هل تفتح كارثة سوريا الباب أمام تطبيع خليجي مع دمشق؟

تحليلات 09:47 08.02.2023
على وقع الكارثة الطبيعية التي ضربت سوريا، مخلفة دمارا كبيرا، دفع التضامن العربي وإعلان بلدان لا تجمعها علاقات دبلوماسية مع دمشق عن إرسال مساعدات إغاثية، البعض للتساؤل حول إمكانية مساهمة هذه الخطوة في إعادة العلاقات بين سوريا ودول الخليج.
      أعلنت بلدان عربية عدة، من بينها المملكة العربية السعودية وقطر، عن إرسال مواد إغاثية للشعب السوري، بعد الزلازل التي ضربت سوريا، فيما يتحدث مراقبون عن تقارب خليجي سوري قد يفتح الباب أمام عودة العلاقات الدبلوماسية بينها، لا سيما مع السعودية.
      ولم يستبعد مراقبون أن تساهم هذه الخطوة التضامنية في تذليل العقبات، التي تقف حائلا أمام عودة العلاقات بين دمشق والسعودية وكذلك مع قطر، خاصة بعد إعادة الكثير من الدول العربية لعلاقاتها الدبلوماسية مع سوريا مؤخرا، وتطلع الأسد لعودة بلاده إلى الحضن العربي.
      اعتبر المحلل السياسي السوري، غسان يوسف، أنه "من الضروري عدم تسييس الظروف الصعبة التي تمر بها الدولة السورية، بسبب نكبة الزلازل، خاصة أن الوضع في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أو الخارجة عن سيطرتها منكوبة".
      وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فقد "أعلنت الكثير من الدول العربية تقديم مساعدات للدولة السورية، وهذا الأمر يحسب لهذه الدول، سواء كانت السعودية أو قطر أو أي دولة عربية أخرى، لا سيما وأن دولا مثل سلطنة عمان والبحرين والإمارات والجزائر ولبنان أعلنت تقديم مساعدات لدمشق. ويرى يوسف أن "هذه المساعدات الإنسانية التي قدمتها هذه الدول، من الممكن أن تكون مدخلا مهما من أجل تحسين العلاقات ما بين الدول العربية كافة، في ظل الخلافات القائمة.
      وأوضح أن "مثل هذه الكوارث تقرّب بين الدول العربية، خاصة تلك التي كانت تناصر العداء لسوريا، كالسعودية وقطر، والتي لم تقم لحد الآن بإعادة علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، أو فتح سفاراتها هناك، مؤكدا أنها "قد تفتح العلاقات من جديد بين دمشق وهذه الدول، وهذا ما يتمناه الجميع، عودة العلاقات العربية، حتى بدون أن تحدث الزلازل والكوارث.
      في السياق ذاته، استبعد المحلل السياسي السوري، الدكتور علاء الأصفري، أن تقود الكارثة الإنسانية التي حلّت في سوريا إلى تطوير العلاقات السياسية بين دمشق ومع بلدان لا تملك قرارها السياسي. وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن غالبية الدول الخليجية ترزخ تحت ضغط أمريكا، وخوفا من غضب واشنطن لا تريد هذه الدول علاقات قوية مع دمشق، على الرغم من رغبتها في ذلك سرا، لكن هناك مسارات أخرى في العلاقة الهادئة التي تبنى الآن بين سوريا والمملكة العربية السعودية، بعيدا عن الإعلام.
       ويرى الأصفري ضرورة أن تكون هذه الكارثة مدخلا لإزالة العقوبات الأمريكية والغربية الجائرة على سوريا، نظرا للصعوبات التي تواجه المغتربين السوريين بالخارج في تحول أموالهم للمساهمة في مساعدة الشعب السوري بالداخل، إضافة إلى المشاكل الكبيرة التي تواجه عمليات الإغاثة وإرسال المواد العاجلة لدمشق. وطالب المحلل السوري بأن يكون هناك موقف وفعل عربي متكامل يطالب بإزالة هذه العقوبات الظالمة، لتتمكن سوريا من متابعة عمليات الإنقاذ، حيث لا يزال المئات من المواطنين تحت الأنقاض، بيد أن الدفاع المدني السوري يسعى لإنقاذهم بمواد بسيطة وبدائية. وأضاف تركيا التي تتعرض للنكبة ذاتها، توجهت إليها كل الفرق الأوروبية والأمريكية وغيرها، وهناك جسر جوي يربط الآن ما بين قطر وتركيا لمساعدة الأتراك لمواجهة هذه المنحة، أما سوريا لا تزال محاصرة بانتظار الضغوط العربية.
