قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، إن تركيا مثل السد الذي يحول بين المنظمات الإرهابية من جهة، والعالم وعلى رأسه أوروبا من جهة أخرى.
جاءت تصريحات أردوغان، خلال الجلسة الختامية للاجتماع الـ62 للجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، المنعقد في مدينة إسطنبول التركية.
وأضاف الرئيس التركي، أنه "إذا انهار هذا السد (في إشارة إلى تركيا) فإن هذه المنظمات ستغرق العالم بالدماء".
وأكد الرئيس التركي في كلمته أن "العالم يواجه اختبارات وتهديدات جديدة، في مقدمتها الإرهاب والتغير المناخي".
ودعا المنظمات الدولية الى "إعادة النظر في عملها، في الفترة الحالية التي تشهد عولمة المخاطر، وتغيرات في موازين القوى".
وشدد الرئيس التركي على "الحاجة المتزايدة لتطوير الحوار والتعاون في هذه الفترة، التي تشهد زيادة أهمية مفهوم الأمن الشامل".
وأردف أردوغان "يجب عدم النسيان أن الناتو لم يكن يوما مجرد منظمة دفاعية تأسست لمواجهة التهديدات المشتركة، وإنما هو منتدى أمني يجمع الدول المرتبطة بالمثل العليا لتطوير القيم الديمقراطية".
وتطرق أردوغان إلى اتخاذ تركيا التدابير المطلوبة من أجل محو آثار محاولة الإنقلاب الفاشلة (منتصف يوليو/ تموز الماضي)، والقضاء على المنظمات الإرهابية، في إطار حالة الطوارئ التي أُعلنت في البلاد يوم 21 يوليو/ تموز الماضي بما يتناسب مع الدستور التركي.
وأشار إلى أن حالة الطوارئ التي أعلنت من أجل حماية الديمقراطية والحفاظ على سيادة القانون، متواصلة في ظل احترام الحقوق والحريات الأساسية ضمن الدستور.
ولفت أردوغان إلى أن كافة البلدان معرضة للتهديدات النابعة من المنظمات الإرهابية، وفي هذا الخصوص أكد ضرورة الكفاح المشترك لها.
وأردف : ننتظر دعمكم لكفاحنا ضد المنظمات الإرهابية التي تعمل سويًا ضد القيم المشتركة للإنسانية، على رأسها "غولن"، و"داعش" و"بي كا كا".
ودعا أردغان تلك الدول أن تضع حدًا لتحركات أعضاء المنظمات الإرهابية في بلادهم ولأنشطتهم الدعائية وتجنيدهم عناصر جدد وجمع الإتاوات، مبينًا أن الدعم الذي تقدمه أي دولة لتركيا في كفاحها ضد الإرهاب يسهم في مستقبل أكثر أمناً لتلك الدولة.
وقال " إن تركيا كبلد ضحية للإرهاب، لا تستطيع أن تستسيغ تحرك عناصر بي كا كا المعلنة على قوائم الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، براحة ضمن بلدان الاتحاد، وتنقلهم بكل أريحية ضمن أروقة البرلمان الأوروبي برفقة لافتاتهم وصور زعيم المنظمة (عبد الله أوجلان)، لذلك نطالب كافة أصدقائنا باتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص".
وذكر أردوغان أن تركيا بحاجة إلى دعم أقوى في كفاحها ضد الإرهاب، وأن جميع الدول التي تتخذ مواقف متناقضة تجاه المنظمات الإرهابية ستدفع ثمن مواقفها داخل أراضيها عاجلا أو آجلا.
كما ولفت أردوغان إلى أن ترك تركيا وحيدةً حيال تقاسم عبء الأزمات الإنسانية يعد أمرًا مؤلمًا ونموذجًا سيئًا للمستقبل.
وشدد أردوغان أن تركيا ستواصل كفاحها بكل حزم ضد وباء الإرهاب الذي يتغذى من الاستقطابات الطائفية الناجمة من الفراغ السياسي، والحكومات ضيقة الآفق في كل من سوريا والعراق.
وأكد الرئيس التركي عدم وجود أي دولة دفعت ثمنا باهظًا في مكافحة "داعش" وحصلت على نتائج ملموسة مثل تركيا، وأضاف "السبب الذي دفعنا لدخول سوريا مع "الجيش الحر" هو القضاء على التهديدات الجدية التي يمثلها "داعش" و"ب ي د" (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا)"، و"ي ب ك (الجناح العسكري لـ ب ي د)".
وأوضح أردوغان أن تركيا اتخذت تدابير فعالة ولا تزال كذلك، لمنع وصول المقاتلين الإرهابيين الإجانب إلى مناطق الأزمات.
وفي الشأن الأوكراني، أشار أردوغان أن تركيا تدعم إيجاد حل للأزمة هناك في إطار وحدة التراب الأوكراني، وأنها تراقب انتهاكات حقوق الإنسان في شبه جزيرة القرم التي تربطها علاقات تاريخية قوية مع تركيا، وستواصل ذلك.
وأعرب عن اعتقاده بأن تطبيع العلاقات بين بلاده وروسيا، سيكون له انعكاسات إيجابية بخصوص إيجاد حلول للمسائل الإقليمية، وجهود مكافحة الإرهاب.
وفيما يتعلق بأفغانستان، شدد أردوغان أن تركيا رعت مبادرات إقليمية هامة من أجل إيجاد حلول للأزمات في أفغانستان، وقال "لعبنا أدوارً هامة ضمن "إيساف - قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان"، من أجل ضمان الأمن والاستقرار هناك، كما ساهمنا بشكل فعال في تنمية أفغانستان من خلال أكثر من 800 مشروع بقيمة مليار دولار منذ 2001".
كما جدد أردوغان تأكيده على ضرورة إعادة هيكلة الأمم المتحدة، على أن يصبح مجلس الأمن كيان متوافق مع الحقائق الحالية، وأضاف " وعندما أقول في كل مناسبة أن العالم أكبر من خمسة فإني أعني هذه الحقيقة، وسأواصل ذلك، لأنه لم يعد من الممكن إدارة الوضع اليوم من خلال خطوة اتخذت خلال ظروف الحرب العالمية الثانية".