نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالًا مفصلًا بعنوان الحرب الطاحنة والتهديدات القاتلة، تحدثت فيه عن مشكلة الألغام في سوريا وأبعادها ونتائجها الاقتصادية والاجتماعية علي الشعب السوري.
لا تزال الألغام تشكل قلقًا كبيرًا للعالم لأنها تهدد حياة الملايين حول العالم بما في ذلك أذربيجان لأنها ضمن قائمة الدول الأكثر معاناة من الألغام.
وفي هذا السياق قالت رئيسة مؤسسة جذور السلام المتعاونة مع مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة هايدي كون إننا نعمل معًا علي زيادة الوعي بمخاطر الالغام من أجل تحويل والأراضي الملغومة في أذربيجان وسوريا وأوكرانيا إلى مزارع العنب" يجب أن يكون هذا هو شعارنا .
ونقدم لكم نص المقال :
"التهديدات القاتلة للحرب لا تزال مستمرة تحت الأقدام"
على الرغم من توقف القتال في سوريا منذ فترة إلا أن ذلك خلف عددا من المشاكل وأدي الزلزال الذي وقع في فبراير الماضي إلى تفاقم الأوضاع أكثر وأكثر.
كانت شقيقتان في طريقهما إلى المنزل عندما رأوا كرة معدنية بحجم كرة الطائرة. لم يكونوا يعرفون ما هذا واعتقدوا أنها خردة، فولم يدركوا أنها كانت قنبلة عنقودية و سرعان ما قامت إحدي الشقيقتين "دعاء" البالغة من العمر 10 سنوات والتي كانت تحمل شقيقتها البالغة من العمر سبعة أشهر علي ظهرها بالتقاط هذه القنبلة قبل أن تنفجر في يدها الأمر الذي تسبب في أضرار كبيرة في يدها اليمني كما فقدت شقيقة دعاء عينها اليسري التي كانت تعاني من أضرار الإنفجار علي خديها.
لقد وصلت الحلول السياسية للأزمة المستمرة منذ 12 عامًا في سوريا إلي طريق مسدود بعد ما تسبب في دمار كبير في البلد و مقتل ما لا يقل عن 500000 شخص فضلا عن نزوح الملايين للبلدان المجاورة وحولت هذه الحرب الأراضي الزراعية إلي أماكن خطرة بعد أن تم زرع كمية كبيرة من الالغام والذخائر غير المنفجرة.
ولكن القنابل العنقودية والأسلحة المحرمة دوليا مثل القنابل الصوتية وغيرها تشكل خطرًا أكبر بكثير علي الأجيال القادمة في سوريا وفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وفي سياق منفصل أعلن الرئيس بايدن عزمه علي إرسال قنابل عنقودية إلى أوكرانيا لشن هجوم مضاد ضد روسيا.
كان للدعم العسكري الروسي للرئيس السوري بشار الأسد دور فعال في تمسكه بالسلطة حيث اعتمد على الضربات الجوية المكثفة والعشوائية لاستعادة السيطرة على الأراضي السورية فيما أدانت الولايات المتحدة استخدام روسيا للقنابل العنقودية والأسلحة الأخرى في سوريا، ووصفتها بأنها خطوة "غير مسؤولة".
تسببت القنابل العنقودية في مقتل ما يقرب من 1500 شخص، بينهم 518 طفلاً كما لقي 3353 مدنيا حتهم نتيجة لاصطدامهم بالألغام بينهم 889 طفلا منذ عام 2011 وفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان.

زاد الزلزال المدمر الذي وقع في شمال غرب سوريا في فبراير الماضي من تفاقم الأوضاع بشكل أكبر، حيث ضرب الزلزال منطقة تعاني من أزمة إنسانية ويقطنها حوالي 4.2 مليون شخص أكثر من نصفهم نازحون من مناطق أخرى من البلاد نتيجة للحرب ويعيش الكثير منهم في مخيمات.
تسبب هذا الزلزال في مقتل الآلاف في سوريا إضافة إلي تدمير حوالي 10 آلاف مبنى، وتشريد حوالي 265 ألف شخص ولجأ الكثيرون إلى مناطق بعيدة عن المباني المنهارة. بحسب الأمم المتحدة.
وقال خبير المتفجرات في منظمة الخوذ البيضاء للدفاع المدني السوري محمد سامي إن خطر الذخائر غير المنفجرة سيزيد "مع كل موجة نزوح جديدة.

عملت قوات الدفاع المدني السوري في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المعارضة لنظام الأسد لسنوات عديدة ومن بينها شمال غرب سوريا من أجل إزالة الذخائر غير المنفجرة وإزالة الألغام لكن الخوذ البيضاء لا تملك الوسائل التقنية لتباشر عملها بشكل جيد، وقالت منظمة "هالو تورست" العالمية والمتخصصة في إزالة الألغام والذخيرة غير المنفجرة أنها ستباشرها عملها في شمال غرب سوريا بداية من الشهر الجاري.
وعلي الرغم إشراف الوكالات الأخري والمتخصصة في المجال ذاته علي تطهير ما يقرب من 500 هكتار من الأراضي الزراعية في سوريا إلا أنه لا تزال هناك مناطق خطرة نتيجة استمرار الغارات السورية والروسية هناك وإعادة زرع الألغام في المناطق التي تم تطهيرها من قبل.

دعاء ، الفتاة الصغيرة التي فقدت يدها اليمنى ، لديها إصابة عميقة في الساق حيث أنها حاولت ارتداء يد اصطناعية ولكنها كانت ثقيلة جدًا بالنسبة لها كما تم استبدال عين شقيقتها بعيون زجاجية الأمر الذي تسبب في ضرر كبير في مظهرها والتوقف عن الذهاب إلي المدرسة وكانت تختبئ عندما يأتي ضيوف إلي المنزل وتغطي وجهها بالحجاب.
تروي والدتهم ما حدث قائلة: إن لحظة إصابة أطفالها لا زالت محفورة في ذاكرتي، حتي أنني أراها في أحلامي

ترجمة : لقمان يونس