قاسي راسلما (Kasi Racelma) أحد كبارالصحفيين في تونس وله خبرة كبيرة في الصراعات والإرهاب الدولي في هذه المنطقة. لذلك، نود أن نتحدث مع قاسي راسلما حول الوضع الحالي في تونس حول السلام وانتقال تونس إلى الحياة الطبيعية.
Eurasia Diary: أنت حالياً في تونس رجاءاً، أخبرنا عن الوضع هناك؟ لأن تونس من البلدان التي استهدفتها داعش أكثر شدة، حيث وقع أعنف هجوم في شاطئ البحر على السياح الأجانب، فكيف ترى الوضع الحالي في تونس؟
قاسي راسلما: الهجمات الواقعة في تونس على متحف باردو ومحطة سياحية على شاطئ البحر في سوسة بقيت الآن في الماضي. في الوقت الحاضر تسعى الحكومة التونسية لاستعادة السلام والاستقراروتحشد عدداً كبيراً من الجنود ورجال الخدمات الأمنية في شوارع مدن البلاد. تراقب الحكومة الأوضاع عن كثب في دولة الجزائر المجاوة. كما حشدت الحكومة الجزائرية أيضاً قوات الأمن لها في المناطق الحدودية لمساعدة الجيران التونسيين في معالجة الوضع الحالي واستعادة الأمن بغية قدوم السياح وتعزيز الاقتصاد وزيادة واردات الميزانية.
Eurasia Diary: يمكن أن نعرف: هل الحكومة التونسية، قادرة على السيطرة على حدودها في الوقت الحالي؟
قاسي راسلما: نعم، أنها تشرف حالياً على الحدود. ولكن، يؤثر الوضع المتوتر في ليبيا على الوضع الأمني الحالي في تونس سلبا . حيث جراء الهجمات على الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات الإرهابية والجهادية يضطر الإرهابيون من الأصول التونسية على الفرار إلى تونس. تمكنت الأجهزة الأمنية التونسية من إقامة اتصالات مع الجهات المعنية في دولة الجزائر المجاورة. وهذا مكن لها من السيطرة على الوضع، أدى التعاون الوطيد بين الدولتين في مجال مكافحة الإرهاب إلى الحيلولة دون وقوع التطورات السلبية. على سبيل المثال، نشاهد الزيادة في عدد السياح في سوسة وحماس وعاصمة تونس. لذلك، علينا اتخاذ الإجراءات الأمنية الحاسمة وتعبئة القوات الأجهزة الأمنية لحماية هؤلاء السياح الذين اختاروا تونس للسياحة.
Eurasia Diary: ماذا عن الأوضاع الحالية فيما يخص للمهاجرين من تونس إلى أوروبا؟ هل الهجرة مستمرة أو توقفت؟
قاسي راسلما: لا يمكن أن تتوقف الهجرة إلى أوروبا طالما يزيد الوضع في مختلف المجالات نحو الأسوأ. يزيد الوضع الاقتصادي في كل من الجزائر وتونس وليبيا سوءاً. ويجبر الوضع الاقتصادي السيئ الناس إلى الفرار من بلادهم والتحول إلى اللاجئين.
Eurasia Diary: كونك صحفي ومحلل في القضايا الأمنية، ما هو أكبر التحدي الآن في تونس للحكومة التونسية والشعب التونسي ؟
قاسي راسلما: أمام التحديات تتوجب على الحكومة التونسية والشعب التونسي توحيد القوى وبذل كل الطاقة لبناء الدولة المستقرة القادرة على التعامل مع الأحداث الواقعة حولها والتعامل مع الوضع الاقتصادي الدولي والوضع الدولي الراهن في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط. كما من المطلوب تعبئة القوى لبناء بلد آمن حيث يمكن أن يعيش الناس في السلام والآمان.
Eurasia Diary: ما هي الجماعات الجهادية المحلية التابعة لداعش، هل لديك أي معلومات عن هذه الجماعات؟
قاسي راسلما: نعم، يجب علينا أن نعرف أن الجهاديين هم في الغالب سبب وقوع أزمة اللأجئين. وبالإضافة إلى ذلك، لديهم رجال أذكياء لهم خبرة جيدة في الحرب وفي مجال الجهاد. بحيث أنهم قادرون على الأقلمة بسرعة مع الوضع الجديد. على سبيل المثال، بدأت الهجمات في أمريكا والدول الغربية عندما قررت هذه الدول القضاء على هذه المنظمات.
فإنها قد نجحت في إعادة تنظيم جماعاتها بسرعة حيث رتبت أنصارها في مجموعات صغيرة واعتمدت عليها، تتبع هذه الجماعات بصورة مباشرة للرؤساء في المناطق الجنوبية. وعلى الرغم من مراقبة تحركاتهم من قبل أجهزة الأمن يتمكن الجهادجيون من الانتقال إلى الدول المجاورة مثل السودان والجزائر. لذا، وكما ترون لديهم استراتيجيات، لديهم معلومات استخباراتية كافية لمواجهة الحالات المتغيرة.