يشكّل دخولُ مجال التمثيل بالنسبة إلى الإعلامية اللبنانية رولا بقسماتي عودةً ثمينةً إلى حلمها الأوّل بعد أكثر من عشر سنوات أمضتها في مجال التقديم. الشغف الذي تسكبه في المجالين بالنسبة لها متوازٍ، ولكنها تعترف أنّ عالم التمثيل لطالما أغواها وأنّ لعبَها اليوم أحد أدوار البطولة في مسلسل "أصحاب تلاتة" هو بمثابة حلم تحقّق بالنسبة لها، كاشفةً عن أنّ شخصيّة جنى التي تؤدّيها في العمل التلفزيوني البارع ستحمل مفجآتٍ كثيرة مع تقدّم الأحداث ضمن سياق الحلقات المقبلة.
تُعرب رولا بقسماتي التي وقفت لسنوات أمام عدسات الكاميرا كمقدّمة للبرامج عن سعادتها بالمشاركة في مسلسل "أصحاب تلاتة" لا سيّما أنها تخوض بطولتها الدرامية الأولى وتوثّق خطواتِها بثقةٍ ونجاح في مجالٍ تؤكّد أنها تعشقه منذ الطفولة.
شخصيّتي مركّبة
وتقول "الأصداءُ الإيجابية الواسعة التي يحصدها المسلسل تزيد من حماستي وتُحمّلني مسؤوليةً أكبر وأتمنّى أن يبقى المشاهد مشدوداً إلى أحداث العمل"، مؤكّدةً أنّ "الحلقات المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت ضمن أحداثٍ متلاحقة ومشوّقة".
وتضيف: "المسلسل إجتماعي كوميدي وهو من كتابة آية طيبة وإخراج إيلي سمعان وإنتاج "مروى غروب"، وشخصيّة جنى هي شخصيّة مركّبة إذ يبدو من الحلقات الأولى أنها ذات أبعاد كوميدية مضحكة ولكن مع تقدّم الأحداث أكثر سيكتشف المشاهد مدى المأساة التي تعيشها إذ إنها تشعر بالأسى بسبب انتحار ابنتها في عمر الـ12، كما أنّ الغموض يلفّ هذا الانتحار فـ"جنى" لا تعرف أسبابَ إقدام ابنتها على هذا الفعل، ولماذا خسرتها... إضافةً إلى العلاقة المرتبكة مع زوجها".
الكره والنجاح
رولا بقسماتي التي تشكّل ثنائياً لافتاً مع الممثل اللبناني جوزيف حويك بدور زوجها، تقول: "نحن نعرف بعضَنا منذ زمن، كما أننا صديقان وزميلان، ما جعلني مرتاحة بالتمثيل إلى جانبه، كما أثّرت صداقتنا إيجاباً على تناغمنا كممثلين... (ممازحة) لكنني أخاف أن أخسرَه في نهاية المسلسل فهو لا يؤدّي دورَ الزوج اللطيف حتى إنّ جوزيف نفسَه يخشى أن يكرهَه الناس، على رغم أنّ كرهَ الناس يعني أنه نجح في أداء الشخصية".
"ما بطّعمي خبز"
كإعلامية تمارس المهنة منذ 10 سنوات، لا تشعر رولا بالخوف من خوض هذه التجربة التمثيلية، وتقول في هذا الخصوص: "أحب التمثيل كثيراً منذ صغري، لكنّ والدتي أصرّت ألّا أدرس التمثيل إذ إنها مهنة "ما بطّعمي خبز"، لكنّ محبتي للتمثيل نمت ولم تضمحل، وأتتني الفرصةُ لأترجمَ هذا الشغف، على رغم أنني لم أسعَ إلى الفرصة. وما شجّعني أيضاً هو قبول الناس ومحبتهم للدور الذي أدّيته في "فرصة عيد" على رغم أنه كان دوراً صغيراً وبسيطاً.
