اعتبر وزير الخارجية الأمريكي في بيان له أن قرار بوتين يمثل رفضا كاملا لالتزامات روسيا باتفاقيات مينسك وهجوم واضح على سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وأضاف أن على الدول واجب عدم الاعتراف بدولة جديدة تم إنشاؤها من خلال التهديد أو باستخدام القوة، فضلا عن الالتزام بعدم زعزعة حدود دولة أخرى.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن اعتراف روسيا باستقلال دونيتسك ولوهانسك يعتبر انتهاكا لوحدة أراضي أوكرانيا، وأضاف جونسون، خلال مؤتمر صحفي، أن الاعتراف الروسي يشكل "تنصلا من عملية واتفاقيات مينسك" التي أبرمت في عام 2015بعد ضم روسيا لجزيرة القرم من أوكرانيا، وأن بريطانيا ستبحث إرسال مزيد من الدعم الدفاعي لأوكرانيا.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس في تغريدة إن بلادها اتفقت مع الاتحاد الأوروبي على التنسيق لفرض عقوبات سريعة ضد نظام بوتين والوقوف جنبا إلى جنب مع أوكرانيا، وأضافت في تغريدة أنها تحدثت أيضا إلى وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا لتقديم "الدعم الكامل" لبلاده ومناقشة العقوبات التي ستفرضها بلادها على روسيا مع الحلفاء.
وطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الأزمة الأوكرانية، وأعلن قصر الإليزيه أن ماكرون دان اعتراف موسكو بالانفصاليين الأوكرانيين وطالب بعقوبات أوروبية محددة الأهداف، وكان ماكرون قد عقد اجتماعا مع مجلس الأمن والدفاع الوطني في فرنسا. وجاءت هذه الدعوة كرد فعل لاعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك في شرق أوكرانيا.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بدورها إن قرار روسيا يمثل خرقا صارخا للقانون الدولي وضربة قوية لكل الجهود الدبلوماسية من أجل تسوية سلمية وحل سياسي للصراع الحالي، كما دعت روسيا إلى التراجع عن قرارها والعودة إلى حل النزاع بالطرق الدبلوماسية والسياسية.
وقال البيت الأبيض إن بايدن أجرى مكالمات مع ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز لمناقشة كيفية تنسيق ردهم.
ودان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اعتراف بوتين بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، قائلا إن الخطوة تمثل انتهاكا لاتفاقيات وقعت موسكو عليها، وقال ستولتنبرغ في بيان "أدين قرار روسيا الاعتراف بـجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية المعلنتين من جانب واحد. يقوّض ذلك بشكل إضافي سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها ويضعف الجهود الرامية لحل النزاع وينتهك اتفاقيات مينسك التي تُعد روسيا طرفاً فيها.
كما أدانت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي اعتراف الرئيس بوتين بالمناطق الانفصالية ووصفته بأنه تهديد خطير لأمن واستقرار المنطقة، وأوضحت أن كندا تستعد لفرض عقوبات اقتصادية منفصلة عن تلك التي سيتم فرضها إذا كان هناك "أي غزو عسكري آخر" لأوكرانيا.
وحثت تركيا مواطنيها في شرق أوكرانيا على مغادرة المنطقة.
وشدّد بوتين، خلال خطابه للشعب الروسي، على أن روسيا قدمت بشكل دائم مساعدات لشركائها في رابطة الدول المستقلة من الاتحاد السوفييتي، ومن بينها أوكرانيا، وأشار الرئيس الروسي إلى أن روسيا تحملت مسؤولية جميع ديون دول الاتحاد السوفيتي، مؤكداً أن المساعدات التي قدمتها روسيا لأوكرانيا منذ العام 1991 وصلت إلى أكثر من 150 مليار دولار، وكان بوتين أعلم المستشار الألماني أولاف شولتس بنيته الاعتراف بالجمهوريتين وذلك خلال اتصال هاتفي جرى بينهما.
كما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن هذا الاعتراف خرق للقانون الدولي وسيادة أوكرانيا، فيما توعد الاتحاد الأوروبي برد حازم على ما قامت به موسكو.
وكان زعيما المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا دعيا الرئيس الروسي إلى الاعتراف باستقلالهما وإقامة "تعاون دفاعي" معهما.