لماذا تريد تركيا شنّ عملية عسكرية شرق الفرات؟

تحليلات 12:20 11.08.2019

تُحضّر تركيا نفسها مجدداً لشن حملة عسكرية على شرق الفرات على غرار حملاتها السابقة والتي بدأتها قبل عامين تقريباً تحت مسمى "درع الفرات" ودامت 8 أشهر، وكانت الغاية منها تطهير المنطقة من تنظيم الدولة الإسلامية والمسلحين الأكراد، وانتهت العملية في مارس/ آذار 2017، لتتبعها عملية أخرى، حيث شنّت تركيا مطلع هذا العام عملية ثانية باسم "غصن الزيتون" ضد الأكراد في منطقة عفرين.

أما اليوم فالوجهة نحو شرق الفرات والمستهدف جنود "وحدة حماية الشعب" الذين تدعمهم واشنطن ما قد يجرّ المعركة هذه المرة نحو مواجهة قاسية مع الأكراد وربما مع الأمريكيين خاصة وأن واشنطن ليس لديها رغبة بشنّ هذه العملية.

وعلقت واشنطن على العملية الجديدة بأنها تشعر بالقلق حيالها، وإنها تعتبر هذه الأعمال غير مقبولة.

وقالت رئيسة المكتب الصحافي في وزارة الخارجية الأمريكية مورغان أورتيغوس، في حديث لمراسل وكالة "تاس"، الأحد: "هذه النشاطات العسكرية أحادية الجانب، تثير قلقنا الجدي، خاصة عندما قد تكون القوات الأمريكية في مكان قريب، بينما تستمر العمليات مع شركائنا المحليين ضد فلول داعش، نحن نعتبر هذه النشاطات غير مقبولة، وندعو تركيا مجدداً إلى العمل لوضع منهج مشترك".

من جهته أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأحد عن بدء عملية عسكرية جديدة في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا، وستكون هذه العملية التركية هي الثالثة في السنوات الأخيرة على الأراضي السورية، وهناك احتمال كبير بأن تأجج هذه العملية التوترات بين أنقرة وواشنطن.

وأوضح أردوغان -في كلمة ألقاها في مراسم افتتاح الطريق السريع بين مدينتي إسطنبول وإزمير- أن بلاده أبلغت روسيا وأمريكا بخصوص العملية المرتقبة.

وأضاف "قمنا بعمليات في عفرين وجرابلس والباب (بمحافظة حلب) والآن سنقوم بعملية شرق نهر الفرات في سوريا".

خلال العام الماضي وفي أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، اتفقت واشنطن وأنقرة على إنشاء منطقة آمنة داخل الأراضي السورية بالقرب من الحدود التركية، وبحسب الاتفاق يمنع وجود أكراد وحدات حماية الشعب في المنطقة المذكورة.

ومؤخراً انتقدت أنقرة واشنطن لوقفها كل الجهود لإقامة منطقة آمنة ودعت تركيا إلى وقف العلاقات الأمريكية مع وحدات حماية الشعب الذين تعتبرهم أنقرة جزءاً لا يتجزأ من حزب العمال الكردستاني، الذي تحاربه تركيا وتعتبره جماعة إرهابية تضرّ بأمنها القومي وتشكّل تهديداً لها.

نقطة القلق الكبيرة التي تساور الطرف التركي تتعلق بالقلق من الموقف الأمريكي غير الواضح تجاه سياستها في سوريا وخاصة ما يتعلق بموضوع دعم "الأكراد"، حيث إن واشنطن تمسك العصا من الوسط في هذه المعادلة وتحوّل الأكراد إلى "حصان طروادة" عندما تجد أنها بحاجة لذلك وتجعلهم "كبش فداء" حين يصبح المناخ السياسي في الشمال السوري لا يتوافق مع مصالحها.

وجاء القلق التركي الأخير نتيجة تعثّر تنفيذ اتفاق منبج بين واشنطن وأنقرة الأمر الذي زاد من إحباط أنقرة من الوعود الأمريكية.

حيث كانت تركيا تأمل أن يشهد الأول من أيلول الماضي تنفيذ المرحلة الثانية من هذا الاتفاق وهو ما لم يتم حتى الآن نتيجة التسويف الأمريكي، وخلال الأسابيع الأخيرة عبّرت تركيا عن امتعاضها مما تراه تأخيراً في تفعيل الاتفاق مع الأمريكيين لإخلاء مدينة مضطربة شمالي سوريا من المسلحين الأكراد، واتفق الطرفان في فبراير/ شباط على إخلاء مدينة منبج من المسلحين الأكراد، بهدف دعم الاستقرار في المنطقة.

