في 15 أكتوبر، عقدت القمة السابعة للمجلس التركي في باكو. حضر الاجتماع رؤساء أذربيجان وتركيا وكازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان وهنغاريا. كان الاجتماع غنيًا بالعديد من الرسائل والقرارات التي اتخذها القادة والتي ستحدد تاريخ العالم التركي.
أجرى العضو السابق مجلس الأمة الكبير لتركيا ومؤسس مركز الدراسات الاستراتيجية في تركيا (TURKSAM) ورئيسه د. سنان أوغان المقابلة الحصرية مع Eurasia Diary. نقدم المقابلة لقرائنا:
- في الحين دان العديد من المنظمات لاسيما الأمم المتحدة عملية "نبع السلام" المضادة للإرهاب لتركيا، كذلك تهديدات من بعض البلدان وعلى رأسها الولايات المتحدة أعربت قمة المجلس التركي عن تأييدها لتركيا . كيف تقدر هذه اللحظة التاريخية؟
- اليوم، في قمة الزعماء، ذكر السيد الرئيس أردوغان كلمة حكيمة عن والدنا داده غورغود: "الصديق الجيد هو الذي يأتي في يوم جيد بدعوة، وكما يأتي بدون الدعوة في يوم معقد ". وعند قيام تركيا في الوقت الحاضر بعملية مكافحة الإرهاب في شمال سوريا تصل الإدانات الظالمة من الناحية من الجامعة العربية ومن الناحية الأخرى من أوروبا وحلف شمال الأطلسي والصين وإيران وغيرها من المنظمات الدولية والدول كان دعم إخواننا، الجمهوريات التركية في قمة المجلس التركي المنعقدة في باكو لعملية نبع السلام في غاية الأهمية وكان قراراً مسراً ينتظره الشعب التركي والقوميين الأتراك.
الحمد لله، تم اتخاذ هذا القرار مؤخراً في شكل دعم قوي. أعتقد أن هذه رسالة إلى العالم بأسره. لقد شهد العالم مرة أخرى حقيقة العالم التركي. بغض النظر عما يقوله أي شخص ويلقى اللوم على ما يريد، فإن الأخوة جنباً إلى الجنب في الأيام المعقدة. إننا نقف الى جانب إخواننا في أذربيجان في قضية قاره باغ. بقدم الإخوان الأذربيجانيون الدعم لنا في عملية مكافحة الإرهاب. وبنفس الطريقة، بينت كازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان وإن شاء الله في المستقبل وتركمانستان وما أجمل، أحفاد أتيلا المجر وفي القمة دعمها الكامل لعملية "نبع السلام" التركية. أود أن أعرب هنا عن امتناني الخاص لأذربيجان، لأن أذربيجان فعلت ذلك دون انتظار القمة. أذربيجان هي واحدة من الدول الثلاث في العالم، إلى جانب المجر وباكستان التي دعمت أولاً عملية "نبع السلام" التركية. والممنون على هذا ...
- لقى الموقف العادل لتركيا دعماً في المجلس التركية. يمكن التوقع في إنه بعد هذا اليوم التاريخي تحقيق التعاون الأوثق بين تركيا ودول المجلس التركي. وفي هذه الحالة، هل يمكن للمجلس التركي أن يصبح مركز القوة الإقليمي والجيواستراتيجي؟
- بالطبع، يمثل المجلس التركي قوة مهمة في المنطقة. لكل دولة من دول المجلس التركي على حده أهمية خاصة في مناطقها. ولكن الشيء الأكثر أهمية هو جمع هذه الدول على منصة واحدة تعونها في مجالات التجارة والإنسانية والعسكرية والسياسة وغيرها. يجب على العالم كله أن يقبل حقيقة الاتحاد التركي. كما اجتمع العرب وأنشأوا الجامعة العربية واجتمع الأوروبيون وأنشأوا الاتحاد الأوروبي، اجتمع الأتراك أنشأوا الاتحاد التركي-المجلس التركي. ومع قمة اليوم، أظهر قادة الدول التركية أنهم في وحدة وتعاون كاملين.
