الأفلام التي لاتعتمد على التقتنيات الحديثة والإمكانيات المادية العالية دائما ماتكون مظلومة في دوامة الأفلام ذات المؤثرات البصرية العالية وحتى وإن كانت دون المستوى. الفكرة يجب أن نعي دائما أنها هي الأساس هي البنية التحتية لكل عمل درامي حقيقي .وهي الشمس التي تشدنا من بداية الفيلم حتى النهاية وتجعلنا نتفاعل
بكل ثانية ٍ نشاهدها . في الفيلم. ("perfetti sconosciuti") بالانجليزي "Perfect Strangers" والذي تعني
غرباء تماما.
فيلم درما إيطالي يتواكب مع العصر الذي نحن به ببساطتهِ وفكرته التي بنيت على الهاتف النقال, صندوقنا الأسود وحامل أسرارنا وكل أشياءنا الخفية هل من الممكن أن نتشارك جوانبنا الذاتية وأسرارنا الخاصة ووضعها على طاولة مكشوفة. هل يمكن أن تتغير تصوراتنا عن الأشخاص بمجرد سماع خبر ٍ ما؟ هل الأسرار حمولة لانستطيع إنزالها إلا على دواخلنا ولاتتسع لغيرنا. هل يتغير تعاملنا مع الآخرين بمجرد أن كذبوا علينا ؟
هل يعرف بعضنا البعض أم أننا غرباء؟ كل هذهِ التساؤلات يجيب عليها 7 أشخاص ٍ يبدو عليهم أنهم أصدقاء, قرروا أن يتناولوا العشاء ومشاهدة خسوف القمر وتضيع بعض الوقت بالأكل والشرب ثم يتم إضافة المحوّل الدرامي والمنعطف الأهم في مسيرة الفيلم " لعبة" والذي بدروهِ لا بد أن يكون بشروطي معينة للبدء في هذهِ اللعبة الخطرة.(أن يضع كل شخص هاتفهُ النقّال على الطاوله ويقرأ جميع الرسائل التي تصله,كما يجب أن تفتح المكبر الصوتي وترد على المكالمات الواردة أمام الجميع) ومن هنا يتم استكشاف عوالم مخفية وأسرارٌ لم يتوقعها أحدٌ ثم تتساقطُ الأحداث كالمطر وتليها الأخرى. حتى البكاء...