وتخشى تركيا من أمرين حالياً:

الأول: أن تنجرّ إلى مواجهة مع واشنطن في شرق الفرات، وتتوتر العلاقات بينهما، خاصة أن أردوغان لم يعد يمتلك نقاط القوة التي كان يمتلكها في السابق، ناهيك عن تعاظم قوة الجيش السوري، وقدرته على تحرير أي منطقة يريدها.

الثاني: تخشى تركيا من أن تتعاظم قوة الأكراد في تلك المنطقة وتتجه نحو تشكيل "حكم ذاتي" وهذا ما تراه أنقرة تهديداً لأمنها القومي، ولهذا السبب نجدها تحرّك قواتها اليوم لكسر هذه القوة قبل تشكيلها، ولكن هذا التحرك قد يكلف العلاقات الأمريكية - التركية الكثير وقد نشهد خلافاً سياسياً حادّاً في الفترة المقبلة قد يصل إلى حدّ تلويح ترامب بالعقوبات من جديد.

إذن يمكن القول حالياً بأن تركيا عالقة في أزمة سياسية - عسكرية جديدة مع واشنطن سببها دعم الأخيرة للأكراد وخاصة "وحدات حماية الشعب" التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني، الذي حارب طوال ثلاثة عقود من أجل إقامة إقليم كردي مستقل جنوب شرق تركيا، وبالتالي على تركيا أن تأخذ بعين الاعتبار الإيجابيات والسلبيات من هكذا حملة.

أهداف تركيا غير المعلنة من هذه العملية أنها بدأت تشعر بالقلق حيال تقدّم الجيش السوري، إذ تبحث تركيا عن اجتزاء أقسام من سوريا لنفسها، وحاولت أنقرة الضغط كثيراً على موسكو لإيقاف تقدّم الجيش السوري نحو إدلب وبدء هدنة مع المسلحين، وقد التزم الجانب السوري في هذه الهدنة إلا أن المسلحين استمروا في التصعيد وبدؤوا بمهاجمة مواقع للجيش السوري، حيث تسعى المجموعات المسلحة لإبقاء التصعيد سيد الموقف على هذه الجبهات وبالتالي تتخذ من ذلك ذريعة لمنع المدنيين من الخروج من مناطق سيطرتها باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية.

هذه المرة الثانية التي تفشل فيها تركيا في منع المسلحين من إيقاف هجماتهم تجاه نقاط الجيش السوري، لذلك يمكن القول إن الأمور خرجت عن سيطرة أنقرة التي كانت تعتبر إدلب هدفاً استراتيجياً لها لموقعها الجغرافي وقربها من ولاية هطاي التركية من ناحية الشمال، وربطها بين منطقة سيطرة أكراد سوريا والحدود التركية.

تركيا تريد إبقاء الصراع قائماً بين المعارضة والحكومة السورية ولا تريد إنهاء هذا الصراع من أجل إبرام صفقة تتيح لها الانتشار بطول نحو 40 كم على الشريط الحدودي مع إدلب، كما تخشى تركيا من نزوح عدد كبير من المدنيين نحو أراضيها، والأمر الأهم مستقبل الجماعات الإرهابية التي قد تدخل الأراضي التركية وتسبّب فوضى أو خللاً داخل تركيا، ونفس السبب تخشى منه الدول الأوروبية وأمريكا.

أخيراً، تصعيد النزاعات في شرق الفرات في أي من سيناريوهات الصراع التركي مع وحدات حماية الشعب أو تركيا وأمريكا يجعل عمل الحكومة السورية أمراً لا مفرّ منه.

