ذكرت مصادر إعلامية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زار فيتنام وذلك ضمن زيارته لدول شرق آسيا فيتنام وكوريا الشمالية وناقش مع نظيره الفيتنامي عددًا من القضايا من بينها تعديل العقيدة النووية الروسية.
وقال الرئيس بوتين إن روسيا وقعت اتفاقية شراكة استراتيجية مع كوريا الشمالية لتحل محل الاتفاقية القديمة، ولا توجد تغييرات جديدة عليها وفي ظل الظروف الراهنة تبدو هذه مبادرة ذات قيمة إلى حد ما، ولكن مع ذلك، لم نقم بأي شيء تغييرات ملموسة تقريبًا.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن اتفاقيات موسكو وبيونج يانج ستلعب دورًا رادعًا إلى حد ما، وهو ما سيحول دون تحول الأزمة الكورية إلى أزمة سياسة عالمية. ولا تتحمل الدول التي تزود نظام كييف بالأسلحة أي مسؤولية عن استخدامها في المستقبل، وفي هذا السياق، تحتفظ موسكو بالحق في توريد الأسلحة إلى دول ومناطق أخرى.
الجانب الأخر الذي تطرق إليه فلاديمير بوتين هي مسألة مساعدة كوريا الشمالية لروسيا في الحرب قائلًا: إن روسيا لم تطلب المساعدة من كوريا الشمالية في الصراع مع أوكرانيا، ولم تعرض بيونج يانج المساعدة قط. كما تم تطبيق اتفاقية الدفاع المشترك مع كوريا الشمالية في حالة التدخل العسكري غير القانوني، لكن أوكرانيا لم تبدأ حربًا غير قانونية ضد روسيا، وكان السبب الرئيسي لذلك هو العدوان العسكري الأوكراني على جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين. إن محاولات الانسحاب من مدينة خاركيف ستكون مكلفة للغاية ولا توجد نية للاقتراب من خاركوف، والقوات المسلحة الروسية مستعدة لجميع السيناريوهات.
وأكد بوتين علي شروط روسيا لمفاوضات السلام والتي ستتغير تبعا للوضع على أرض المعركة وبالنسبة لروسيا فإنها مستعدة للتفاوض بشأن تسوية الصراع الأوكراني اعتبارا من الغد، ومقترحاتها مطروحة على الطاولة ولا يهما أين ستعقد هذه المفاوضات "مينسك، اسطنبول، سويسرا". ولكن إذا استمرت كييف في اعتبار انسحاب القوات الروسية أحد الشروط الأساسية لهذه التسوية فلن تتم هذه المفاوضات أبدًا. وقال الرئيس بوتين: إن حلف شمال الأطلسي ينشط في آسيا، ويعمل على زيادة تواجده في المنطقة، الأمر الذي يشكل تهديدا لأمن روسيا ويتطلب الرد. لكننا نرى ما يحدث في آسيا حيث يتم إنشاء كتلة غربية. ونحن مضطرون للرد على هذا وسوف نفعل ذلك. وأكد بوتين علي أنه ليس لدى جمهورية كوريا الجنوبية أي مخاوف بشأن المعاهدة الجديدة بين روسيا وكوريا الشمالية، حيث أن المساعدة العسكرية الروسية لن تتم إلا في حالة التدخل العسكري من قبل الدولة الموقعة ولا تخطط كوريا الجنوبية للعدوان على كوريا الشمالية، وهو ما يعني لا داعي للخوف من تعاوننا في هذا المجال.
ورد بوتين على أنباء التغييرات المحتملة في العقيدة النووية الروسية قائلًا: القوة النووية الاستراتيجية الروسية دائما في حالة استعداد للقتال، وبالتالي فإن ما يحدث في الدول الغربية لا يهمنا كثيرا. ولكننا نراقب الاجواء جيدًا وإذا لاحظنا وجود أي تهديد فسنرد بالرد المناسب. لكن الدول غير الصديقة تحاول تطوير أنواع جديدة من الأسلحة لخفض تفعيل الأسلحة النووية، لذا تدرس روسيا حاليا إدخال تعديلات على عقيدتها النووية. وذلك لأنه يجري تطوير أجهزة متفجرة نووية منخفضة القوة بمواد جديدة تتعلق بخفض استخدام الأسلحة النووية. إلا أن روسيا لا تنوي إدراج بند حول إمكانية توجيه ضربة نووية استباقية في عقيدتها النووية، لأن الضربة الانتقامية ستكون كافية لتدمير العدو.
وقال بوتين: إن نظام العقوبات الغربية ضد كوريا الشمالية يتعارض تماما مع التفاهم الإنساني. وعلينا جميعًا أن نفكر معًا في كيفية تغيير نظام العقوبات وما إذا كان هذا يفي بالمتطلبات الحالية. إن سياسة الضغط والعقوبات التي تنتهجها الحكومة الأمريكية لا تؤدي إلى نتائج جيدة بل علي العكس فإنها تضرهم استراتيجيًا. ويبدو أن الغرب يزيد من حدتها على أمل تخويف روسيا وإجبارها على الاستسلام، لكن هذا سيكون نهاية تاريخ الدولة الروسية الذي تمتد لألف عام. لذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه: ما الفائدة من الخوف؟ أليس من المنطقي أكثر التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن هذه المسألة؟
وأضاف بوتين أن روسيا تعلمت كيفية التعامل مع العقوبات. في الواقع، نحن نحقق نجاحا في جميع المجالات لا شك ان هناك بعض الصعوبات، ولكن هناك حلول لكل هذه الصعوبات.
وتطرق الرئيس الروسي في حديثه إلى مستقبل الأمم المتحدة قائلًا: إن الوضع العالمي يتغير وهذا يتطلب اجراء بعض الإصلاحات علي منظمة الأمم المتحدة ويجب أن تقوم هذه المنظمة على إجماع واسع النطاق وليس على قرارات من وراء الكواليس تتخذها مجموعة من الناس. وإلا فإن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيفقد قدرته على أن يكون أداة لحل النزاعات العالمية.