ذكر موقع إيدنيوز الإخباري نقلًا عن مركز "أطلس" للدراسات أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي (باستثناء أرمينيا) ناقشوا فكرة إنشاء هيكل أمني جديد في أوراسيا خلال اجتماع عقد في ألماتي. ولا شك أن الكرملين هو صاحب الفكرة الجديدة حيث توترت علاقات روسيا مع الغرب بفعل الحرب الأوكرانية إضافة إلي أنها في صراع مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. ولذلك، فهي تحاول تشكيل كتلة مناهضة للغرب وحلف شمال الأطلسي حول روسيا.
وكانت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكوريا الشمالية وفيتنام مرتبطة بهذا أيضًا. وتفضل فيتنام التوازن في السياسة الخارجية وهذا عكس ما تريده كوريا الشمالية. وقيل لمساعد وزير الخارجية الأمريكي، الذي زار هانوي بعد بوتين، إن فيتنام تعتبر أمريكا شريكا استراتيجيا، أي يعني أن الكرملين لم يتمكن من ضم فيتنام إلى صفه.
وعلي الرغم من ذلك تمكن الكرملين من ادخال شركائه في منظمة معاهدة الأمن الجماعي لمناقشة فكرة "إنشاء بنية أمنية جديدة في أوراسيا" في ألماتي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافرون، الذي شارك في الاجتماع، إن المبادرات الأوروبية الأطلسية كشفت أن هناك حاجة ماسة إلى هيكل أمني جديد لتعزيز الاستقرار في المنطقة.
وكان الكرملين قد طرح فكرة "البنية الأمنية الجديدة" في أكتوبر الماضي. وعقد مؤتمر بعنوان "الأمن الأوراسي: الواقع والآفاق في عالم متغير" في مينسك، وفي ذلك المؤتمر، اقترحت روسيا مناقشة نظام أمني جديد في القارة الأوراسية وبالعودة إلى هذا الموضوع يتبين أن الكرملين يحاول تحقيق الفكرة التي طرحها. ولتحقيق ذلك، تريد روسيا أن تمنع المشاركة العسكرية للدول التي لا تنتمي إلى المنطقة (أي الولايات المتحدة والدول الأعضاء الأخرى في الناتو) في القارة الأوراسية.
ووفقاً للمفهوم الذي طرحه الكرملين، لا ينبغي لدول آسيا الوسطى وجنوب القوقاز أن تتعاون مع الولايات المتحدة وغيرها من أعضاء حلف شمال الأطلسي في المجال العسكري، ولا ينبغي لها أن تشارك في تدريبها.. ومن ناحية أخرى، تحاول روسيا تشكيل كتلة عسكرية جديدة من خلال تعزيز منظمة معاهدة الأمن الجماعي وعبور حدود هذه المنظمة، لكل دولة من دول جنوب القوقاز تعاون عسكري مع دول بعيدة عن المنطقة. فعلي سبيل المثال تشتري أرمينيا، العضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، أسلحة من فرنسا، بينما تشتري أذربيجان أسلحة من تركيا وإسرائيل.
وفي الوقت نفسه، تحاول تركيا وأذربيجان تعزيز التعاون العسكري مع دول آسيا الوسطى. وفي كلمته أمام مؤتمر شوشا، اقترح ممثل قيرغيزستان، العضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، إنشاء "حلف شمال الأطلسي التركي" أو "منظمة معاهدة الأمن الجماعي التركية". هذه هي فكرة البنية الأمنية الجديدة للدول التركية.
ترجمة: لقمان يونس