      وأشار المحلل السوري إلى ضرورة أن يكون هناك تعاون وإغاثة عربية لدمشق، إذ أعلن الهلال الأحمر السوري استعداده لقبول أي إغاثة دولية باستثناء إسرائيل، مشيرا إلى أن الدول الغربية غير معنية وغير مهتمة بموضوع الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها السوريون.
      من جانبه، اعتبر الخبير السياسي والاستراتيجي السعودي، الدكتور فواز كاسب العنزي، أن تدخل المملكة لإغاثة الدولة السورية خلال نكبة الزلزال الأخير، يأتي انطلاقًا من توجهاتها السياسية وقيمها الدينية والاجتماعية ونهجها القديم في مجال المساعدات الإنسانية، حيث ترتكز دائمًا على المنظور الإنساني للاستجابة لمثل هذه الكوارث. وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك": لا تخلط المملكة الأوراق، وتعزل دائمًا مواقفها الإنسانية عن السياسية، ومن الطبيعي أن تكون متواجدة بشكل مستمر ضمن الدول التي تقدم المساعدات الطبية والغذائية والمالية للشعب السوري، حيث تحرص السعودية دائما على الأمن القومي العربي، الذي تهدده مثل تلك الكوارث الطبيعية. ويرى العنزي أن مثل هذه التحركات السعودية تصب في صالح التقارب الخليجي مع دمشق، في إطار المحاولات التي تبذلها المملكة لاحتواء الملف السوري، وهو من الملفات الساخنة والمهمة على المستوى الإقليمي والدولي، مؤكدا أن المملكة لم تدخر جهدا دبلوماسيا أو سياسيا لتقديم المساعدات اللازمة للشعب السوري، ومحاولة التخفيف من الضغوط الدولية عليهم.
       وأوضح أن المملكة العربية السعودية تدعم حالة الاستقرار السياسي الموجودة في سوريا بالوقت الراهن، في إطار سعيها إلى ضمان الأمن الاجتماعي للسوريين، إذ دائما ما كان لها موقف قوي أمام المجتمع الدولي لمنع استخدام الأساليب غير القانونية للضغط على الشعب السوري.
      بدوره، قال المحلل السياسي السعودي، سعد عبد الله الحامد، إن "تضافر وتكاتف المجتمع الدولي والعربي والخليجي تجاه الكوارث الطبيعية التي شهدتها سوريا وتركيا، وخلفت حجما كبيرا من الدمار والضحايا، أمر طبيعي، لا سيما وأن المملكة معروف عنها دعمها الدائم للأشقاء العرب، ورغبتها المستمرة في دعم التضامن العربي.
      وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك": لا يوجد مشكلة بين المملكة العربية السعودية والنظام السوري، سوى رغبتها في التصالح بينه وبين المواطنين السوريين، وأن يكون له موقف عادل تجاههم ووقف أي شكل من أشكال القمع، والأمر نفسه بالنسبة لقطر التي تناصر الشعب"، وفقا لقوله. وتابع أن الأزمة التي تراها المملكة تكمن في سماح النظام بالتدخلات الإيرانية في المنطقة ودعم أذرعها المسلحة في اليمن والعراق وسوريا، وما تسببه من مشاكل وأزمات للدول العربية والخليجية تحديدا.
      ورفض الحامد الربط بين الخدمات الإنسانية التي تقدمها المملكة العربية السعودية، وكذلك قطر، لدولة سوريا في ظل الأزمة الحالية، وموقفها – وكذلك الموقف الخليجي الراسخ والثابت تجاه الشعب السوري.
وضرب زلزال مدمر قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر كلا من جنوبي تركيا وشمالي سوريا، فجر اليوم الاثنين، وأعقبه هزات ارتدادية شعر بها السكان في دول مجاورة بينها مصر ولبنان والعراق.
