تفيد وكالTrend أن المحلل السياسي الروسي ورئيس دائرة التحقيقات لمجلة "المجتمع الولي" السياسية والاجتماعية الدولية /دينيس كوردوكوف صرح لموقع Azernews: أن "أذربيجان وأرمينيا تجريان مفاوضات، بالتزامهما بمواقف متناقضة تماماً في النزاع. وإذا كانت باكو تحاول التقيد بالصورة العسكرية - السياسية الحقيقية التي تطورت في منطقة قاره باغ الجبلية والتي تدعو إلى استعادة وحدة أراضيها، فإن يريفان تجادل في موقفها بمفاهيم مجردة تماماً حول "الحق الأرمني الأصلي". بناءً على ذلك، فإن معيار العقلانية الذي وضعته القواعد الدولية بشأن الانسحاب الفوري للقوات المسلحة الأرمنية من أراضي قاره باغ، يبدو غير ملزم بالنسبة للجانب الأرمني، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تصعيد النزاع. في الوقت نفسه، على ما يبدو، ينبغي على المجتمع الدولي أن يقول كلمته الفصل، لكن المجتمع الدولي ليس في عجلة لحل المشكلة، مفضلاً تأجيل النزاع ".
يشير المحلل السياسي إلى أن أحد المبادئ الأساسية لعملية التفاوض، والتي تلتزم بها باكو هو استعادة السلامة الإقليمية لأذربيجان.
ويقول: "ومع ذلك، فإن يريفان الرسمية ليست مستعدة للالتزام بهذا المبدأ ، بناءً على موقفها الخاص بأن قاره باغ الجبلية هي منطقة حدودية لأرمنيا تم إقامتها لصد العدوان الأذربيجاني المحتمل. هذه الحجة للجانب الأرمني لا يتحمل النقد، لأنه في نزاع قاره باغ الجبلية، أرمينيا هي مصدر العدوان ، بينما لا تزال أذربيجان تمارس حقها في الدفاع ".
في رأي المحلل السياسي، أثبتت تجربة عملية التفاوض بوضوح أنه تم تأخير حل النزاع لمدة 25 عاماً تقريباً بسبب استعداد باكو للمفاوضات، في الحين، لم تكن يريفان مستعدة للتفاوض.
في الوقت نفسه ، تم استنفاد مجموعة الأدوات الكاملة للطرق الدبلوماسية لحث أرمينيا على قبول شروط أذربيجان. بالنظر إلى هذا، ليس هناك شك في أن أطراف النزاع كانت قريبة جدًا من "نقطة اللاعودة" في المفاوضات، عندما يمكن أن تبدل لغة الدبلوماسية بلغة السلاح. هذه ظاهرة خطيرة للغاية يمكن التجنب منها إذا استوفت يريفان جميع طلبات باكو دون إي شروط أولية ".
وأضاف المحلل السياسي أن الجانب الأرمني، بطبيعة الحال، يحاول منح قيادة النظام الانفصالي الذي نشأ في الأراضي المحتلة لأذربيجان صفة المشارك في عملية التفاوض.
وقال كوركودينوف: "ومع ذلك، فإن هذا الموقف خاطئ، لأن النزاع بين باكو ويريفان ثنائي بشكل حصري، ولا يمكن توفير مشاركة طرف ثالث من حيث المبدأ".
كذلك، أشار المحلل السياسي إلى أن وقف إطلاق النار في منطقة نزاع قاره باغ الجبلية يميل حالياً إلى الانتهاك، وهذا أمر خطير للغاية لأنه يخلق الأساس لموجة جديدة من المواجهات الإقليمية.
"وفي الوقت نفسه، لا تزال باكو الرسمية تحاول التقيد بقواعد الاتفاقيات الدولية، بما في ذلك الاتفاقات التي تم التوصل إليها في دوشانبه، في حين، لا تنوي يريفان الحد من تطلعاتها في منطقة النزاع. وهكذا، فإن اتفاقية الهدنة التي تم تبنيها سابقاً تفقد أهميتها ولن تلزم أرمينيا إلى السلام.
بالنسبة لمشاركة أرمينيا في المناورات العسكرية، فإن هذا ، في رأي المحلل السياسي الروسي، قد يهدف، على الأرجح، إلى إبعاد الجيش من حل المشكلات القائمة هناك.
وخلص السيد كوركودينوف أن "المشكلة هي أن نيكول باشينيان، في ضوء تعقيد العلاقات مع" عشيرة قاره باغ " وروبرت كوتشاريان، على التوالي، بدأ يخشى الجيش الأرمني الذي مواقف خصومه لا تزال قوية بدرجة كافية. لهذا السبب، بدأ بدعم القوات المسلحة الأرمنية بمشاركة في العديد من المناسبات العامة حتى لا يفكر الجيش، بعد كل شيء ، في إشراع نظره الغاضب إلى مقر إقامة رئيس وزراء أرمينيا. لذلك، من غير المرجح أن لم تهدف المناورات الأرمنية القريبة من الحدود مع ناخشيفان إلى الهجوم المحتمل. إنه لتفاقم العلاقات بين نيكول باشينيان و"عشيرة قاره باغ" تأثير إيجابي للغاية على سياسة أذربيجان في المنطقة. في النهاية، يرحب الجانب الأذربيجاني بكل شيء يجعل أعداء باكو أضعف. في نفس الوقت، لا تحتاج أذربيجان إلى فعل أي شيء. تحتاج فقط إلى مراقبة الوضع. وقال: "نتيجة للصراع بينهما، ستعمل العشائر الأرمنية نفسها كل ما سيكون مفيداً لباكو".
من الجدير بالذكر أن النزاع بين بلدي القوقاز الجنوبية قد نشأ في عام 1988 بسبب المطالبات الإقليمية لأرمينيا ضد أذربيجان. تقع قاره باغ الحبلية وسبع مناطق متجاورة أي 20 % من أراضي أذربيجان تحت سيطرة القوات المسلحة الأرمنية.
في مايو 1994، توصل الطرفان إلى الاتفاق لوقف إطلاق النار والتي يسري مفعولها وحتى الآن، لا تزال تجري مفاوضات السلام غير الناجحة تحت رعاية مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وبرئاسة مشتركة من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.
لم تنفذها أرمينيا بعد، القرارات الأربعة التي تبناها مجلس الأمن الدولي بشأن سجب قوات الاحتلال الأرمينية من قاره باغ الجبلية والأراضي المجاورة المحتلة.
الترجمة من الروسية: د/ ذاكر قاسموف
Zakir Qasımov