سعادة السفير يسعدني اللقاء معكم، قبل كل شيئ نودأن نعبر عن امتناننا لموافقتكم على الحوار. على الرغم من أنكم باشرتم العمل في جمهورية أذربيجان قريبا.
سعادة السفير سؤالنا الأول هو عن إنطباعاتكم الأولية عن أذربيجان وطبيعتها وشعبها؟
- لم يتسنى لي زيارة جمهورية أذربيجان قبل وصولي لمزاولة مهام عملي وكل ماكنت أعرفه هو مايصلني من قبل الأصدقاء حول وجود دولة واعدة على المستوى السياحي وانها استحوذت مؤخرا على إهتمام كثير من السياح الخليجيين، أما بالنسبة لإنطباعي الشخصي الأولي فهو أكثر من مجرد رؤيتها دولة سياحية قادمة في إقليمها بل يشعر المرء بأنه في بلد عريق يتمتع بتعدد الحضارات والثقافات وقد ساعد في ذلك موقعها الجغرافي المتميز، كما تنعم أذربيجان بعامل استتباب الأمن والإستقرار الذي يشعر بها المواطنون والمقيمون على حد سواء وهذا هو أحد ركائز الجذب السياحي الى جانب توفر البنية التحتية الرائعة وتوفر المرافق السياحية واللوجيستية منها الفنادق وخصوصا في مدينة باكو العاصمة.
- كما أتوقع استحواذ أذربيجان على إهتمام السياح في ظل توفر كل الظروف المناسبة والطبيعة الجغرافية المتنوعة بعد زوال جميع الآثار المترتبة على تفشي جائحة كورونا وتعافي العالم منه.
أما بالنسبة للشعب الأذري الشقيق فشهادتي مجروحة فيه فهو شعب يتمتع بدماثة الأخلاق والأمانة والود، وهذا مايشعر به القطريون وغيرهم من الشعوب الأخرى. كما أنه شعب يتحلى بثقافة حب الوطن والولاء كيف لا و هو ينتمي الي الجمهورية الديمقراطية الأولى في الشرق.
سعادة السفير، لقد تكونت العلاقات الحميمة والودية بين جمهورية أذربيجان ودولة قطر، حيث يتعاون بلدانا عن كثب في العديد من المجالات. ماذا يمكن أن تقولوا عن مستقبل هذه العلاقات؟
- يرجع تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين دولة قطر والشقيقة أذربيجان الى عام 1994م. وهي علاقات ودية قائمة على مبادئ ومقاصد راسخة يحكمها تبادل المصالح المشتركة و تعزيز السلم والأمن الدولين كعضوين فاعلين لدى منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
- إن علاقة دولة قطر بشقيقتها أذربيجان هي علاقة عميقة ومتميزة وهناك رغبة كبيرة من قيادتي البلدين في تطويرها وتعزيزها في كافة المجالات ولاسيما منها الجانب الاقتصادي والتجاري والإستثماري ولهذا السبب تم إنشاء اللجنة الاقتصادية والتجارية والفنية المشتركة بين حكومة دولة قطر و جمهورية اذربيجان وتلتقي بشكل دوري لبحث الفرص المتاحة ولتحقيق التطلعات المرجوة. وعليه نتوقع أن تتوج هذة الرغبة في تحقيق المصالح المشتركة وزيادة التبادل التجاري والإستثماري خاصة بأن البلدين يسعيان لتبني سياسة تنويع الإقتصاد القائم بشكل كبير على صناعة النفط والغازالذي لا يمكن التحكم في اسعاره المتاثر دائما بالاوضاع الدولية.
سعادة السفير، القضية الرئيسية التي تزعج جميع الدول والحكومات في العالم اليوم ودون إستثناء هو تفشي فيروس كورونا، وللأسف، يزيد الإنزعاج في هذا المجال يوما بعد آخر. وكما تعلمون فإن إنتشار المرض بدرجة ما في دول الجوار لكل من أذربيجان وقطر على حد سواء. كيف هو الوضع في قطر اليوم؟ وماهي الإجراءات التي تتخذها الحكومة القطرية بهذا الشأن؟
- لاشك بان جائحة كورونا قد أثرت بشكل كبير على كل دول العالم ومناحي الحياة ولها تداعيات كبيرة على الإقتصاد العالمي وإستنزاف لموارد الحكومات في ظل تراجع النمو الإقتصادي والإنخفاض في أسعار النفط بسبب قلة الطلب وبالتالي فأن تأثيراته باهضة على معظم القطاعات وأكثرها قطاع الطيران والسياحية.
- دولة قطر حالها كحال معظم دول العالم تأثرت بهذه الجائحة في الوقت التي شددت فيه كافة الإجراءات الإحترازية مع توفر العناية الطبية المتميزة حيث تبنت الدولة خطة استراتيجية لإحتواء فيروس (كوفيد 19) والتي ركزت بشكل بالغ على مراحل تتبع المختلطين بالمرضى وعزلهم وأجراء الفحوصات عليهم ومن ثم تقديم العلاج اللازم ضمن عملية كسر سلسلة إنتقال المرض الأمر الذي ساعد في حماية الكثير من الأرواح وإنخفاض معدلات الوفيات بالمقارنة مع الدول الأخرى في العالم.
- وإنطلاقا من مسؤوليتنا الدولية ودعما للجهود المشتركة في سبيل مجابهة الآثار المترتبة من الجائحة، أرسلت دولة قطر مساعدات طبية عاجلة الى العديد من الدول الصديقة لأكثر من 25 بلدا. كما هو الحال مع حكومة أذربيجان التي لها جهود ملحوظة لدعم الدول والمنظمات الدولية، حيث قدمت أيضا مساعدات إنســانية لأكثر من 13 بلداً حول العالم بالإضافة الى التبرع المالي المقدم لمنظمة الصحة العالمية.
سعادة السفير مجال السياحة أكثر المتضررين بسبب هذه الجائحة، هل هناك أي أمل في انعاشه؟ وما رأيكم في دور الشركات السياحية في هذا المجال؟
- هناك أمل كبير بعد تعافي الإقتصاد العالمي وبالأخص قطاع الطيران المتأثر الرئيسي من هذه الجائحة وعودة الثقة للناس بعد معرفة الإجراءات الإحترازية وواجباتهم . أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال فيمكن أن تلعب الشركات السياحية دورا فاعلا في الظروف الطبيعية للمواسم السياحية و ان لا تكون مقتصرة فقط على الجانب الترفيهي بل يجب ان تتضمن مشاريعهم التعريف بهوية و تاريخ وثقافة البلد من خلال وضع برامج هادفة و شاملة كونهم سفراء لبلدهم.
سعادة السفير لقد احتفلنا مؤخراً بمناسبة يوم الجمهورية في ظروف غير عادية، نريد معرفة تمنيات سعادتكم لقراءنا وشعبنا؟
- تقدمت السفارة بإسم حكومة دولة قطر بأسمى التهاني والتبريكات لحكومة وشعب أذبيجان الشقيق بهذة المناسبة الوطنية العزيزة متنمية لهم دوام الاستقرار ومزيدا من التقدم والإزدهار.
أعد الحوار:هاشم ممادوف
Hashim Mammadov
