خاص| "السعودية تهدف للتوازن بين الشرق والغرب بالإنضمام لمنظمة شنغهاي" - مدير مكتب صحيفة عكاظ في تركيا - ednews.net

الاثنين، 29 مايو

(+994 50) 229-39-11

خاص| "السعودية تهدف للتوازن بين الشرق والغرب بالإنضمام لمنظمة شنغهاي" - مدير مكتب صحيفة عكاظ في تركيا

تحليلات ومقابلات A- A A+

أثار الإعلان عن اتفاق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي انهاء حالة الجمود السياسية، واعادة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين خلال مدة لا تزيد عن شهرين، أثار ردود فعل واسعة النطاق علي المستوي الإقليمي والدولي علي حد سواء، وذلك نظراً للعلاقات المعقدة بين القوتين الإقليميتين علي جانبي الخليج من ناحية، ولأن الاتفاق جاء بوساطة صينية، وتم الإعلان عنه من العاصمة الصينية بكين. ثم جاء بعد الاتفاق بأيام قليلة الإعلان عن انضمام المملكة العربية السعودية إلي منظمة شنغهاي للتعاون.

وإلي جانب ذلك، فقد طرح الإعلان عن انهاء القطيعة بين السعودية وإيران، وانضمام المملكة العربية إلي منظمة شنعهاي للتعاون العديد من الأسئلة، والتي نحاول البحث عن اجابات لها مع الكاتب والمحلل السياسي السعودي الأستاذ عبدالله الغضوي، مدير مكتب صحيفة عكاظ في تركيا، والكاتب المتخصص في الشؤون الأمنية وقضايا الشرق الأوسط. 

- ما هو دور الصين في المصالحة بين المملكة العربية السعودية وإيران؟

- الحقيقة كان للصين دور محوري في الاتفاق السعودي الإيراني لعدة أسباب:

أولا: أن الصين محل ثقة بين السعودية وإيران، وترتبط بعلاقات اقتصادية وعسكرية قوية مع الطرفين.

ثانيا: التوجه السعودي الجديد نحو الشرق للتوازن مع العلاقة مع الغرب، له دور في قبول الصين كوسيط.

ثالثا: العمل على تنمية الدور الصيني على المدى البعيد في قضايا الشرق الأوسط.

وقد بذلت الصين جهود طويلة للتوصل إلى هذا الاتفاق فهو لم يخلق بين ليلة وضحاها.

- هل تشير الوساطة الصينية بين المملكة العربية والسعودية وإيران إلي توجه جديد للمملكة تجاه الصين والابتعاد عن الولايات المتحدة والغرب؟

- تدرك المملكة العربية السعودية أهمية وضرورة التوازن في العلاقات السياسية والاقتصادية في العالم، وبأن العالم يجب أن يكون ذو صفة تشاركية في العلاقات الدولية، ومن هذا المنطلق عززت السعودية في الآونة الأخيرة توجهها إلى الصين، باعتبارها دولة صناعية كبرى وتتشارك مع السعودية في مجموعة دول العشرين.

كما أن التوجه السعودي إلى الصين ينفي المقولة التقليدية عن السياسة السعودية المتربطة بالتوجهات الغربية، فالمملكة قادرة على أن تكون دولة ذات شخصية سياسية مستقلة وتنتقي شركائها بحسب المصالح المتبادلة، وهذا لا يعني الابتعاد عن الغرب على العكس تماماً، فالغرب أيضاً يرتبط مع السعودية بعلاقات اقتصادية وعسكرية وأمنية، لكن الرسالة السعودية هي توسيع هامش اختيار الشركاء والحلفاء.

من وجهة نظركم، ما تأثير التقارب السعودي الإيراني علي ملفات عربية أخري مثل الحرب في اليمن، وسوريا، والمشكلة السياسية في لبنان؟

- بكل تأكيد هناك تأثير للتقارب السعودي الإيراني على ملفات إقليمية، فلا أحد ينكر التأثير الإيراني على الحوثيين في اليمن ودور إيران العسكري والسياسي في الحرب اليمنية، وكذلك الأمر في لبنان وسوريا على وجه التحديد، لذلك من شأن الاتفاق الإيراني السعودي في حال التزمت إيران بنص البيان الذي يدعو إلى عدم التدخل في شؤون الدول، أن يخفف من التوتر والاحتقان في الشرق الأوسط، وهذا من شأنه أن ينعكس على الأمن والاقتصاد والتنمية، ولعل نص البيان السعودي الصيني الإيراني المشترك، يؤكد على ضرورة توسيع العلاقات إلى أبعد من الجوانب السياسية، وهذا سيكون له انعكاسات إيجابية على دول المنطقة، والسعودية تدعم أي حالة استقرار في المنطقة.

- أعلنت المملكة العربية السعودية انضمامها لمنظمة شنغهاي للتعاون. ما هي الفوائد التي ستجنيها المملكة من الانضمام لتلك المنظمة؟ وفي المقابل، ما أهمية انضمام المملكة بالنسبة للمنظمة؟

- الواقع، أن انضمام المملكة إلى منظمة شنغهاي، ليس على حساب أي تكتل آخر، فالمملكة ما تزال عضو في مجموعة دول العشرين، إلا أن التوسع باتجاه الشرق يعزز دور المملكة العربية السعودية على مستوى الطاقة والاقتصاد، خصوصاً وأن تركيا أيضاً عضو في هذه المنظمة وبالتالي فإن التعاون الاقتصادي الإقليمي سيكون له حضور في هذه المنظمة، كما أن رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تركز على تنويع مصادر الدخل للمملكة، من خلال التجارة الخارجية والتشجيع على الاستثمار في السعودية، وهذا أيضا يدفع دول منظمة شنغهاي إلى الاستثمار في السعودية، وبالتالي فإن الهدف ربط العلاقات السياسية بالاقتصاد بالأمن، وهذا سيكون له عوامل إيجابية على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وبالتالي في العالم، إذ تعتبر منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق الحساسة، والسعودية تهدف من خلال الاتفاق مع إيران والانضمام إلى منظمة شنغهاي، أن توسع الحضور الآسيوي أيضاً بالإضافة إلى الحضور الغربي، فطموحات المملكة العربية السعودية هو التوجه الأول للسياسة السعودية، شرقاً وغرباً، والعالم يحتاج إلى دور موسع للسعودية لما تملكة من مقومات وقدرات مؤثرة علي الأوضاع الاقتصادية والأمنية في المنطقة والعالم، وهي تقوم بهذا الدور فعلاً.

 

تورا زينال 

 



عند العثور على خطأ في النص يرجى الضغط على زر Ctrl+Enter وإرساله إلينا

یجب الاستناد بالارتباط التشعبي إلى Eurasia Diary في حالة استخدام الأخبار

تابعنا على الشبكات الاجتماعية:
Twitter: @EurasiaEreb
Facebook: EurasiaArab
Telegram: @eurasia_diary


Загрузка...