- معظم دول المجلس التركي غنية بموارد الطاقة و يتوسع التعاون بين هذه الدول يوما بعد يوم. في هذه الحالة، هل يمكن أن نتوقع من أعضاء المجلس التركي التعاون في مشاريع الطاقة الإقليمية أو الدولية الجديد ؟
- هناك كل ثروة أنعم الله للجغرافيا التركية بها. والبلدان التركية غنية بالموارد الجوفية والسطحية وعلى رأسها النفط والغاز. وقد تحقق التعاون بين الدول التركية في مشاريع تصدير الطاقة منذ استقلالها. لقد دخل هذا التعاون مرحلة التطور مع تنفيذ مشروع باكو-تبيليسي-جيهان (BTC) خلال رئاسة السيد حيدر علييف. والآن، يقع انضمام الدول التركية الأخرى إلى هذا الخط على أجندة الأعمال ويمكن التنبؤ به. أعتقد أن الاتحاد التركي لن يكون اتحاداً سياسياً بين الدول فحسب، بل سيكون أيضاً اتحاداً اقتصادياً وطاقياً.
- تدافع المجر التي هي عضو مراقب في المجلس التركي، بقيادة رئيس الوزراء أوربان باستمرار عن مصالح الدول التركية. كانت المجر هي الدولة الوحيدة في أوروبا التي تدعم عملية "نبع السلام" التركية. ومع ذلك، مع اقتراب المجر من الاتحاد التركي، يُشعر أنها تبتعد عن الاتحاد الأوروبي. توترت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبودابست الرسمية في الآونة الأخيرة. ما هي المشاكل التي قد تسبب اندماج المجر في الاتحاد التركي؟
- قد تواجه المجر بعض المشاكل، لكن الاندماج في الاتحاد التركي يفتح فرصاً اقتصادية وسياسية جديدة لهذا البلد. يوفر الاتحاد التركي دعماً سياسياً جديداً وسوقاً جديدة وبيئة التعاون جديدة للمجر. المجر، مثلها مثل البلدان التركية الأخرى، بلد صناعي. وهذا يعني أن هذه المنطقة توفر فرصاً اقتصادية كبيرة للمجر. والمنتاجات التي تحتاج المجر إليها على الأكثر هي موارد الطاقية، النفط والغاز. المنطقة غنية بالنفط والغاز. سيكون هذا أيضاً مفيداً للمجر.
- كما تعلمون، بدأ جيش الأسد يستقر في منبج والمنطقة. ودخلوا عدة قرى في الرقة. تجدر الإشارة إلى أن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب (YPG) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والأسد قد توصلوا إلى اتفاق، وفي هذه الحالة ستبدأ تركيا في قتال الأسد أم ستكتمل العملية؟
- بادئ ذي بدء، أود أن أقول إن البيان العام الصادر عن قمة قادة المجلس التركي هو كما يلي: هذا يعني أن عملية "نبع السلام" التركي تساهم في ضمان الوحدة الإقليمية لسوريا وهذا يعني أن تركيا
لن تسمح للمنظمات الإرهابية مثل وحدات حماية الشعب (YPG) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) التي تحتل الأراضي السورية بتشكيل ممر إرهابي منفصل هناك. تدعم الدول الأعضاء في المجلس التركي هذه العملية التركية. نرى سوريا تحاول التسلل إلى المناطق الشاغرة تزامناً مع إجبار تركيا تدريجياً وحدات حماية الشعب (YPG) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والولايات المتحدة على الانسحاب من المنطقة. في هذه الحالة، بالطبع، هناك احتمال المواجهة بين الجنود الأتراك والسوريين. لكن هدفنا ليس مواجهة الجنود السوريين. هدفنا من الدخول إلى سوريا هو تطهير هذه المنطقة من العناصر الإرهابية، مثل وحدات حماية الشعب (YPG) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وداعش. لذلك، لم تنته العملية. ستستمر العملية حتى يتم تطهير المنطقة من المنظمات الإرهابية. "
