قام رئيس التحرير السابق لشبكة أوراسيا الإعلامية، السيد مالك أيوب سومبال الذي يواصل نشاطه المهني في التلفزيون المركزي الصيني (CCTV) ، بزيارة مكتب مؤسسة أوراسيا الدولي للصحافة في 23 أكتوبر.
أجرت Eurasia Diary مقابلة مع المحلل السياسي حول أهم الأحداث التي وقعت على الصعيد الدولي في العالم خلال الأيام الأخيرة.
أخيراً، اعترفت السعودية رسمياً باغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي. بعد اتهام السعودية في مقتل الصحفي، ولكن قرر الرئيس الأمريكي عدم وقف إمدادات الأسلحة إلى حليفته العربية. من فضلك، شاركنا في تعليقاتك حول هذه المسألة وكيف سيؤثر هذا الحادث على الوضع الجيوسياسي في العالم؟
أولاً، كان حادث إغتيال جمال قشقجي من أكثر الأحداث وحشية: قتل الصحفي بقصد إسكات صوت الصحفي الذي ينتقد النظام الاستبدادي في المملكة العربية السعودية. لكن تزعجني نتائج هذا الحادث وعواقبه أكثر. لقد أدركت السعودية، ووزير خارجيتها، أن هذا هو أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبوها على الإطلاق. في هذه الحالة، قد يتأثر الكثير من الاستثمارات، مما يعني أن المملكة العربية السعودية في مأزق بعد التعامل مع حادث جمال خاشقجي حيث كان دخول تركيا لقتل أحد الصحفيين الذي ينتقد علنياً مشاكل مختلفة في المملكة العربية السعودية مخاطرة كبيرة. شيء آخر مهم هو أن العقوبات الدولية هي مشكلة كبيرة للمملكة العربية السعودية، لأن حادث جمال خاشقجي توضع خطط الملك سلمان وابنه محمد بن سلمان لتعزيز قدرة مملكة العربية السعودية أمام خطر الفشل. يقول الخبراء إن هذا الحادث يمكن أن يغير الوضع الحالي في الشرق الأوسط، وسوف يغير بعض الجوانب الرئيسية في السياسة السعودية. لذلك، دعونا لننتظر ماذا سيحدث.
وقد أفادت " CNN" مؤخراً عن احتمالات تورط المملكة العربية السعودية في جريمة قتل جمال خاشقجي. وبعد مرور يومين أو ثلاثة أيام اعترفت السعودية رسمياً بتورطها في هذه القضية. ما رأيك كيف سيؤثر ذلك على السياسة المستقبلية للولايات المتحدة وهل ستفرض أي عقوبات أو تلغي صفقة السلاح مع السعوديين؟
- هناك ضغوط كبيرة على دونالد ترامب من ااوسائل الإعلامية ومن الكونغرس حول ضرورة فرض عقوبات على المملكة العربية السعودية وتتزايد هذه الضغوط باستمرار. والمشكلة في أن المملكة العربية السعودية تعتبر مشترية كبيرة للأسلحة الأمريكية. كان جمال خاشقجي كالعادة، يحاطب الشعوب الغربية، وفي السائل الإعلامية الغربية وكان يحاول فضح المملكة العربية السعودية. وهذا يعني أن العقوبات يمكن أن تأتي على المملكة العربية السعودية حيث أوقفت ألمانيا وعدد الدول الأوروبية إمدادات الأسلحة والتعاون مع السعوديين.
وهناك قضية أخرى وهي معاهدة القوى النووية متوسطة المدى بين الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة والتي وقعت في عام 1987. في الآونة الأخيرة، أعربت الولايات المتحدة عن رغبتها في الانسحاب من هذه المعاهدة باتهامها روسيا في خرق الاتفاق مع الولايات المتحدة. كيف تعلق على هذه القضية؟
- لدى دونالد ترامب تجربة الانسحاب من المعاهدات والاتفاقات المختلفة خلال فترة ولايته كرئيس للولايات المتحدة. على سبيل المثال، انسحب من معاهدة تغير المناخ في باريس ومن صفقة إيران النووية وغيرهما من الاتفاقيات الدولية. تشعر الإدارة الأمريكية بقلق حيال ذلك وتدعي أن الصين وروسيا هما تهديدان رئيسيان للأمن الأمريكي. حتى جيم ماتيس، وزير الدفاع، كرر عدة مرات أن روسيا والصين ستكونان تهديداً جديداً للأمن القومي للولايات المتحدة. لذا، أعتقد أن هذه هي الخطوة التالية لسياسة الأمن القومي الأمريكية التي تنسحب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق الدولي حول الصواريخ النووية. ولكن، في رأيي تشكل هذه الإيماءات والإجراءات خطراً على السلام الدولي لأن انسحاب الولايات المتحدة من أي صفقة من هذا القبيل سيؤدي إلى مخاطر وأضرار للقانون الدولي. وأخيراً، قد يؤدي إلى مواجهة كبرى في المستقبل.
وتلوح Brexit في الأفق. في 29 مارس ستخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن هناك بعض المشاكل في الحكومة، خاصة في حزب المحافظين. كما تعلمون، فإن 40% فقط يدعم تيريزا ماي، في حين أن 60% آخرين يعارض الخروج من الاتحاد الأوروبي. ما هي توقعاتك بشأن صفقة Brexit المستقبلية وقضية الحدود الايرلندية؟
- أعتقد أن السياسة التي تنتهجها تيريزا ماي في المملكة المتحدة هي كارثة حقيقية لأن سياستها تعتبر سياسة معادية للمملكة المتحدة. عندما يحدث خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فهذا يعني مقاطعة أوروبا دون رجوع وليس هناك خيار آخر، فلا توجد حاجة إلى نوع آخر من الاستفتاء. لأنه في الاستفتاء الأول وسياستها المعتمدة على التركيز على المصالحة الغربية واضحة، لذلك ليست هناك حاجة لعقد اجتماع آخر.
اجرى الحوار الصحفي أكبر بيراموف
الترجمة: د. ذاكر قاسموف