       وسارعت العديد من الدول لإرسال مساعدات إغاثية للدولتين، حيث لا تزال أعمال البحث والإنقاذ جارية في المناطق التي ضربها الزلزال. وفيما أعلنت قطر تقديم 10 آلاف منزل متنقل لإغاثة المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا، أعربت المملكة العربية السعودية عن تضامنها مع دمشق
 
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب

أحدث الأخبار

كواليس انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من قراباغ
15:00 19.04.2024
زرادشت علي زاده : الولايات المتحدة لا تريد أن يتم فتح طريق زانجيزور في ظل هذه الظروف
14:00 19.04.2024
ما تأثير انسحاب قوات حفظ السلام من قراباغ؟
13:00 19.04.2024
اشتباكات بين الدفاع الجوي الإيراني وطائرات إسرائيلية بطهران
12:00 19.04.2024
جوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية
11:45 19.04.2024
صندوق النقد الدولي يتوقع أن يبقى النمو في الشرق الأوسط مكبوحاً
11:30 19.04.2024
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة وورلد برس فوتو لعام 2024
11:15 19.04.2024
فيضانات نيجيريا تزيد من نقص محصول الكاكاو
11:00 19.04.2024
قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة
10:45 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
10:30 19.04.2024
اليونيسف طفل يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة
10:15 19.04.2024
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
10:00 19.04.2024
المياه تغمر نحو 18 ألف منزل في روسيا بسبب الفيضانات العارمة
09:45 19.04.2024
الحرس الثوري الإيراني يعلن تحديد مواقع المنشآت النووية الإسرائيلية ويحذر تل أبيب
09:30 19.04.2024
أجندة واسعة لزيارة إردوغان للعراق
09:15 19.04.2024
السفير الأمريكي في أذربيجان يزور أغدام
09:00 19.04.2024
بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب نشاطات تخريبية
01:00 19.04.2024
ميرزايف : هذه المحاكمة تأخرت 30 عاما
17:00 18.04.2024
علي الحوفي: من الأفضل للجميع أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة
16:00 18.04.2024
فؤاد عباسوف: من يريد السلام مع جاره لا يحاكمه!
15:00 18.04.2024
سياسي أوكراني : انسحاب الجيش الروسي من قراباغ انتصار سياسي لأذربيجان
14:00 18.04.2024
موسكو تدعم رئاسة كازاخستان لمنظمة شنغهاى للتعاون
13:00 18.04.2024
هل كان وجود قوات حفظ السلام الروسية في قراباغ يمثل تهديدا لأذربيجان؟
12:00 18.04.2024
ميرزاييف: كنت أنتظر انسحاب قوات حفظ السلام الروسية لقراباغ بفارغ الصبر
11:30 18.04.2024
البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء لـ 300 مليون أفريقي
11:15 18.04.2024
الانتقام الإيرانى كثيف وناعم ومثير
11:00 18.04.2024
اليونيسف استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
10:45 18.04.2024
تركيا تتهم نتانياهو بـدفع المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
10:30 18.04.2024
ترقب في مجلس الأمن للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
10:15 18.04.2024
ما مدي عدالة محكمة العدل الدولية ؟ - أومود ميرزايف يجيب
10:00 18.04.2024
الاتحاد الأوروبي يتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية
09:45 18.04.2024
ملكا الأردن والبحرين يرفضان كل ما يؤدي إلى الهجمات البرية على رفح
09:30 18.04.2024
الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا
09:17 18.04.2024
الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة قراباغ
09:04 18.04.2024
إيقاد شعلة أولمبياد باريس في أولمبيا القديمة
19:00 17.04.2024
أفضل 30 وجهة سفر عالمية لعام 2024
18:00 17.04.2024
سياسي أرميني يوجه نقدًا لاذعًا إلي محكمة العدل الدولية
17:00 17.04.2024
سيلين سينوكاك : فرنسا تشن حملة دبلوماسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة
16:00 17.04.2024
مارتن ليجون : فرض العقوبات علي إيران ليس حلًا
15:00 17.04.2024
دميتري سولونيك : هذا لن يساهم في استقرار المنطقة
14:00 17.04.2024
جميع الأخبار