمي الصيني، للوصول معه إلى تفاهمات حول مجموعة من القضايا والملفات الدولية العالقة بين الطرفين ومراكز النفوذ والقوة والثروات الطبيعية وتقسيماتها العالمية ومخطط تشكيل العالم الجديد وكيفية تقسيم مناطق النفوذ بين القوى الكبرى على الصعيد الدولي، وعلى رأس كلّ هذه الملفات هو الوضع ببحر الصين الجنوبي، ومن هنا أدرك الصينيون مبكراً أنّ أمريكا وحلفاءها في الغرب يحاولون بكلّ الوسائل جلب النظام الرسمي الصيني وحلفاءه إلى طاولة التسويات المذلة، ليتنازل الصينيون وحلفاؤهم عن مجموعة من الملفات الدولية لمصلحة بعض القوى العالمية وقوى الإقليم الآسيوي.   

واختتم الهبيشان حديثه بالقول، إنّ جميع أوراق المساومات التي طرحها الأميركيون ـ والأوروبيون، أو التي سيطرحوها مستقبلاً للضغط على الصينيين ودفعهم إلى التخلي عن طموحاتهم بالصعود إلى مصاف القوى العظمى قد باءت وستبوء بالفشل، فمجموع المؤشرات الدولية والإقليمية تؤكد أنّ الصينيين هم من يفرضون اليوم رؤيتهم الاقتصادية على الجميع "لأنها هي الرؤية الأنجع والأفضل"، وهذا ما يؤكد أنّ الصينيين عائدون وبقوة إلى مصاف الدول "العظمى" لصناعة عالم متعدّد الأقطاب.



عند العثور على خطأ في النص يرجى الضغط على زر Ctrl+Enter وإرساله إلينا

یجب الاستناد بالارتباط التشعبي إلى Eurasia Diary في حالة استخدام الأخبار

تابعنا على الشبكات الاجتماعية:
Twitter: @EurasiaEreb
Facebook: EurasiaArab
Telegram: @eurasia_diary


Загрузка...