قُبيل توجه المواطنين الروس إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، المقرّرة 18 مارس 2018، تتجه الأنظار مجدداً نحو مصادر الثروة الهائلة التي يملكها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وسط حالة من التجاذب الإعلامي حول مستقبل الرئيس في حال لم يحالفه الحظّ بالفوز بولاية ثانية على التوالي، والرابعة خلال مسيرته السياسية.
ويخوض بوتين (65 عاماً) الانتخابات الرئاسية بصفته "مستقلاً" لا كمرشّح عن حزب "روسيا الموحّدة" هذه المرة، في حين تعدّ هذه الحملة الانتخابية (2018) هي الرابعة للرئيس الحالي (الثانية على التوالي)، الذي فاز في انتخابات عام 2012 بأكثر من 63% من أصوات الناخبين.
ويوم الخميس 15 مارس 2018، دعا بوتين المواطنين إلى المشاركة في انتخابات الرئاسة (تُجرى يوم 18 مارس 2018) ليؤخذ رأي كل منهم بعين الاعتبار في تحديد مسار التطوّر المستقبلي للبلاد، مؤكداً أن دستور البلاد ينص على أن "الشعب هو المصدر الوحيد للسلطة. وبهذه الكلمات وهذه الصيغة القانونية معنى عظيم"، بحسب موقع قناة "روسيا اليوم".
وقال بوتين: إن "الطريق الذي ستسلكه روسيا ومستقبلها ومستقبل أبنائنا يعتمد على إرادة الشعب، وإرادة كل مواطن روسي (..) نحن في روسيا نقرّر دائماً مصيرنا بأنفسنا".
- ثروة مجهولة
ومنذ سنوات، تتداول صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية، منها موقع (lifebuzz)، أن لبوتين ثروة تتضمن 700 سيارة فاخرة، و58 طائرة خاصة، و20 قصراً.
وفي العام 2016، تواردت أنباء نقلتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية حول حجم ثروة الرئيس بوتين، وتصريحاته لاحقاً، ترى الصحيفة أن بوتين صرّح بأن ما يحقّقه سنوياً 100 ألف دولار فقط؛ ذلك لدفع أي شكوك أو شبهات حول ثروته، لكن بيل برودر، أشرس منتقدي الرئيس الروسي، أفاد بأن ثروة بوتين تُقدَّر بـ 200 مليار دولار، وأن أمواله مخبَّأة في جميع أنحاء العالم.
وتدّعي جهات أمريكية أن بوتين استغلّ صداقته مع بعض الأثرياء ليجمع ثروة خاصة به، وتدور الشائعات حول أن مالك نادي تشيلسي اللندني، رومان إبراموفيتش، أهدى بوتين يختاً تصل قيمته إلى 25 مليون جنيه إسترليني، من بين عشرات من الهدايا التي جمع من خلالها الرئيس الروسي ثروة سرية واسعة.
واتّهم مسؤول أمريكي رفيع المستوى علناً بوتين بالفساد والمحسوبية والاختلاس المباشر من أموال الدولة. وفرضت حكومة الولايات المتحدة بالفعل عقوبات على مساعدي بوتين، خلال السنوات الماضية.
وفي برامج وثائقية بثّتها محطة "بي بي سي" التلفازية، في وقت سابق، أشارت إلى أن بوتين أنشأ نظاماً معقّداً من "التدريب والممارسات" التي تساعده على "إخفاء ثروته الفعلية".
ويقول المسؤول الأمريكي الذي يشرف على العقوبات بوزارة الخزانة الأمريكية، آدم زوبين، إنه يعتقد أن بوتين شخص فاسد، وأن الحكومة الأمريكية على علم بذلك لـ "سنوات عديدة".
ويضيف زوبين: "نحن نرى أنه يثري أصدقاءه وحلفاءه المقرّبين باستخدام أصول الدولة، ويعمل على تهميش من لا يعتبرهم أصدقاء، سواء كانت تلك الثروة هي الطاقة الروسية أو العقود الحكومية الأخرى، ويقرّب منه أولئك الذين يعتقد أنهم يخدمونه، ويبعد من لا يفعلون ذلك، وهذا بالنسبة إليّ صورة من صور الفساد".
وأفصح الكرملين، عام 2012، بحسب وثائقي بثته "الجزيرة"، أن راتب بوتين في أثناء توليه رئاسة الوزراء كان أقل من 140 ألف دولار سنوياً، في حين أن الصور التي التُقطت له تُبيِّن أن الساعات المخصصة لأصحاب الذوق الرفيع التي يرتديها يبلغ مجموع سعرها 160 ألف دولار.
وعلى مستوى ثروات الغاز تبلغ حصته 4.5% من شركة غازبروم، وهو ما نفاه بوتين قائلاً: إن "هذه التقارير ليست سوى قذارة أنف سقطت على الورق".
أما كاترينا، البنت الصغرى لبوتين البالغة من العمر 32 عاماً، فإن قيمة الشركات التي تمتلكها وزوجها تُقدّر بنحو ملياري دولار، وفقاً لتقديرات محللين اقتصاديين، وأغلب هذه الثروة ينبع من شركات النفط والبتروكيماويات التي حصل عليها زوجها كيريل شامالوف من صديق قديم لبوتين.
وقد بدأت التخمينات حول ثروة الرئيس الروسي في عام 2007، عندما قدّرها المحلل السياسي الروسي، ستانيسلاف بيلكوفسكي، بـ 40 مليار دولار، وادّعى أيضاً أن بوتين يسيطر على 37% من شركة النفط "سورجوت"، ثم ارتفع الرقم إلى 70 مليار دولار في عام 2012، حتى وصل لـ 200 مليار هذا العام.