حذر رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونج من جهات فاعلة أجنبية وحملات تدخل تغذي الانقسامات في البلاد، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية.
وقال لي في خطابه السنوي بمناسبة الأعياد الوطنية إن العلاقات الصينية الأمريكية أصبحت مضطربة للغاية"، مضيفا أن سنغافورة من بين أولئك الذين يبذلون قصارى جهدهم لتجنب الوقوع في شرك التنافس بين القوى الكبرى. وأشار في هذا الصدد إلى التوترات بين القوتين العظميين بشأن تايوان، وحرب روسيا في أوكرانيا.
كانت سنغافورة واحدة من أكثر الدول الأعلى صوتا في آسيا التي تدعو الولايات المتحدة والصين إلى تجنب صدام مدمر يمكن أن يضرب دولا أصغر في المنطقة. وتدعم سنغافورة، وهي دولة صغيرة تعتمد على التجارة، وجودا أمريكيا قويا في آسيا من خلال السماح للولايات المتحدة بالوصول إلى المنشآت العسكرية مع اعتبار الصين أكبر شريك تجاري لها.
كانت العلاقات بين الصين وأمريكا قد شهدت توترا شديدا مطلع الشهر الجاري عندما زارت رئيسة مجلس النوات الأمريكي نانسي بيلوسي تايوان التي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها، معتبرة الزيارة تعديا على سيادتها.
كما حذر لي السنغافوريين من تصديق كل ما ينشر على الإنترنت. وأشار إلى المحتوى على منصات مثل "واتس آب" و"تليجرام" و"فيسبوك" و"وي شات". وقال إن بعض الرسائل المتعلقة بالحرب في أوكرانيا "تحاول بوضوح إثارة مشاعر قوية معادية للولايات المتحدة"، بينما تهدف رسائل أخرى إلى تشويه سمعة روسيا والصين وتسعى إلى التأثير على الأشخاص وإقناعهم بالوقوف إلى جانب الغرب. وأضاف أن "بعض هذه الرسائل لها هدف خفي يتمثل في إقناعكم بالانحياز إلى أحد الجانبين، أو حتى الحد من ثقتكم في الحكومة".
وقالت الحكومة منذ فترة طويلة إن سنغافورة معرضة بشكل خاص للأخبار المزيفة والحملات الإعلامية العدائية نظرا لأنها مركز مالي يضم سكانا دوليين متعددي الأعراق يتمتعون بإمكانية الوصول إلى الإنترنت على نطاق واسع.
ودخل قانون التدخل الأجنبي في سنغافورة حيز التنفيذ في 7 يوليو الماضي، والذي يغطي على وجه التحديد الحملات الإعلامية العدائية.