E.D : ما هي مهامك بكونك مبعوثاً لإدارة المفوض السامي للأمم المتحدة في شئون اللاجئين في أذربيجان
السيد فوريو دي أنجيلس: قبل كل شيء أريد أن أبلغ بأنني مبعوث لإدارة المفوض السامي للأمم المتحدة في شئون اللاجئين السيد فيليبو غراندي وبالتفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة. وهذا التفويض الدولي وأنه مخصص للعمل بالتعاون مع الحكومات والمجتمع المدني في معالجة مشاكل اللاجئين والمشردين وكذلك ضمان حماية هؤلاء الناس.
E.D: عملت في المناطق أكثر تضررا من الحروب مثل أفغانستان وتركيا والسودان وكينيا. هل يمكن أن تقارن بين هذه المناطق؟
السيد فوريو دي أنجيلس: بل، من الصعب جداً مقارنة الظروف المختلفة للاجئين. ولكن علي أن أقول إنه هناك قاسم مشترك للجميع: وهو طلبات اللاجئين. ومع ذلك يحب فهم جوهر مشاكلهم والاعتناء بهم ودعمهم وحشد الموارد لتلبية طلباتهم. ويعاناي الناس في العالم بأسره من الحرب والعنف وانتهاك حقوق الإنسان.
E. D: هل صحيح أن إدارة المفوض السامي للأمم المتحدة في شئون اللاجئين لم تتمكن من التوصل إلى الاتفاق العام مع الاتحاد الأوروبي بخصوص توطين اللاجئين؟
السيد فوريو دي أنجيلس: نعم، لا شك في أنه هناك أزمة خطيرة في أوروبا فيما يخص للاعتناء المطلوب باللاجئين. ولكن ما نتكلم عنه هو ليس بأزمة في الحقيقة والأزمة التي لا يمكن تجاوزها. وهذه الأزمات التي يمكن القضاء عليها بالإرادة السياسية والموارد. وعند وجود الإرادة السياسية يمكن ضمان تخطيط الموارد لتوزيع متساو للاجئين في جميع القارات. يمكن معالجة هذه الأزمة. طبعاً إننا نأمل ونتوقع أن الدول الأوروبية تتمكن من القضاء على هذه الصعوبات.
E. D: كونك ممثل مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في أذربيجان، كيف ترى الصراعات العالمية ؟
السيد فوريو دي أنجيلس: تقع الحقيقة الصراعات العالمية في أساس اسباب النزوح القصري، هناك أيضاً النزوح باسباب أخرى مثل الكوارث الطبيعية. ولكن، كما قاله مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين علي أن أذكر أنه هناك 65 مليون إنسان في جميع أنحاء العالم الذين نزحوا قسرا بفعل الحرب والصراعات والاضطهاد . هذا هو عدد كبير من الناس، هذا عدد سكان البلاد البلد الكبير الذين أجبروا إلى النزوح نتيجة للحرب والصراعات. سيؤدي القضاء على الحروب والصراعات في العالم إلى تقليل عدد النازحين وإلغاء أسباب النزوح القسري.
D. E: رؤيتك للقضايا الدولية على ضوء أزمة اللاجئين؟
السيد فوريو دي أنجيلس: طالما لم نعتن بالصراعات، ولن نجد حلاً عادلاً متيناً. ولم يتمكن اللاجئ من إيجاد حل هذه المشاكل. تعتبر تسوية النزاعات الخيار الأفضل لعودة اللاجئين إلى وطنهم، وكذلك لإزالة الأسباب الرئيسة التي تجعل منهم لاجئين. لذلك، هذه الإرادة السياسية هي مفتاح مهم للغاية في التعاون الدولي لمعالجة مشاكل اللاجئين. من المستحيل إيجاد الحلول للصراعات الدولية السائدة في بلدان مختلفة، إلا عن طريق توسيع التعاون الدولي بين الدول.
E. D: كم عدد الذين يتمتعون بصفة اللاجئين؟ ما هي الإحصائيات لهذا اليوم لعددهم؟
السيد فوريو دي أنجيلس: هناك حوالي 65 مليون نازح في جميع أنحاء العالم نزحوا قسراً. من 20 مليون نازح، 5 ملاببن فلسطيني، و15 مليون لاجئ من البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم. لا نكران أن اللاجئين السوريين هم الأكثر عددا من العدد الإجمالي للاجئين في الوقت الحاضر. ووفقا للمعلومات الصادرة عن لأمم المتحدة (UN)، من 13.5 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية، 6.6 مليون هم نازحون داخليا في سوريا، وأكثر من 4.8 مليون لاجئ خارج سوريا.