- على الرغم من أن وحدات حماية الشعب كانت على الأجندة غي الأيام الأخيرة، فإنها ليست بمشكلة وحيدة لتركيا. كيف يتم حل قضية شرق البحر المتوسط التي هي على أجندة تركيا؟
- في الواقع، القضية برمتها هي شرق المتوسط. وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وحزب العمال الكردستاني (PPK) هي ذريعة لهذا الأمر. تتمتع منطقة شرق المتوسط باحتياطيات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي. وجزء مهم منها داخل حدود تركيا. قد تصبح تركيا غنية بموارد النفط والغاز الطبيعي مثل أذربيجان وكازاخستان وتركمانستان، مع اكتشاف وإنتاج هذه المكامن النفطية والغازية في شرق البحر المتوسط. هذا بالطبع أثار القلق في الغرب وإسرائيل ومصر واليونان وأوروبا وأمريكا لأنها تقوي تركيا. ولكن بغض النظر عن ذلك، فإن تركيا ستخرح من هذه المشطلة بمرفوع الرأس. ستحقق تركيا رغبتها هناك أيضاً.
- ما هو نوع الدعم الذي يمكن لأعضاء المجلس التركي أن يقدموه لأذربيجان في حل قضية قاره باغ الجبلية؟
تنفذ تركيا عمليات لمكافحة الإرهاب على حدودها منذ عدة السنوات، يمكن لأذربيجان أيضاً القيام بعمليات لمكافحة الإرهاب في أراضيها المعترف بها من قبل المجتمع الدولي. تصدق الدول التركية بالفعل وتقبل أن قاره باغ الجبلية تنتمي إلى أذربيجان بموجب قرارات الأمم المتحدة. يجب أن تلعب مؤسسات المجتمع المدني والصحافة دوراً أكثر نشاطاً في الدفاع عن الموقف العادل لأذربيجان في الدول التركية. لأنه عندما تبدأ المعارك، من الصعب شرح أسباب الحرب للمجتمع الدولي.
يجب أن تقتدي الدول التركية قدوة التحالف بين أذربيجان وتركيا.إذا تذكر، في وقت سابق، رد رئيس أذربيجان إلهام علييف على مزاعم الحكومة الأرمنية التي لا أساس لها من الصحة ضد تركيا ودافع عن موقف تركيا كموقف دولته، قائلاً "أنا هنا إذا لم تكن تركيا حاضرة". يجب على الدول التركية الأخرى أن تتصرف بهذه الطريقة في تعمل بعضها البعض.
لا يمكن أن تسمى العمليات العسكرية التي قد تقوم بها أذربيجان في قاره باغ بحرب. ستكون هذه عملية لمكافحة الإرهاب. لا يمكن أن تكون العملية ضد الدولة المصطنعة والانفصالية والإرهابية في قاره باه إلا معادية للإرهاب. وهدف أذربيجان من هذه العمليات هو تحرير أراضيها من الاحتلال والقضاء على الإرهاب. إذا تدخلت دولة ثالثة، فأنها أيضاً ستعتبر دولة إرهابية أو دولة داعمة للإرهاب.
- كيف يؤثر بدء العملية المضادة للإرهاب على توازن القوى في المنطقة؟
- إذا يدأت وستنتهي بسرعة كبيرة. أذربيجان قادرة على ذلك. سيتيسر لأذربيجان أن تطرد الإرهابيين من المنطقة. والإخوة الأتراك دائماً مع أذربيجان. لا ينبغي لأحد أن يشك في ذلك.
الإعداد: نجات إسماعيلوف
الترجمة: د. ذاكر قاسموف