 
الشيخ علي جمعة يحذر العالم من خطر يأجوج ومأجوج القادم من أرمينيا

أحدث الأخبار

رحلة الجنيه المصري من الذهب إلى التعويم
18:00 18.03.2024
الحائز على جائزة نوبل للسلام محمد يونس يزور مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة
17:35 18.03.2024
الجزائر تؤكد أهمية التعاون الإقليمى والدولى لمكافحة المخدرات
17:00 18.03.2024
شكري يؤكد رفض مصر لأي تدخلات خارجية فى الأزمة السودانية
16:00 18.03.2024
بيراموف يجتمع مع الأمين العام لحلف الناتو
بيراموف يجتمع مع الأمين العام لحلف الناتو
15:34 18.03.2024
وزيرة التجارة وتنمية الصادرات التونسية تستقبل السفير الأمريكي بتونس
15:30 18.03.2024
الدبيبة يرفض قرار عقيلة صالح فرض ضريبة على الدولار
15:00 18.03.2024
علييف يهنئ بوتين بفوزه في الإنتخابات الرئاسية
14:45 18.03.2024
من قراباغ... علييف يهنئ الشعب الأذربيجاني بعيد النوروز
14:42 18.03.2024
التيار الوطني الحر خسر الشراكة مع حزب الله
14:30 18.03.2024
المعارضة الروسية تنغص فوز بوتين بتحركات احتجاجية رمزية
14:16 18.03.2024
بأقل من أسبوع.. مقتل شاب يمني ثان في أميركا بسطو مسلح
14:00 18.03.2024
مقتل 11 وإصابة 82 في قصف أوكراني لمقاطعة بيلغورود
13:45 18.03.2024
اعتقال 9 أشخاص بعد مهاجمتهم مركزاً للشرطة في باريس
13:30 18.03.2024
هيومان رايتس ووتش تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل
13:16 18.03.2024
مزارعون بولنديون يغلقون طريق سريع رئيسي بالقرب من الحدود الألمانية
13:00 18.03.2024
طهران مستعدة لاستخدام كافة قدراتها لتعزیز القوة الردعية لسوریا
12:45 18.03.2024
توقيع عقود نفطية بقيمة تزيد عن 13 مليار دولار لتعزيز إنتاج النفط بإيران
12:30 18.03.2024
ترتيب أمريكي للاستحواذ على تيك توك
12:15 18.03.2024
تحولات تاريخية لضبط مواقيت الصلاة في قبلة المسلمين
12:00 18.03.2024
بوتين يفوز بالرئاسة الروسية بنسبة 87 % من الأصوات
11:45 18.03.2024
إيجاس المصرية تخطط لبدء الإنتاج من 20 بئراً للغاز في السنة المالية المقبلة
11:30 18.03.2024
أول زعيم أسود لدولة أوروبية
11:15 18.03.2024
أوسيتيا الجنوبية تبحث الانضمام إلى روسيا
11:00 18.03.2024
الغرب يخسر قيادة الحرب على الإرهاب في الساحل
10:45 18.03.2024
الصومال: انتهاء هجوم الشباب على فندق في مقديشو ومقتل كل المسلحين
10:30 18.03.2024
باكو تدعو إلى تعزيز حوار الأديان
10:29 18.03.2024
السنغال تطلق سراح المعارضين سونكو وفاي وأنصارهما يحتفلون
10:16 18.03.2024
السعودية تقرر منع تكرار العمرة في رمضان لتخفيف الازدحام
10:00 18.03.2024
الحرب الإسرائيلية تخلف 23 مليون طن من الحطام بغزة
09:45 18.03.2024
الجزائر تدين بشدة مشروع مصادرة ممتلكات سفارتها بالمغرب
09:30 18.03.2024
أطباء بلا حدود: الوضع في غزة كارثي وتعجز الكلمات عن وصفه
09:15 18.03.2024
أردوغان نفاق الغرب حوّل غزة إلى أكبر مقبرة للأطفال
09:00 18.03.2024
عشرات القتلى والجرحى في حادث سير بأفغانستان
12:30 17.03.2024
12 قتيلاً بقصف إسرائيلي على منزل في دير البلح بوسط غزة
12:16 17.03.2024
إسرائيل تقصف مجمعاً عسكرياً لـحزب الله
12:00 17.03.2024
رئيس وزراء أيرلندا يطالب واشنطن وقف إمداد إسرائيل بالأسلحة
11:45 17.03.2024
إصابة جندي إسرائيلي بجروح خطيرة في غزة
11:30 17.03.2024
كوريا الجنوبية تجري مناورات عسكرية استعداداً لاستفزازات جارتها الشمالية
11:15 17.03.2024
إفريقيا الوسطى تقترب من التعاون العسكري مع روسيا
11:00 17.03.2024
جميع الأخبار