بعد استقالتي من عملي في برنامج "عالم الصباح" على شاشة "المستقبل" تواصل معي المنتج مروان حداد مباشرةً، وعرض عليّ الدور، قائلاً «لا يمكنك أن ترفضي فأصبحتِ تملكين الوقت للتمثيل. وبالطبع الفرصة رائعة ولا يمكنني الاعتذار عنها".
وتعترف: «بالتأكيد، هناك رهبةٌ كبيرة لهذه التجربة، خصوصاً أنني أحب التمثيل، وأريد لهذه التجربة أن تنجح. وفي النهاية على الشخص أن يقومَ بالتجربة، ويُمكن أن ينجحَ أو يفشل، وأنا أعمل ما باستطاعتي كي أقدّمَ عملاً جميلاً وجيّداً، فلم أكتفِ بحفظ النص وتأديته بل جلست وتناقشت مطوّلاً مع كاتب ومخرج المسلسل لفهم الشخصية أكثر ووضعها في إطارها المناسب.
مناكفات
وعمّا تردّد عن وجود مناكفات في كواليس البرنامج بينها وبين بطلات العمل ريتا برصونا ورانيا عيسى تؤكّد: «كل هذه الأخبار مجرّد شائعات. ومنذ اليوم الأول ظهرت الكيمياء بيني وبين رانيا، ومع ريتا كذلك بعد أيام معدودة من بدء التصوير.
صحيح نحن في الحياة الحقيقية لسنا صديقات مُقرّبات كما في "أصحاب تلاتة"، ولكن هذا لا يعني أننا عدوّات أو أنّ هنالك أيّ خلافات بيننا، بل على العكس تماماً نحن على انسجام ينعكس ايجاباً على العمل ككل".
أستفيد من الفرصة
وعمّا إذا كان اختيارُها للعب دور البطولة منذ أولى خطواتها التمثيلية يزعج أصحابَ المواهب خصوصاً ممّن أمضوا سنوات في هذا المجال، تقول: "إن كانوا مكاني هل كانوا ليرفضوا هذه الفرصة؟
أحترم الممثلين الذين لديهم مسيرة طويلة في هذا المجال ولم يجدوا فرصة أداء دور بطولة، ولكنّ الفرصة ستأتي عاجلاً أم آجلاً. الفرصةُ أتتني أنا اليوم وانا ممتنّة لها وأصبّ تركيزي على الإفادة منها بأفضل طريقة للقيام بما أحبّه وهو التمثيل ولتقديم أداء محترم ومقنع للمشاهد أيضاً ولا أريد أن أنظر إلى الموضوع بطريقة سلبية".
وعن مدى التشابه بينها وبين شخصيّة "جنى' التي تؤدّيها تقول:
"أشبهها كثيراً بعفويّتها وبحركاتها ولكن ليس بهوَسها بالنظافة، فهذا الأمر عندها يأخذ منحىً مرَضياً. لديّ أصدقاء في الحياة مثل جنى وراقبت تصرفاتهم وردّات فعلهم لأتمكّن من معرفة حقيقة كيف يكون الشخص المهووس بالنظافة".
أريد التمتّع بالنجاح
وعن خطواتها المستقبَلية تقول: "لا مخططات محدّدة، أترك الأمور لتأتي بشكل عفوي. حالياً أريد التمتع فعلاً بنجاح المسلسل والأصداء الإيجابية على دوري، وإن استمرّ ذلك طيلة عرض المسلسل بالتأكيد سيعطيني دفعاً لاغتنم فرصاً أخرى ولأخوض تجاربَ جديدة.
لكنّ "غرامي" تقديم البرامج ولا أشعر أنّ بإمكاني الابتعاد عنه كثيراً. أحبّ التقديم كما أحبّ التمثيل أيضاً، لذلك سأدرس كل فرصة تُسنح لي سواءٌ على صعيد الإعلام أو على صعيد التمثيل، والتي أقتنع بها وأشعر أنها تشبهني سأختارها وأخوضها".