للأسف، عند معالجة هذه الأزمة في سوريا، شاهدنا هذه الصعوبات. ومن الواضح أن الحل الوحيد لهذه الأزمة هو السلام، وعودة اللاجئين إلى وطنهم.
D.E: ما هي المعايير التي وضعتها المفوضية لتحقيق مردود إعادة التوطين؟
السيد فوريو دي أنجيلس: يعتبر النزوح مخرجاً للاجئين في بعض الحالات الخاصة. للأسف، هناك عدد قليل من الناس القادر على النزوح ، لأنه لا تكفي المآوي التي تقدمها الدول للجميع بغية حل مشاكلهم . هناك 20 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم ، ولكن أقل من 100 ألف فقط لديهم الفرصة لتغيير مكان إقامتهم.
وهكذا، في الحقيقة الهجرة هو المخرج لفئة معينة من اللاجئين فقط، الذين في أمس الحاجة للدعم خاصةً. ولذلك هناك المعايير لهذه الاحاجالت وعلى أساس هذه المعايير تتعاون إدارة المفوض السامي والبلدان المضيفة لتوفير حلول لمشاكل هذه المجموعة من اللاجئين .
E. D: هل تعتقد أن إعادة توطين اللاجئين هو السبيل الوحيد للخروج من أزمة إنسانية دون إنهاء الحروب والصراعات ؟
فوريو دي انجيلس : كما ذكرت سابقا، أن وقف الحروب والصراعات هو الأكثر أهمية من أجل حل مشاكل اللاجئين والهجرة على المستوى العالمي. لأن هذا هو السبب الرئيسي، ولذلك لا بد من أن يكون حل النزاعات حلاً عادلاً، وبالتالي، فإن اللاجئين لديهم حوافز للعودة إلى ديارهم لإعادة بناء بلدهم ومجتمعهم.
E. D: تعقد الأمم المتحدة أول قمة بتاريخها بخصوص قضية اللاجئين والمهاجرين. لماذا هو مهم للأمم المتحدة بهذه الدرجة؟ ما هو يمكن نتوقعه من هذا الاجتماع؟
فوريو دي انجيلس : إن قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ، والتي انطلقت يوم 19 سبتمبر الحالي، وانها لحظة مهمة جدا للتفكير حقا في الترحيل القسري للأهالي نتيجة الحروب والصراعات، وفي انتهاك حقوق الإنسان. هذا جمع حاشد، بل هذا ذريعة للعمل المشترك بغية العثور على الإرادة السياسية لمعالجة هذه المشاكل وإزالة الأسباب الجذرية وتلبية احتياجات اللاجئين .
E. D: كيف يمكن حل النزاعات بالوسائل السلمية في جميع أنحاء العالم ؟
فوريو دي انجيلس: هذه النقاط هامة جدا. ولذلك في اليوم العالمي للسلام أكد الأمين العام للأمم المتحدة على أن السلام لا يعني فقط غياب الحرب، بل أيضا القدرة على بناء المجتمع بطريقة منصفة. نحن جميعا أعضاء في هذا المجتمع، وهذا يعني أنه لدينا كل الفرص لتطوير المجتمع وتنميته. على هذا الأساس، يوم 25 سبتمبر 2015، وقد حدد المجتمع الدولي 17 هدفاً للتنمية المستدامة، أنها ما تطلق عليه تسمية "لبنات البناء" للسلام العالمي. في الواقع، فإن موضوع اليوم العالمي للسلام هذا هو مادة بناء للسلام. وتكون أهداف التنمية المستدامة لبنات البناء للمستقبل المبني على السلام.
E. D: ما هي رسالتك التي تريد تبعثها إلى قراء Eurasia Diary في اليوم العالمي للسلام ؟
فوريو دي انجيلس: رسالتي هي أنه علينا أن نكون على علم بتطور الأحداث وناشطين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وانها تقع في صدارة الأولويات خلال السنوات ال 15 القادمة للأمم المتحدة. اعتمدت جميع الحكومات هذه الأهداف، وعلينا جميعا أن نعمل معا لضمان تحقيق هذه الأهداف التي تساعد في القضاء على الفقر والجوع ورفع المستوى التعليمي للأطفال، وإقرار المساواة بين الجنسين، إمكانيات المرأة للمشاركة في التنمية المستدامة للمجتمع. ندعو لتحقيق هذه الأهداف لأنها بمثابة لبنة لبناء للسلام.
أجرت المقابلة فضيلات صمدوفا
الترجمة من اللغة الروسية: د. ذاكر قاسموف
