حوار Oxu.Az مع خبير نادي والداي الدولي للمناقشات والعالم في السياسة فرهاد إبراهيموف.
- يعتقد المحللون في وكالة الاستخبارات والتحاليل الأمريكية "ستراتفور" (ٍٍٍStratfor) أنه في الربع الأخير من عام 2019، يمكن لطهران اتخاذ قرار بشأن صدام عسكري محدود مع الولايات المتحدة والسعودية لإجبار واشنطن على تخفيف العقوبات ضد إيران. ما مدى احتمالية هذا السيناريو؟
- يمكن تناول تقرير ستراتفور الجديد عن إيران من عدة زوايا. أولاً، في رأي مؤلفيه، بعد هجوم الطائرات المسيرة على المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية "أظهرت إيران تهديداً حقيقياً للغاية لموردي الطاقة الإقليميين وللاقتصاد العالمي ككل". ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد دليل واضح على تورط طهران في هذه الأحداث. غير أن الهجوم الإعلامي التالي المضخم ضد إيران بهدف زيادة تشويه سمعة البلد على هذا النحو فشل إلى حد ما. أصبح العديد من الأطراف الفاعلة في المنطقة، وخاصة مملكات الخليج الفارسي/ العربي أكثر حذراً من إيران. وهذا بدوره يؤدي إلى تأخير احتمالات التقارب بين هذه الدول نفسها مع طهران ومن الأكيج أن هذا الوضع يفيد واشنطن وحلفائها في الشرق الأوسط.
والنقطة الثانية التي لفتت الانتباه إليها هي أن محللي ستراتفور يعتقدون أنه حتى التصعيد الحاد سرعان ما سيتحول إلى التهدئة السريعة. في الواقع، هناك مثل هذا الرأي، حيث لم تواجه طهران مثل هذا التصعيد لأول مرة. صحيح أن الأمر لم يصل إلى الأعمال العدائية النشطة.
في إيران، حتى الناس الأكثر حامي الطبع، خاصة بين ممثلي الجناح المحافظ، يفهمون أن العمليات العسكرية ستتحول إلى كارثة في المنطقة بأكملها، مما سيؤثر بالتأكيد على القارة الأوروبية الآسيوية كلها. لذلك، يتعامل جميع الجهات الفاعلة مع القضية بشكل عملي. لكن مثل هذا الموقف موجود اليوم. من الصعب أن نقول كيف سيكون كل شيء غداً، لأنه يأتي جيل من السياسيين لا يحسب لتصرفاته حسابها، وبالتالي يدفع الوضع إلى طريق مسدود.
النقطة الثلثة وهي الأهم اليوم. تم التأكيد عليها أيضاً من قبل محللي ستراتفور. بدأ موسم الانتخابات في الولايات المتحدة، ومن الواضح أن الرئيس دونالد ترامب غير مهتم بحرب كبرى في الشرق الأوسط. سيلتزم بالمنطق القائل بأنه من الضروري التصرف بقوة من الناحية الاقتصادية باستخدام كل أذرعة الضغط، وثم الاقتراح للتوصل إلى الاتفاق حول حل وسط.
- وإذا نفترض أن التناقض الأمريكي الإيراني يزيد في نهاية المطاف ويتحول إلى مواجهة عسكرية مفتوحة، فما هي العواقب المحددة التي يمكن أن تتسببها هذه المواجهة؟
- إذا سمح بسيناريو الحل العسكري لـ "القضية الإيرانية"، فإن إمدادات النفط والغاز من الشرق الأوسط سوف تتوقف على الفور. يتدفق الملايين من اللاجئين من إيران التي يقترب عدد سكانها اليوم من 84 مليون نسمة، وسوف يتدفقون إلى البلدان والمناطق المجاورة، وبشكل أساسي تركيا وأذربيجان وروسيا. وسيكون هذا ضربة على الاستقرار المالي في هذه الدول، حيث أن لكل منها نقاط ضعف خاصة بها، وأنها ستؤثر بطريقة أو بأخرى على النظام الاقتصادي العالمي بأكمله. قد تحدث كارثة إنسانية أيضاً بسبب نقص الموارد اللازمة لدعم جميع اللاجئين.
الإعداد: راسم باباييف
الترجمة من الروسية: د. ذاكر قاسموف